استراتيجيات التدريس الحديثة
استراتيجيات التدريس الحديثة
إنّ عملية التدريس الحديثة تعدّ التلميذ محور العملية التعليمية وليس المعلم، لذلك فقد برزت مجموعة من استراتيجيات التعليم الحديث تعين على القيام بعملية التعليم بشكل صحيح، ومن أبرز تلك الاستراتيجيات:
استراتيجية التعلم معًا
تقوم هذه الاستراتيجية على تقسيم الطلاب إلى عدة مجموعات بعضهم مع بعض بحيث يتساعد أفراد كل مجموعة على شرح المادة التعليمية لبعضهم البعض، فيُصبح لدى المعلم هاجس التعلم الذاتي فيبدأ بالبحث عن الأهداف النافعة لنفسه ولكافة أفراد المجموعة في المادة التعليمية التي يقوم بدراستها، فيبدأ النقاش الجاد بين أفراد المجموعة حول كافة المفاهيم الواردة.
ولا بدّ من الانتباه إلى تنظيم أركان الاستراتيجية بدءًا من المعلم وانتهاء بالمتعلم، فيجب ضبط الوقت وضبط الهدف المُراد الوصول إليه وكذلك ضبط العملية التعليمية نفسها، ومن أهمها الاعتماد الإيجابي بين الطلاب بحيث لا يكون التفاعل سلبيًا بينهم.
استراتيجية حل المشكلات
تمثل طريقة حل المشكلات واحدة من أهم الاستراتيجيات في بناء التعليم بالاعتماد على التلميذ بصفته عضوًا أساسيًا في العملية التعليمية، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على التفعيل الحقيقي لدور التلميذ في الصف وخلق الدافع لديه من أجل التعلم واستدعاء خبراته السابقة من أجل بناء معرفة جديدة، والوصول إلى مفاهيم أخرى جديدة.
يُمكن من خلال هذه الاستراتيجية ربط التعلم ببيئة الحياة بحيث لا يشعر التلميذ أنّه من عالم آخر أو أنّ الأمور التي يقوم بدراستها لا تشبه حياته العملية، ثم يُفعل لدى الطالب التفكير الناقد ويتم التأكيد على استخدام استراتيجية التوقع والفرضية والاختبار، ولا بدّ من منح الطالب الاستقلالية اللازمة من أجل الوصول إلى النتائج الصحيحة والتدخل بشكل من قبل المعلم بشكل إيجابي بالوقت المطلوب.
استراتيجية العصف الذهني
إنّ استراتيجية العصف الذهني تقوم على استدعاء كافة الخبرات السابقة لدى المتعلم بحيث يُفعل لديه التفكير الحر ، فتكون مهمة المعلم في هذه الاستراتيجية طرح المشكلة أو الفكرة ومن ثم الاستماع إلى المتعلمين وما هي الحلول التي قوموا باقتراحها وما هي الأفكار الجديدة التي يناقشونها بين بعضهم البعض.
بعد أن يستمع المعلم إلى كافة الأفكار يُناقشها مع كافة التلاميذ ثم يقوم باختيار الأنسب منها بالاتفاق مع الطلاب وإقناعهم وتبادل المعلومات بينهم وبين المعلم، إنّ هذه الطريقة تحفز المتعلم على المشاركة في الصف وخلق إبداعات جديدة بالاستناد إلى مفاهيم صحيحة سابقة وتبادل الخبرات بين المتعلمين.
استراتيجية القصص والحكايات
إنّ استراتيجية القصص تعتمد بشكل مباشر على المعلم وقدرته على امتلاك الطلاب ب الأسلوب القصصي ، حيث يبدأ المعلم الرس بالقصة وهو في خيار إمّا أن يكمل الدرس كاملًا بهذه الطريقة وإمّا أن يكون أسلوبه كذلك في بداية الحصة الدرسية فقط، إلى أن يتمكن جذب أنظار الطلاب إليه وامتلاك عقولهم.
وهنا لا بدّ من مجموعة من المهارات على المعلم أن يتمكن من امتلاكها، مثل القدرة على تحديد الدرس الذي يُمكن استخدام استراتيجية القصة فيه حيث إنّها غير قابلة للتنفيذ على كافة الدروس، كذلك القدرة على بناء قصة تناسب الدرس ومشوقة في آنٍ معًا، والتأكد من الوصول إلى الهدف الرئيس للقصة وهو التعلم وعدم تضييع هذا الهدف.
استراتيجية المناقشة والحوار
تعد استراتيجية المناقشة والحوار من أهم الطرائق التي يُمكن من خلالها إيصال المعلومات إلى المتعلم بشكل لطيف من غير أن يشعر بأنّ الدرس هو عبء على كاهله، حيث يطرح المعلم على المتعلمين مجموعة من الأسئلة يتمكن من خلالها من الوصول إلى الهدف الرئيس المطلوب من الدرس.
ولا بدّ من أن تكون الأسئلة مثيرة لفكر التلاميذ ومتناسبة مع مستواهم التعليمي ومراعاة صعوبة الأسئلة وسهولتها بالنسبة للفئة المتعلمة، والانتباه إلى زمن الانتظار بحيث لا تنتهي الحصة من دون تحقيق هدف واضح.
استراتيجية التعلم التعاوني
تقوم استراتيجية التعلم التعاوني على تسيم الطلاب إلى أربعة مجموعات كل مجموعة تضم من أربعة إلى ست طلاب، يتم إعطاء كل مجموعة مهمة تعليمية بحيث يتم تقسيم الأدوار على كافة أعضاء المجموعة، ولا بدّ من التنويع بين المهارات المعرفية للأفراد في المجموعة الواحدة.
فيتمكن الطالب في هذه الاستراتيجية من أن يكون هو محور العملية التعليمية، ويتم تبادل الخبرات بين المتعلمين بشكل جيد فالجيد يعين الضعيف، كذلك فإنّه ينمي حس المسؤولية عند الطلاب فلا يكون الاعتماد كاملًا على المدرس.