التعامل مع الزوج العنيد
طرق التعامل مع الزوج العنيد
من أهم مقوّمات السعادة الزوجيّة التواصل البنّاء بين الزوجيّن، وخلق ثقافة الاستماع، والحوار الهادف بينهما، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب وراء قطع خطوط الاتصال القويّة بين الزوجين عناد الزوج، وعدم استماعه لزوجته،وهنالك بعض الطرق التي يُنصح بها؛ للتعامل مع الزوج العنيد، وأهمها ما يأتي:
تعميق مبدأ المساواة لدى الزوج العنيد
يجب التأكيد على مبدأ المساواة بين الزوجين، وتوضيح أهميّة العمل الجماعي للزوج العنيد، وضرورة مشاركة زوجته له، سواء بالرأي أو بالأنشطة في مختلف القضايا الأسريّة التي تخصهما، وتعزيز التكافؤ بينهما، وذلك من خلال النقاش مع الزوج بجديّة، وبيان أهمية اتخاذ القرارات كزوجين له؛ حيث إنّهما يشتركان بالمسؤوليّة، ويتحملانها معاً في النهايّة، لكن يجب اختيار الوقت المناسب لإجراء هذا النقاش، والتواصل معه بالأسلوب اللطيف، والمهذّب؛ للوصول لنتيجة مثمرة وتحقيق الهدف المطلوب للحوار.
التحدث والتعامل مع الزوج بأحسن الطرق
يحتاج الزوج بين الوقت والآخر لسماع عبارات الحب والغزل من زوجته ، ودعمه باستمرار؛ حيث إنّ الشعور بالاحترام والتقدير قد يكون سبباً قويّاً يؤثر بالزوج العنيد، ويجعله يشعر بأخطاءه، فيتراجع عنها، كما أنّ تلك الكلمات رغم بساطتها قد يكون لها تأثير كبير وفعّال عند تبادلها بصدق بين الزوجين، فالكلمات الجميلة حاجة أساسيّة تُعمّق علاقتهم، وتقرّب قلوبهم، وتزيح العراقيل أمام مسيرتهم الزوجيّة السعيدة.
تفهم شخصيّة الزوج العنيد ومساعدته
قد يكون وراء الزوج العنيد شخصٌ طيب يعجز عن التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة، فالوقوف بجانبه والاهتمام به ودعمه بجميع حالاته قد يُساعده على تخطي هذه المشكلة والتخلي عن عناده، كما يُمكن أن يُعاني من ظروف صعبة وضغوطات معيّنة سواء في العمل أو غيره، تجعل منه شخصاُ عنيداً، وهنا يأتي دور الزوجة بالوقوف معه ودعمه، حتّى يعود إلى طبيعته.
تقبل شخصيّة الطرف الآخر ومحاولة التغيير للأفضل
قد تبدو فكرة الكمال خياليّة ويصعب تحقيقها في أيٍ منا، بالتالي يجب على الزوجين تقبل شخصيّة الطرف الآخر، وصفاته الإيجابيّة منها والسلبيّة، ومحاولة تغيير السلبيات إن أمكن، شريطة إعطاءه الكثير من الوقت والفرص للتغيير، مع ضرورة الحديث بشكلٍ لائق وإعطاء الزوج مساحةً ووقت خاص للتعبير، كما يجب على الزوجة أن لا تنسى أنّ لزوجها العنيد العديد من الصفات الجميلة الأخرى التي تُحبها، وتجعله قريباً من قلبها، علماً بأنّ الأشخاص العنيدين يُقال بأنّهم يتمتعون بالذكاء، والعمل الجيّد، والإرادة القوية والتي هي أساس النجاح، فالعناد والتصميم قريب من المُثابرة، وهذا قد يكون شيئاً إيجابيّاً ومميّزاً للزوج العنيّد.
خلق ثقافة الحوار الهادف مع الزوج العنيد
عادة ما يرفض الشخص العنيد الاستماع لمن حوله، ويحاول فرض رأيه فحسب، وهنا تأتي أهميّة الحوار الهادف بين الزوجين كأحد الطرق الفعّالة لتوضيح سوء الفهم بينهما، ومحاولة التواصل مع الزوج العنيد بشكلٍ أعمق، وإقناعه بضرورة تغيير رأيه والاستماع لشريكته، شريطة التأنيّ في هذا الحوار، وضرورة اختيار المكان والتوقيت المُناسبيّن، لجعله حواراً ناجحاً، وانتقاء الكلمات المؤثرة والمناسبة التي تؤثر به وتحد من عناده حول الأمر؛ إضافةً لتبادل الاستماع، وخلق نقاش هادف، عبر بيان كل منهما وجهة نظره بالأمر، وفهم الطرفين بعضهما بشكلٍ جيّد، وتصحيح الأخطاء بهدوء وسلاسة.
التسامح مع الزوج العنيد والمُبادرة الطيبّة معه
يجب على الزوجين التسامح مع بعضهما، بغض النظر عن الخلافات السابقة، فالنظر إلى الماضي لن يُغيّر شيئاً لكن الخطوة المستقبليّة وبناء العلاقة الوديّة الصحيحة هو الجزء الأهم، بالتالي فإنّ محاولة الزوجة تغيير نظرتها للزوج العنيد، وتمالك أعصابها، ومحاولة فهم طريقة تفكيره، ودراسة موقفه من جميع الزوايا والتسامح معه أحياناً، خطوة إيجابيّة ونبيلة؛ حيث إنّ تغيير الآخرين يحتاج للكثير، وإمكان الشخص تغيير نفسه أيضاً، وإصلاح علاقته مع شريكه والحفاظ عليها.
المحافظة على الهدوء وضبط النفس بين الزوجين
يتطلب النقاش مع شخص عنيّد الكثير من الصبر وضبط الأعصاب لإقناعه بخطأه؛ لأنّ الغضب قد يزيد الأمر سوءاً، ويُسبب تفاقم المشاكل، ويُمكن تخيل الأمر كلعبة الشطرنج، التي تحتاج الكثير من التركيز في تحرّكاتها، كذلك الأمر النقاش مع الشخص العنيد يتطلب الحذر والحرص على انتقاء الكلمات، ويُمكن للزوجة أن تكسب النقاش من خلال عدم اعترافها بخطأ الزوج، بل اختيار اسلوب صحيح وذكيّ لإقناعه بخطأه، وجعله يعترف به بنفسه، مع الحفاظ على جوٍ من الاحترام والهدوء والمودّة بينهما رغم تعارضهما بالرأي.
التحقق من فهم الزوجيّن الجيّد للمشكلة
يجب تقيّيم الزوجين للمشكلة ومدى أهميتها بالبداية، والتحقق إن كانت هذه المشكلة تستحق حقاً الخلاف من أجلها؟! وإذا كان الأمر مهماً، يجب التأكد من توضيح الزوجة موقفها لزوجها ثمّ إعطاءه فرصة لشرح الأمر بطريقته والتعبير عنه، وتبادل الاستماع بينهما بجديّة، مع ضرورة طرح الأسئلة؛ للتأكد من فهم الطرفين للمشكلة بشكل جيد، فربما ينتهي الخلاف ويتنازل أحدهما، فيتخلى الزوج عن عناده، بعد التحقق وفهم الأمر جيّداً، أو أن ينتهي بأخذ الزوجه موقفاً إذا سارت الأمور بصورة غير جيّدة.
استشارة أخصائي العلاقات الزوجيّة
قد يكون من الصعب جداً الوصول إلى طريقة لإقناع الزوج العنيد والتفاهم معه، وفي حال ساءت الأمور وخرجت عن السيطرة بعد محاولة الزوجة تغييره، أو التفاهم معه بمختلف الطرق، يمكن اللجوء لأخصائيي العلاقات الزوجيّة واستشارتهم حول الحلول المناسبة وطرق علاج هذه الصفة السلبيّة في الزوج؛ لاستعادة التوازن والوصول للحياة الزوجيّة السعيدة التي يطمح لها جميع الأزواج.
نصائح لبناء العلاقات الزوجيّة وتقويتها
يطمح جميع الأزواج للحصول على علاقات صحيّة مثاليّة، وحياة أسريّة سعيدة خالية من العقبات والمشاكل، وفيما يأتي بعض النصائح الهامّة للتعامل الصحيح مع الشريك، والحصول على علاقات قويّة، ومثاليّة، وهي:
- تقدير المرء قيمة الحياة الزوجيّة، واحترامه لشريكه؛ لأنّ المرء يُحافظ على الأشياء الثمينة لديه ويخشى فقدانها.
- البحث عن الأهداف المشتركة بين الزوجين، وايجاد مواطن الانسجام والتوافق بينهما؛ في سبيل التغاضي عن بعض الأخطاء، واستمراية الحياة الزوجية ونجاحها.
- اهتمام الطرفين المتبادل الذي سيساعدهما على الانسجام والتناغم معاً؛ ومحاولة حل الخلافات الزوجيّة وانهائها بهدوء ومودّة.
- تقدير الشريك كميّة الحب التي تلقاها من شريكه الآخر، فالمرء عندما يشعر بالحب الحقيقي يجب عليه أن يُقدّره، وبالمقابل يسعى لردّه بصورة جميلة، وبكميّة أكبر، من خلال التصرفات الأخلاقيّة النبيلة والحسنّة التي يُعبر بها عن حبّه.
- تعزيز ثقافة العطاء بين الزوجيّن، فكل منهما يحتاج لإشعار الطرف الآخر بالاهتمام، والحب، والتقدير، مع تركه مساحة لشريكه للتعبير عن هذه المشاعر وردّها له بطريقته؛ لبناء العلاقة وزيادة المودّة بينهما.
فن التعامل مع الزوج
الحياة الزوجية مملكة عظيمة يقودها الزوجان يداً بيّد بالمودّة والألفة، ويتطلب نجاحها التحليّ بالصبر، والاحترام والتسامح، إضافةً لإجراء الحوار الزوجي الهادف بينهما، والذي يبني حياتهما بالحب العميق، ويُساعدهما على التناغم والانسجام معاً، فالتحدث من القلب وإيصال المشاعر الحقيقيّة يُسهّل التواصل بين الزوجيّن، ويُنميّ الألفة والاحترام بينهما، فيسعى كل منهما للوصول لقلب الطرف الآخر، وايجاد سعادته معه، بغض النظر عن صفاته السلبية، ولا ننسى ضرورة تمتعهما بالوعيّ والموضوعيّة والنضج، وإدراكهما مسؤولية الزواج الكبيرة التي تتطلب منهما التجاوز عن بعض الأمور، ومحاولة تصحيح بعضها الآخر، في سبيل الوصول إلى السعادة الزوجية، وخلق بيئة عائليّة صحية لأبنائهم لاحقاً، كما يمكنهم الاستعانة بخبرات الأشخاص المُقربيّن، أو استشارة أخصائيي العلاقات الزوجيّة، لمعرفة الطُرق المُناسبة للتعامل مع الطرف الآخر عند الحاجة لذلك.