الثوم يخفض السكر
الثوم ومرض السكري
تجدر الإشارة إلى أنّه ليس هناك طعامٌ معيّنٌ يساعد وحده على تقليل مستويات السكر في الدم، ويجب على مرضى السكري دائماً استشارة الطبيب والالتزام بتعليماته، ولكن قد تمتلك بعض الأطعمة تأثيراً في مستويات سكر الدم، ومنها الثوم، فقد يُساهم تناوله في خفض مستويات السكر في الدم، ويرجع هذا التأثير بسبب احتوائِه على مركّب الأليسين (بالإنجليزية: Allicin) بالإضافة إلى مركّبات الكبريت العضويّة الأخرى، كما أنّ مُستخلصات الثوم قد تُساهم أيضاً في التخفيف من مقاومة الإنسولين ، وفي ما يأتي بعض الدراسات حول تأثير الثوم في خفض مستويات السكر في الدم:
- أظهرت مراجعةٌ لعددٍ من الدراسات التي نُشرت في مجلة Primary Care Diabetes عام 2019 أنّ الثوم يُساهم في خفض مستويات السكر الصيامي والسكر التراكمي في الدم، كما بيّنت الدراسة دور الثوم في خفض مستويات الدهون في الدم بما في ذلك الدهون الثلاثية، والكوليسترول الكلّي، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزيّة: Low Density Lipoprotein) والذي يُعرف بالكوليسترول الضار، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الثوم قد يُساهم أيضاً في التخفيف من أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري.
- أشارت مراجعة شملت ثلاث دراسات ونُشرت في مجلة International Journal of Nutrition Sciences عام 2018 إلى أنّ تناول مكمّلات الثوم على شكل كبسولات، أو حبوب، أو مستخلص، أو تناول الثوم الطازج يُمكن أن يساعد على تخفيف مُقاومة الإنسولين، وخفض مستوى السكر الصومي، ونسبة الجلوكوز في اختبار الغلوكوز التالي للأكل (بالإنجليزيّة: Two-Hour Postprandial Glucose)، بالإضافة إلى تقليل مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، والكوليسترول الكلّي، والدهون الثلاثية ، كما يساهم في زيادة مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة، وتحسين مؤشر كتلة الجسم، وعلى الرغم من ذلك هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات فعالية مكمّلات الثوم في التخفيف من مرض السكري من النوع الثاني.
- أشارت مراجعة لتسع دراساتٍ نُشرت في مجلّة Food & nutrition research عام 2017 وشملت 768 من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني إلى أنّ مجموعة المرضى الذين تناولوا مكمّلات الأليسين الموجودة في الثوم بجرعاتٍ تتراوح بين 0.05 إلى 1.5 غرام انخفضت لديهم مستويات سكر الدم الصيامي بشكل كبير مقارنةً بالمجموعة التي لم تستهلك مكملات الأليسين، كما أظهر انخفاضاً كبيراً في مستويات الفركتوزامين (بالإنجليزية: Fructosamine) والهيموجلوبين السكري في الدم، بالإضافة إلى تحسّن في مستويات الكوليسترول الكلّي في الأسبوع الثاني عشر والأسبوع الرابع والعشرين، كما بيّنت الدراسة تأثيرات مكمّلات الثوم الإيجابية في مستويات جلوكوز الدم، والكوليسترول الكلي، وتنظيم مستويات الضار والنافع لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
- أشارت مراجعةٌ لسبع دراساتٍ شملت 513 شخصاً، ونُشرت في مجلة Asia Pacific journal of clinical nutrition عام 2015 إلى أنّ تناول الثوم ساعد على خفض مستويات سكر الدم الصيامي؛ إلّا أنّ هذا التحليل لم يشمل تأثير تناول الثوم في مستويات السكري التراكمي ونسبة سكر الدم بعد الأكل، لذلك هناك حاجة إلى المزيد من التجارب لإثبات فعالية الثوم في ذلك.
ومن الجدير بالذكر أنّه لا بد من استشارة الطبيب المختص قبل الإقدام على تناول أيّ نبات أو مكمّل غذائي، فكما ذُكر سابقاً يُمكن أن يؤدي تناول الثوم إلى خفض مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبيرٍ لدى مرضى السكري ؛ ممّا يسبّب مشاكل قد تتعارض مع العلاج الأصليّ الموصوف من قبل الطبيب.
ولقراءة المزيد عن فوائد وأضرار الثوم يمكن الرجوع لمقال ما هي فوائد الثوم .
أضرار الثوم
درجة أمان الثوم
نذكر في ما يأتي درجة أمان تناول الثوم لمختلف الفئات:
- درجة أمان الثوم للبالغين: يعدّ الثوم آمناً في الغالب لمعظم البالغين عند تناوله بكمّيات مناسبة؛ إلّا أنّه يُمكن أن يُسبّب رائحةً كريهةً للفم، وشعوراً بحرقةٍ في الفم أو المعدة، والغازات، والغثيان ، وظهور رائحة للجسم، والإسهال، وعادةً ما تكون هذه الأعراض الجانبية أسوأ عند تناول الثوم الطازج، بالإضافة إلى أنّه يُمكن أن يزيد من خطر النزيف بعد العمليّات الجراحيّة، كما لوحظت إصابة الأشخاص العاملين في زراعة الثوم بمرض الربو، ومن الممكن حدوث ردات فعل تحسسية أخرى.
- درجة أمان الثوم للحامل والمرضع: يعدّ تناول الثوم بكميّاتٍ مُناسبة أثناء فترة الحمل آمناً في الغالب، بينما يُحتمل عدم أمان استخدامه بكمّيات كبيرة خلال فترة الحمل والرضاعة.
- درجة أمان الثوم للأطفال: حيثُ يُحتمل أمان استخدام الثوم للأطفال كدواءٍ لفترةٍ قصيرة، بينما يُحتمل عدم أمان استهلاكه بجرعاتٍ عالية، فقد أشارت بعض المصادر إلى أنّ الجرعات الكبيرة من الثوم قد تكون خطيرةً أو مميتةً للأطفال؛ إلّا أنّه لا توجد تقارير بيّنت حالات أصيبت بهذه الآثار الجانبية أو وفيات أطفال مرتبطة بتناول الثوم.
محاذير استخدام الثوم
يُحذر من تناول الثوم في الحالات الآتية:
- اضطرابات النزيف: قد يزيد تناول الثوم وخاصةً الثوم الطازج من خطر النزيف .
- مرض السكري: كما ذُكر سابقاً فإنّ تناول الثوم يُمكن أن يؤدّي إلى خفض مستويات السكر في الدم بشكل كبير لدى الأشخاص المصابين بداء السكري.
- مشاكل في المعدة أو الهضم: يُمكن أن يؤدّي تناول الثوم إلى تهيّج في الجهاز الهضمي ، لذلك يجب استخدام الثوم بحذر عند وجود مشاكل في المعدة أو الهضم.
- انخفاض ضغط الدم: يُمكن أن يؤدّي تناول الثوم إلى انخفاض كبير في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم.
- الجراحة: يُنصح بتجنّب تناول الثوم قبل الخضوع لأي عملية جراحيّة بأسبوعين على الأقل؛ ولذلك لأنّه قد يزيد من مدّة النزيف، ويتداخل مع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنّه يمكن أن يُقلل من مستويات السكر في الدم.
لمحة عامة حول الثوم
ينتمي الثوم والذي يُعرف علمياً باسم Allium sativum إلى الفصيلة النرجسيّة (بالإنجليزية: Amaryllidaceae) التي تنتمي إليها أيضاً نباتات البصل، والبصل الأخضر، والثوم المعمّر، والكراث ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الثوم هو أحد النباتات العشبيّة الحوليّة التي استُخدمت منذ آلاف السنين في مصر القديمة، بينما يُعتقد أنّ موطنه الأصليّ هو قارة آسيا، وعادةً ما تُحصد محاصيل الثوم عند تحوّلها إلى اللون الأصفر أو البني وتبدأ بالسقوط، ثم يُمكن طحن الثوم أو تجفيفه وإضافته إلى الطعام للحصول على نكهته المُميّزة.