الحب من طرف واحد
تعريف الحب من طرف واحد
يعرّف الحب من طرف واحد بأنّه مشاعر جيّاشة غير متبادلة تصدر من شخص محب يمتلك قدرة كبيرة على توجيه مشاعره لغيره دون توقع استجابة منه، وفي الحقيقة يحتاج هذا النوع من الحب مقداراً كبيراً من التضحية فهو يختلف عن الحب المتبادل بين طرفين ويفتقر إلى الموازنة، والشخص الذي يعيش هذه التجربة هو شخص مفعم بالأمل، ويعيش بسلام داخلي مع نفسه؛ لأنه يخوض في الحب، ولا ينتظر أيّ مقابل.
لا يوجد مانع للشخص من التورط بعلاقة حب عفوية تُعبّر عن الكم الكبير من الحب الحقيقيّ والنقيّ في داخله، فالمحبوب بالنسبة له مصدر للإلهام والسعادة، ويعيش على أمل الوصول إلى قلبه يوماً ما، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن علامات الحب من طرف واحد، وطرق لجعل الحب من الطرفين.
علامات الحب من طرف واحد
هنالك العديد من العلامات التي من شأنها أن تظهر بأنّ الحبّ من طرف واحد ومنها ما يلي:
الجهد المبذول
يُعدّ الجهد المبذول أول إشارة مهمّة تبيّن إذا ما كان الحب من طرف واحد أم من كلا الطرفين، حيث يقوم الشخص المحب ببذل الكثير من الجهد والعطاء في تنظيم الأمور، والتخطيط للرحلات، والاحتفال بالتواريخ المهمّة، كما ويكرّس معظم وقته لإسعاد من يحبه، وفي النهاية لا يحصل على مقابل أو ربما يحصل على مقابل بسيط لا يذكر.
الأولويات المختلفة
يتشارك الطرفان في العلاقة المبنية على الحب المتبادل العديد من الأنشطة والترفيه معاً للحصول على أكبر وقت مع الشريك، ولكن في العلاقة الأحاديّة تختلف أولويات طرفي العلاقة حيث يفضل المحبوب قضاء معظم الوقت مع الأصدقاء والأقارب على أن يقضي وقته مع الشخص الذي يحبّه، بحجة أنّه لا يملك من الوقت للتواجد معه، إلّا أنّ المحب دائماً ما يُحاول التواجد معه ويستغل كل المناسبات التي قد تجمعهم سوياً.
التواصل
يحاول الشخص المحب أن يبادر دائماً بالاتصالات الهاتفيّة وإرسال الرسائل الإلكترونيّة للتواصل والاطمئنان على من يحبه، بينما لا يقوم الشخص الآخر بالمبادرة، ويحاول التهرّب من التحدث معه أو يتجنّب الرد على رسائله، كما ويصعب إيجاده عند الحاجة الماسة إليه.
الاعتذار
عندما يكون الحب من طرف واحد يكون الطرف المُحبّ هو الشخص الأضعف والذي يعتذر دائماً، ويحاول تبرير موقفه أو حالته النفسية وما يدفعه لفعل ذلك هو حبه اللامحدود الذي يتعدى أيّ شيء حتّى لو لم يكن هو المخطئ، أو كان الموقف لا يستحق الاعتذار ، بينما يكون الطرف الآخر غيرُ مبالٍ به، ولا يهتم بتقديم الاعتذارات.
التعب والإرهاق
يشعر الشخص المحب من طرف واحد بالتعب العام والإرهاق وعدم الارتياح بالعلاقة؛ وذلك بسبب تعرّضه للضغط المفرط أثناء تفكيره بأبسط الأمور المتعلّقة بالحبيب، وغالباً ما يكون قلقاً بشأن رد فعل شريكه تجاهه، مثل: إذا كان منزعجاً منه إثر موضوعٍ معيّن، أو أنّه قد قام بفعل أغضبه.
تبرير أفعالهم
يحاول غالبًا الطرف المحب تبرير أفعال الطرف الآخر وخلق الأعذار له على الدوام، ويرفض أيّ فكرة سلبيّة تجوب خاطره حيال التقصير الصادر عنهم أو تصرفهم غير المحبب، فالحب عادةً لا يُظهر أخطاء الحبيب ويُحسّن صورته.
طرق لجعل الحب من طرفين
يمكن محاولة إصلاح العلاقة القائمة على حب من طرف واحد وجعلها علاقة حب متساوية بين الطرفين بالعديد من الطرق ومنها التالي ذكره:
- تقبل حقيقة الأمر
يجب على الشخص المُحبّ أن يعرف في بدايةً الأمر أنّ الوقوع بالحب مع شخص لا يُبادله نفس الشعور هو ليس خطأه، وعليه تقبّل حقيقة الأمر وعدم إلقاء اللوم على الذات؛ لأن الأمر خارج عن سيطرته.
- التأكد من المشاعر
يحتاج الشخص المحب أن يخلّص نفسه من المشاعر السلبيّة كالإحباط والارتباك والحزن، وأن يحاول جاهداً التواصل مع نفسه الداخلية لمساعدته معرفة حقيقة مشاعره قبل التواصل مع شريكه واعترافه بحبه له، والتأكد من أن ما يشعر به هو حباً حقيقاً؛ لتجنب الندم فيما بعد فيما لو تأكد بأن ما يشعر به هو ليس الحب.
- التواصل
يعد الاستمرار في التواصل مع الطرف الآخر بانتظام أمرٌ مهم مع ضرورة توفير مساحة كافية له؛ لأنه الطريقة المثلى لإصلاح علاقة الحب من طرف واحد، حيث يبدأ التواصل بالمصارحة ومبادلة الطرف الآخر الحديث بعيداً عن ثورة الغضب أو الملامة، ثمّ البدء بالتعبير عن مشاعر الحب تجاهه بعناية، عندها يمكن للطرف الآخر أن يتقبل هذه العلاقة ويبادلها بالاهتمام.
- الصداقة
يُفضل كسب صداقة الحبيب قبل الدخول معه في علاقة الحب وذلك لإفساح المجال بينهما للتعارف وتوطيد الثقة، ومشاركة الاهتمامات معاً، مما يزيد التفكير باحتمالية الارتباط معاً مدى الحياة.
- عدم الإفراط بالحب
يعتبر عدم الإفراط بالحب أحد الأساليب التي تنجح في جعل علاقة الحب من كلا الطرفين هي عدم ترك المشاعر الجيّاشة تستهلك المحُب، فإنّ الإفراط بالحب المحبوب قد يؤدي إلى التجاهل منه، لأنه يدرك بأنّ الطرف الآخر مهوساً به، لذلك ينصح بوضع حدود للعلاقة؛ لجعله يُدرك قيمة الشخص الذي يحبه.
- إبراز الصفات الحسنة
يُعدّ ترك الأثر الطيب في نفوس الآخرين والتمتّع بالصفات الحسنة أمرٌ مهم لكسب العلاقات الاجتماعيّة، مع مراعاة عدم التصنّع في ذلك فالإنسان الصادق مع نفسه لا يحاول التظاهر بالقيام بالأشياء الحسنة، ولا يتكلّف في تصرفاته، ولا يسعى جاهداً لإخفاء عيوبه، فهو صريح ويسعى لترك صورة طبيعيّة عنه خاصةً عند الحبيب.
- الاحترام المتبادل
تُبنى جميع العلاقات الصحيّة على الاحترام المتبادل، فعلى المحب أن يُغدق محبوبه بالحب والاحترام؛ وذلك ليدرك قيمته الحقيقيّة.
- التواجد عند الحاجة
يترك التواجد عند الحاجة ودعم المحبوب في الأوقات العصيبة والوقوف إلى جانبه بصمة خالدة في الذاكرة، فغالباً ما يبحث الناس عن هذه الصفات الحميدة في شركائهم.