الحضارة الفرعونية وإنجازاتها
إنجازات الحضارة الفرعونية في مجال الزراعة
تركزت الحياة في الحضارة الفرعونية حول نهر النيل ، حيث سعى المزارعون إلى تطوير طرق الري والسيطرة على المياه، بهدف المحافظة على المحاصيل الزراعية في السنوات الماطرة والجافة على حد سواء، كما أسسوا التقويم السنوي، حيث عملوا على تجزئة العام إلى اثني عشر شهرًا، على أن تكون مدة الشهر الواحد ثلاثين يومًا، وخمسة أيام للاحتفالات، وثلاثة مواسم يحتوي كلٍ منها على أربعة شهور، كما زرع المصريون القدماء القمح، والشعير، والكتان، وبنوا أحواضًا وقنوات، بهدف تجميع مياه الفيضانات واستخدامها وقت الحاجة، إلى جانب اختراعهم أدوات الزراعة كالمحراث، والمنجل، والسلاسل، والمراكب وغيرها من الأدوات.
إنجازات الحضارة الفرعونية في علم الرياضيات
عمل المصريون القدماء على تطوير الرياضيات بشكلٍ كبير، حيث أنشؤوا النظام العشري في العد في عام 2700 ق. م، كما سعوا إلى تطوير علم المعادلات الجبرية في عام 1300 ق. م، بالإضافة إلى ابتكارهم لعلم الهندسة، والمعادلات الجبرية، والمتسلسلات الحسابية والهندسية في عام 1650 ق. م.
إنجازات الحضارة الفرعونية في مجال الطب العلوم
كان للمصريين القدماء الكثير من الإنجازات في مجال الطب، حيث عملوا على خياطة الجروح، وعلاج كسور العظام، وبتر الأطراف، كما عالجوا الأجزاء المقطوعة باستخدام اللحوم النيّئة والكتان المنقوع بالعسل، ومن أهم إنجازاتهم الطبية هي بردية إدوين سميث، التي تعتبر تقليدًا طبيًا قديمًا من العام 1600 ق. م، وفيما بعد اشتهرت بردية إيبرس في مجال الطب في عام 1500 ق. م.
واشتهر المصريون بمعرفتهم لعلم التشريح البشري ، وذلك بسبب تحنيط المومياوات، إلى جانب دراستهم للأمراض وابتكار الأدوية والعلاجات المناسبة لها، أما في مجال العلوم فقد ابتكر المصريون علم التنجيم، حيثُ نُسبت إليهم العلوم الفلكية، واستخدمت معلوماتها في مجال الزراعة.
إنجازات الحضارة الفرعونية في مجال الكتابة والأدب
تعتبر الكتابة أداةً أساسية في الحضارة الفرعونية، حيث ظهر نوعان من الكتابة وهما: الكتابة الهيروغليفية (بالإنجليزيّة: hieroglyphs)، والكتابة الهيراطيقية (بالإنجليزيّة: hieratic)، كما يرجع تاريخ أقدم الكتابات الهيروغليفية إلى العام 3000 ق. م، حيث تعتبر لغة صوتية أو صامتة، فتمت كتابة النصوص باستخدام المئات من الرموز وجرت كتاباتها من اليمين إلى اليسار على شكل صفوف وأعمدة، وقد وجد هذا النوع من الكتابة في المقابر وعلى القطع الحجرية الأثرية في مصر، ويعتبر حجر الرشيد من الاكتشافات المهمة للكتابة الهيروغليفية، حيث تم اكتشافه في القرن الثامن عشر.
كما استخدم المصريون القدماء الكتابة الهيراطيقية في الكتابة اليومية، إذ كان استخدامها أسهل من الكتابة الهيروغليفية، فهي عبارة عن نص متصل بنصٍ آخر، وتم استخدامها بالتزامن مع الكتابة الهيروغليفية، وفي أواخر الحضارة الفرعونية في عام 500 ق. م ظهرت الكتابة الديموطيقية، وهي عبارة عن شكل جديد من أشكال الكتابة تحتوي على نصوص أبجدية صوتية، وتمت كتابة شعر الحب، والذم، والأساطير بهذه اللغة.
تصنف النصوص المكتوبة بالهيروغليفية بأنها نصوص دينية أو تذكارية، حيث اكتشفت قصص تخص المملكة المصرية الوسطى، وتعرض كيفية تدهور الحضارة المصرية في ذلك الوقت، وتعتبر قصة سنوحي وقصة ون آمون من أشهر القصص المكتوبة باللغة الهيروغليفية، كما تمت كتابة التراتيل والصلوات فيها بهدف استخدامها في الدعاء، حيث اعتبر المصريون الفرعون إلهًا لهم، وكان إلههم الأعظم هو رع إله النور.
دعت الحاجة بعد اختراع الكتابة وتطويرها إلى شيء للكتابة عليه، فاكتشف المصريون البردي وهو نوع من النبات، تم استخدامه في صناعة الورق، وللطعام، ولصنع الأدوية، والعطور، والقوارب، والصنادل، لذلك تم زراعته بغرض استخداماته المتعددة واعتبر رمزًا سياسيًا مهمًا في الحضارة المصرية، حيث تم استخدامه لكتابة قانون الوحدة بين مصر العليا والسفلى.
إنجازات الحضارة الفرعونية في مجال العمارة
بنى المصريون القدماء المعابد والمقابر للملوك، ويعد المهندس إمحوتب من أشهر مهندسي الحضارة الفرعونية، حيث عمل على تصميم الأهرامات، وضم فريقه نحو 200 ألف عامل، واستغرق بناء الأهرامات مدة 20 عامًا تقريبًا، وبقيت الأهرامات المصرية لسنواتٍ طويلة من أطول البُنيان في العالم، حيث نقل المصريون الأحجار المستخدمة في بناء الأهرامات على جذوع الأشجار عبر نهر النيل.
يعتبر تمثال أبو الهول من الأمثلة العظيمة على إنجازات الحضارة الفرعونية في مجال العمارة، حيث يجسد التمثال نصبًا تذكاريًا لجسد أسد ورأس امرأة، وضع لحراسة هرم خفرع، وقد وردت الكثير من القصص والأساطير حول وجود أنفاق سرية وأسفل التمثال، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تشير إلى ذلك،
واعتمد المصريون القدماء في بناء المعابد والمقابر على استخدام الحجر وزخرفة الجدران، حيث استخدمت النقوش على الجدران لتسجيل الأحداث التاريخية، أو الطقوس الدينية، والألقاب والمهن، ما يعني أن أهمية هذه النقوش تبرز بسبب ما تحتويه من معلومات والمقارنة بينها وبين الأدلة المادية، للتأكد من كونها أحداثًا حقيقة.