الآم الحوض المزمنة وعلاقتها ببطانة الرحم الهاجرة
هل آلام الحوض المزمنة دليل على الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة؟
تحدث مشكلة بطانة الرحم المهاجرة ( Endometriosis ) عندما تنمو خلايا بطانة الرحم في مناطق أخرى من جسم المرأة، وقد يؤدّي عدم علاج هذه الحالة المرضية إلى الإصابة بألم عصبي موهن وشديد، وتصيب بطانة الرحم المهاجرة 1 من كل 10 نساء في سن الإنجاب، أي تزداد احتمالية الإصابة بها بين سن 25 و50 عامًا.
وفي الواقع، تعدّ الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أحد أبرز الأسباب الشائعة لآلام الحوض المزمنة، ولكنّها ليست السبب الوحيد لآلام الحوض المُزمنة، ويجب على المرأة التي تعاني من آلام مزمنة في الحوض التوجّه إلى الطبيب واستشارته.
أعراض الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة
يمكن أن تواجه المرأة المصابة ببطانة الرحم المهاجرة مجموعة متنوعة من الأعراض، والتي قد تكون خفيفة في بعض الحالات، ومتوسطة أو شديدة في حالات أخرى، ومن الجدير ذكره أنّ شدّة الألم الذي قد تشعر به المُصابة لا يشير إلى درجة الحالة المرضية أو مرحلتها، فقد تكون الحالة بسيطة ولكن ينتج عنها ألم شديد، والعكس صحيح.
ومن أعراض بطانة الرحم المهاجرة ما يأتي:
- ألم في منطقة الحوض تزداد حدته في فترة الدورة الشهرية.
- ألم في أسفل الظهر أو البطن، وعادةً ما يتفاقم هذا الألم أثناء الدورة الشهرية.
- آلام الدورة الشهرية الشديدة، والتي تمنع المصابة من القيام بأنشطتها الروتينية.
- ألم أثناء وبعد ممارسة العلاقة الزوجية.
- الإمساك أو الإسهال أثناء الدورة الشهرية.
- ملاحظة وجود دم في البول خلال أيام الدورة الشهرية.
- الشعور بألم أثناء التبرّز أو التبوّل في أيام الدورة الشهرية.
- مواجهة صعوبات تتعلق بحدوث الحمل.
- قد تعاني بعض النساء المصابات من دورة شهرية غزيرة.
- الاكتئاب، خاصةً إذا تركت الحالة دون علاج.
الأسباب المحتملة الأخرى لآلام الحوض المزمنة
يوجد عدّة أسباب محتملة أخرى لآلام الحوض المزمنة، وهي كالآتي:
- مرض التهاب الحوض المزمن:
والذي ينتج عن الإصابة بعدوى طويلة الأمد تؤدي إلى تندّبات في أعضاء الحوض، والتي غالبًا ما تكون منقولة جنسيًا.
- أمراض الجهاز العضلي الهيكلي:
مثل توتّر عضلات قاع الحوض، أو حالة الارتفاق العاني أو الألم العضلي الليفي أو الفتق، أو أي حالة تؤثّر على المفاصل والعظام والأنسجة الضامة في منطقة الحوض.
- الأورام الليفية:
وهي أورام حميدة غير سرطانية تنشأ في الرحم، وقد تؤدّي للشعور بألم وثقل في أسفل البطن، ومن النادر أن تسبب آلامًا حادّة إلا في حال انقطع وصول الدم إليها.
- ما بعد استئصال المبيض:
قد يتم ترك قطعة صغير من المبيض عن طريق الخطأ بعد عملية الاستئصال الجراحي للرحم والمبايض وقناتي فالوب؛ ممّا يتسبّب بالشعور بألم في الحوض.
- متلازمة القولون العصبي:
والذي قد ينجم عنها أعراضٌ كتشكّل الغازات والانتفاخ أو الإسهال أو الإمساك؛ ممّا يؤدّي إلى الشعور بآلام الحوض المزمنة.
- متلازمة احتقان الحوض:
وهي عبارة عن تضخّم الأوردة المحيطة بالرحم والمبيضين، ويكون الأمر شبيهًا بالدوالي، فقد تسبب هذه الأوردة المتضخّمة آلامًا في منطقة الحوض في بعض الأحيان.
- متلازمة المثانة المؤلمة أو ما يُعرف بالتهاب المثانة الخلالي:
والتي ينتج عنها آلامٌ في منطقة الحوض من الأسفل خاصةً عند امتلاء المثانة، بالإضافة إلى الحاجة الملحّة والمتكرّرة للتبوّل، ويقل الألم بشكل مؤقت بمجرد تفريغ المثانة.
- العوامل النفسية:
يمكن أن تؤدّي بعض العوامل النفسية مثل التوتّر المزمن والاكتئاب ووجود تاريخ بالاعتداء الجسدي أو الجنسي، إلى الإصابة بآلام الحوض المزمنة، كما قد يتسبب الضغط النفسي بتفاقم الألم في حال وجد لأسباب أخرى.
ملخص المقال
تعدّ بطانة الرحم المهاجرة سببًا شائعًا للإصابة بآلام الحوض المزمنة، إذ يحدث فيها نمو لأنسجة بطانة الرحم في مناطق أخرى من الجسم، فينتجم عنها أعراضٌ مزعجة تزداد سوءًا عند نزول الدورة الشهرية وممارسة العلاقة الزوجية، وهي حالة تتطلّب رعاية طبية، ولكنّها ليست المسبّب الوحيد لآلام الحوض المزمنة، والتي قد تنتج عن أسباب محتملة أخرى لها علاقة بأعضاء البطن الهيكلية والعضلية، وكذلك الداخلية كالقولون والرحم والمبيضين والمثانة.