الحوت الأزرق
معلومات عن الحوت الأزرق
يعد الحوت الأزرق أكبر حيوان على كوكب الأرض ، ويتميز هذا الحيوان الضخم بصفاته وسلوكياته المتفردة، وفيما يأتي تفاصيل أكثر حول الحوت الأزرق:
الوصف
يتميز الحوت الأزرق بحجمه الكبير جدًا، إذ كان أكبر حوت أزرق تم قياسه بدقة هو أنثى يبلغ طولها 29.5م، ووزنها حوالي 180 طنًا، ويوجد تقارير تشير إلى صيد حوت بلغ طوله 33م ووزنه 200 طن، ويبلغ وزن قلب الحوت الأزرق حوالي 700 كغ، وعادة ما تكون الإناث أكبر حجمًا من الذكور، وللحوت رأس عريض، وزعنفة ظهرية صغيرة، و80-100 من الأخاديد الطويلة الممتدة على طول الصدر والحلق لديه.
تتميز الحيتان الزرقاء بلونها الأزرق المائل إلى الرمادي مع وجود بقع كبيرة رمادية اللون عليها، بينما تكون الأسطح السفلية للزعانف ذات لون أبيض أو رمادي فاتح، وقد أطلق على الحوت الأزرق اسم حوت الكبريت؛ نظرًا لظهور اللون الأصفر الباهت لعنصر الكبريت على الجوانب السفلية لبعض أنواعه، والذي ينتقل إليه عبر بعض الطحالب التي تعيش على جسمه.
الموطن والانتشار
يعيش الحوت الأزرق في جميع محيطات العالم باستثناء المحيط المتجمد الشمالي، ويعتمد وجود الحيتان الزرقاء في مكان معين على توافر الغذاء، إذ إن معظم أنواعها تهاجر موسميًا، لكن بعض الأنواع تعيش في مناطق معينة، ولا تهاجر منها على الإطلاق، وفيما يأتي أبرز المناطق التي يتركز فيها انتشار الحيتان الزرقاء:
- شمال المحيط الأطلسي
إذ يمتد نطاق انتشارها من المناطق شبه الاستوائية إلى بحر جرينلاند، فقد شوهدت الحيتان الزرقاء في المياه قبالة شرق كندا، وفي مياه الجرف القاري شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
- على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة
إذ يعتقد أن الحيتان الزرقاء تقضي فصل الشتاء في شمال المحيط الهادئ قبالة المكسيك وأمريكا الوسطى، وتنتقل للبحث عن الغذاء في فصل الصيف قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة.
- خليج كاليفورنيا
تم ملاحظة وجود صغار الحيتان الزرقاء في خليج كاليفورنيا خلال الفترة الممتدة بين الأشهر من ديسمبر (كانون الأول) إلى مارس (آذار)، إذ يعتقد أن تلك المنطقة تتركز فيها الولادات للحيتان الزرقاء.
- شمال المحيط الهندي
إذ تم الإبلاغ عن مشاهدة مجموعة من الحيتان الزرقاء في خليج عدن وبحر العرب وخليج البنغال.
الغذاء
يتغذى الحوت الأزرق على حيوان الكريل بشكل رئيسي؛ وهو أحد الحيوانات البحرية الصغيرة التي تشبه الجمبري، كما أن الأسماك ومجذافيات الأرجل (القشريات الصغيرة) قد تكون جزءًا رئيسيًا من النظام الغذائي الخاص به، وتحصل الحيتان على غذائها عبر السباحة باتجاه مجموعات كبيرة من الكريل، بحيث تفتح فمها وتغلقه مباشرة حول الكريل الذي دخل إلى فمها، وبعد إغلاقها تدفع الماء الزائد بلسانها خارجه، وتبقي على الكريل محاصرًا بالداخل لتتغذى عليه.
السلوك
غالبًا ما تقضي الحيتان الزرقاء الصيف في المياه القطبية، وتقوم بهجرات طويلة نحو خط الاستواء بمجرد حلول فصل الشتاء، وتبحر الحيتان في المحيط بسرعة تزيد عن 8 كم/ساعة، إلا أنه يمكن أن تصل سرعتها إلى حوالي 32 كم/ساعة عندما تكون في حالة هياج.
تعد الحيتان الزرقاء من أعلى الحيوانات صوتًا على سطح الأرض، إذ تبعث مجموعة من الأصوات على شكل نبضات وأنين إلى أفراد جنسها، ويمكن للحيتان سماع بعضها البعض في الظروف الطبيعية عندما تكون على بعد 1,610 كم، ويعتقد العلماء بأن الحيتان تستخدم تلك الأصوات للتواصل فيما بينها، وكذلك للتنقل في أعماق المحيطات المعتمة.
التكاثر
تصل أنثى الحوت الأزرق إلى مرحلة النضج الجنسي خلال 5 إلى 15 عامًا من عمرها، وتلد كل عامين أو 3 أعوام، إذ يستمر حملها لمدة عام تقريبًا، لتلد صغارها خلال الفترة بين شهري كانون الأول وشباط، ويمكن أن يصل طول صغير الحوت حديث الولادة إلى 7 أمتار، ووزنه بين 2,268 و2,721.5 كغ.
تنتج الأم المرضع أكثر من 0.28 م³ من الحليب الغني بنسبة 35 إلى 50% من الدهون يوميًا، الأمر الذي يمكن الصغير من اكتساب ما يزيد عن 4.5 كغ في الساعة، وتبقى الصغار مع أمهاتها لفترة تمتد من 6-7 أشهر.
العمر الافتراضي
تعد الحيتان الزرقاء من الحيوانات التي تتمتع بعمر طويل جدًا، إذ يمكن أن تصل أعمار الحيتان الطبيعية إلى حوالي 90 عامًا، وقد رُصد أحد الحيتان الزرقاء الذي وصل عمره إلى حوالي 110 أعوام.
المخاطر التي يواجهها
تواجه الحيتان الزرقاء العديد من التهديدات التي يمكن أن تؤثر على حياتها وتجمعاتها، وفيما يأتي أبرزها:
- التلوث البحري
يعد التلوث البحري الذي ينتج عن الأنشطة البرية بنسبة كبيرة ذو تأثير مدمر على البيئة البحرية، إذ يهدد النباتات والحيوانات البحرية بما فيها الحوت الأزرق، وتقضي على موائلها.
- الاحتباس الحراري
يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيطات إلى التأثير على توزيع وإمدادات الغذاء الخاصة بالحيتان والكائنات البحرية الأخرى، كما وجدت بعض الأبحاث أن ارتفاع حرارة الماء يؤثر على تكاثر الحيتان ويعيقه.
- التلوث الضوضائي
تستخدم الحيتان الزرقاء الصوت للعثور على شركائها، وبالتالي فإن الضوضاء الناتجة عن أنشطة الإنسان يمكن أن تؤدي إلى إبعاد الحيتان عن مسارها وتعطيل عملية تكاثرها، ومن الأمثلة على الأنشطة المؤدية للتلوث الضوضائي في الماء؛ عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وعمليات الشحن.
- زيادة حركة الشحن
يمكن أن تتعرض الحيتان الزرقاء إلى تصادمات مميتة مع السفن التجارية وسفن الشحن، الأمر الذي قد يؤثر على أعدادها وسلوكياتها.
- أنشطة الصيد
يمكن أن تعلق شباك الصيد في الحيتان على نحو خطير يعيقها عن التغذية، الأمر الذي يعرض صحتها للخطر.