افهم الحياة بخمسة دروس
الصبر على المصاعب
إنّ أول درسٍ من دروس الحياة هو تقبل كلّ حالٍ بالتسهيل والرضا، وأن يكون المرء في كلّ ساعة كما تشاء الساعة، وأن يقتصر همّه على ما هو فيه، وألّا يلتفت إلى ما تحجبه أستار غيب الله، ولذلك ينبغي أن يقوم الشخص كلّ يوم كالعامل الفقير الذي يكسب قوته من عرق جبينه، فالجميع فقير إلى الله، ومصير الإنسان من الحياة قليل حتّى لو عظم الجاه، وكثرت النعم، كما لا يوجد شيء في هذه الحياة يستحق التهويل به على النفس، فالإنسان يمرُّ بخيرٍ كثير، وشرّ كثير، وفي كلتا الحالتين هو شقيّ، وهكذا يجب أن يرضى الإنسان بما قسمه الله في هذه الحياة الزائلة، وأن يصبر على متاعبها.
محاسبة النفس
تأتي محاسبة النفس في الدرجة الثانية من الدروس؛ فمحاسبة النفس واجبة، رغم أنّها عسيرة وقاسية، ولكنّها أفضل من محاسبة الغير؛ وذلك لأنّ محاسبة الشخص لنفسه تجنّبه الوقوع في الأخطاء، وتكرار حدوثها، كما تُقلّل التخبط بالجهل والهوان، عندها يمكن فهم الحياة بكل معانيها من خلال محاسبة الذات على أفعالها وسلوكها.
عدم الانسياق وراء الآخرين
ثالث درس من دروس الحياة هو عدم الانسياق وراء الآخرين، وعدم الخضوع لآرائهم، إذ إنّ ذلك يؤدي إلى الإفلاس العقلي والعاطفي، وتجدر الإشارة إلى أن لا يكون الإنسان أسير رأي أو كتاب، بل لا بدّ من فهم كلّ شيء تتمّ قراءته، فالفهم هو الهدف الرئيسي من القراءة، وذلك لمنح الشخص المعارف اللازمة لتطوره في الحياة.
الالتزام بمبادئ الأخلاق
إنّ الالتزام بمبادئ الأخلاق من الأمور بالغة الأهمية، ومن القيم التي لا بدّ من التزامها الشجاعة، والصدق، وعدم التكبر، والسخاء، والكرم، والإخلاص وغيرها، بالإضافة إلى أهمية نشر الفائدة للآخرين سواء كان ذلك مع العائلة، أو الأصدقاء، أو حتّى في مكان العمل، أو من خلال ممارسة الأعمال التطوعية المختلفة.
إدراك حقيقة الدنيا الفانية
إنّ إدراك حقيقة زوال الدنيا من أهم الأمور اللازمة لفهم الحياة، فحقيقة الدنيا كما وصفها الله سبحانه وتعالى بأنّها متاع الغرور، إذ إنّ حياتها مشقة وعناء، ونعيمها كله ابتلاء ، وملكها يزول ويفنى، وعمر الإنسان فيها قصير، والأخطار كبيرة وفي كلّ مكان، والمرء في هذه الدنيا على حالين: حال ماضٍ مندثر، وحال آخر لا يدري ما هو، ويقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).