الأماكن التي تحدث فيها التجوية الكيميائية
أماكن حدوث التجوية الكيميائية
يشيع حدوث التجوية الكيميائية في الأماكن الرطبة والدافئة، لذلك ينتشر في المناطق الاستوائية والشاطئية، والتجوية الكيميائية أحد الأنواع الأكثر شيوعًا من أنواع التجوية ، والتي تحدث نتيجة تفاعل كيميائي بين عوامل التجوية ومكونات الصخور ما يؤدي لتشكيل الكهوف والمنحدرات والأشكال الأرضية الأخرى، وقد سميت التجوية الكيميائية بهذا الاسم لدورها في تغيير البنية الكيميائية للمعادن المكونة للصخور ضمن عمليات عدة منها:
الأكسدة (Oxidation)
تتأثر الصخور كما الأدوات المصنوعة من الحديد عند تعرضها للهواء الجوي مما يسبب تشكل طبقة من الصدأ الناتج عن تأكسد الحديد، وكذلك الصخور التي تحتوي نسبة مرتفعة من عنصر الحديد ، مثل: الأمفيبول والبيروكسين التي يتحول لونها للأحمر عند تعرضها للأكسجين.
الرطوبة (Hydration)
تتعرض الأماكن التي تحتوي نسبة عالية من الرطوبة كالبيئات الشاطئية والاستوائية لتأثير هذا العامل على الصخور بعد تفاعله مع الماء تفاعلًا كيميائي يحول الصخور لتركيب معدني جديد ومن الأمثلة على ذلك تفاعل كبريتات الكالسيوم مع الماء ليعطي مركب ثنائي هيدرات الكبريت.
التحلل المائي (Hydrolysis)
يعتبر التحلل المائي أحد عوامل التجوية الكيميائية التي تعطي مادة كيميائية جديدة بعد إضافة الماء، إذ يعمل الحمض الموجود في الماء على إذابة معادن الصخور ومن الأمثلة على ذلك تحويل معدن الفلسبار إلى طين كالمنحدرات الطينية في أستراليا وتحويل معدن الصوديوم إلى محاليل ملحية.
التجوية الكربونية (Carbonation)
ينتج هذا النوع بتأثير حمض الكربونيك الذي يتكون بعد نزول الأمطار وتفاعلها مع غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو، ويتفاعل الحمض مع مركب كربونات الكالسيوم الموجود في الحجر الجيري، وتنتشر في العالم الأشكال الصخرية الناتجة عن ذلك كالكهوف والجداول والهياكل الصخرية.
التجوية الحمضية (Acidification)
يحدث هذا النوع بسبب التأثير الحمضي للأمطار الغنية بأحماض النتريك وحمض الكبريتيك الناتجان عن انفجار البراكين واحتراق الوقود الأحفوري، وتتعرض الصخور للتآكل والذوبان بسبب التأثير الحمضي لهذه المركبات مما ينتج أشكالًا صخرية جديدة.
التجوية الحيوية
يحدث هذا النوع من تفاعل المركبات التي تنتجها بعض أنواع الكائنات الحية كالطحالب والفطريات مع المركبات المعدنية في الصخور ويشبه ما يحدث في عملية التآكل الحمضي مما يسبب تكسر في الصخور ودخول الماء إليها.
الفرق بين التجوية الكيميائية والفيزيائية
يزداد نشاط التجوية الكيميائية في المناطق الاستوائية الرطبة، إذ يحتاج هذا النوع من أنواع التجوية لدرجات حرارة مرتفعة إلى جانب الأمطار الغزيرة التي تنشط كل من الأكسدة والتحلل المائي، أما التجوية الفيزيائية فتحدث نتيجة تغير درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تفتت الصخور، ويزداد تأثيرها بوجود الأمطار، التي تنتشر بين شقوق الصخور، ويؤدي تجمدها وتمددها لسهولة تشقق الصخور، تنتشر في المناطق الباردة والجافة كالمناطق الصحراوية والجبلية.
يختلف تأثير التجوية الكيميائية على الصخور بحسب نوعها وقدرتها على مقاومة عوامل التجوية، مثل معدن الكوارتز ، الذي لا يتأثر بالأكسدة أو الرطوبة أو التأثير الحمضي، أما المعادن الأخرى فتتحلل كليًا أو جزئيًا.