التعاطف في علم النفس
التعاطف في علم النفس
التعاطف يعني القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون ورؤية الأمور من منظورهم، وليس من منظور شخصي، إضافة إلى القدرة على وضع النفس في موقفهم والشعور بما يشعرون به، وبمعنى آخر فإن التعاطف هو قدرة الشخص على تصور نفسه مكان الآخر الذي يعاني والشعور بالتعاطف مع ما يمر به، ومن الجدير بالذكر أنَّ التعاطف أمر لا يستطيع الجميع فعله، لأنه يتطلب الدخول إلى أعماق الآخرين والشعور بهم، والتعاطف في علم النفس يرقى بالإنسان، ويجعله محبوبًا من قِبل الناس، فهو من الصفات التي تساعد الإنسان على تكوين علاقات ناجحة مع الجميع، سواء في محيط الأسرة أو العمل أو غير ذلك، كما أن الافتقار إلى التعاطف يدل على وجود اضطراب في الشخصية، فتكون الشخصية غير المتعاطفة عدائية و شخصية نرجسية .
علامات التعاطف
هناك مجموعة من العلامات التي تدل على أن الشخص يمتلك صفة التعاطف، وفيما يأتي ذكر بعض منها:
- امتلاك مهارة الاستماع جيدًا إلى الآخرين وبإنصات تام.
- رغبة الآخرين بالتحدث إلى الشخص المتعاطف وإخباره بمشاكلهم وما يعانونه في حياتهم.
- القدرة على معرفة ما يشعر به الآخرون حتى، دون أن يتحدثوا.
- لجوء الناس إلى المتعاطف لأخذ رأيه ومشورته في أمور تخصهم.
- الشعور بالإرهاق والحزن والتعب من الأحداث المأساوية التي يراها ويسمعها.
- الرغبة الشديدة في مساعدة الآخرين وتخليصهم من معاناتهم.
- القدرة على معرفة الصادقين من غيرهم.
- مواجهة صعوبة في وضع الحدود بالعلاقات مع الآخرين.
أنواع التعاطف
توجد ثلاثة أنواع للتعاطف ويمكن ذكرها على النحو الآتي:
التعاطف العاطفي
هذا النوع يعني القدرة على تفهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها بطريقة مناسبة، ويؤدي هذا النوع غالبًا إلى الخوف على مشاعر الآخرين والقلق على سعادتهم واستقرارهم.
التعاطف الجسدي
هذا النوع من التعاطف يتضمن ردود فعل جسدية تكون استجابة لما يشعر به الآخرون ويعانون منه، ومثال ذلك احمرار الخدين والشعور باضطراب في المعدة عند رؤية شخص ما يتعرض للإحراج.
التعاطف المعرفي
هو القدرة على فهم الحالة العقلية للآخرين وما قد يفكرون فيه استجابة للمواقف، وفي علم النفس يسمى نظرية العقل أو التفكير فيما يفكر فيه الآخرون.
فوائد التعاطف
هناك مجموعة من الفوائد التي تعود على الشخص الذي يتصف بالتعاطف، ومنها ما يأتي:
- إتاحة تكوين روابط وعلاقات اجتماعية مع الآخرين والتي تعود على الصحة النفسية والجسدية بشكل إيجابي.
- التعاطف مع الآخرين يساعد على تعلم كيفية تنظيم المشاعر.
- التعاطف يجعل الشخص ينخرط في بعض السلوكيات المفيدة له، كما أنه يجعل الآخرين يتعاطفون معه عندما يتعرض للمشاكل.
حواجز التعاطف
توجد مجموعة من الأمور التي تجعل الشخص يفتقر إلى التعاطف، وفيما يأتي بعض منها:
- التحيز، إذ غالبًا ما يرى هذا الشخص أن فشل الآخرين يعود إلى أسباب داخلية لديهم، أما فشله فيعود إلى أسباب خارجية.
- لوم الضحية والاعتقاد بأنه كان من الممكن أن تتصرف بشكل آخر لتجنب الوقوع في المشكلة.
- التجرد من الإنسانية.