ارتفاع صوت المحرك عند التشغيل
طبيعة أصوات محرك السيارة
قد يشعرُ الإنسانُ بالقلقِ إذا سمِع أصواتاً ليست مألوفةً تصدُرُ من المحرك عند بدءِ التشغيل، فعندما يتعلق الأمر بالسيارات عادةً ما تتحوّل الحالة إلى الأسوأ، وبالتأكيد تتفاوتُ هذه الأصوات بمدى أهميتها وخطورتِها، كما أنّها تختلف من حيث العوامل التي تصدرُ نتيجةً لها، فقد تكونُ بسبب عواملَ ميكانيكية بحتة تتعلق بالقِطَع وتركيبها، وقد تكون نتيجةَ عوامل أخرى مختلفة أهمّها سوء الاستخدام وعدم الفحص الدوري للسيارة.
يُمكِن للسائقِ أن يعرِف ماهية المشكلة فورَ الاستماعٍ إلى سيارته الخاصة، فلا أحد يمكنه أن يفهم محركُكَ ويعرِف طبيعةَ أدائِه أفضلَ منكْ. لذلك يتحتّم عليكَ الانتباه دائماً للأصوات المنبعثة من سيارتِك، وأخذِها على محمل الجِد إذا بدا الأمر مختلفاً أو غريباً، فَتدارُك المشكلةِ منذ بدايتها سيُجنّبك عناء ورشات الإصلاح وهدر الوقت والمال.
أسباب ارتفاع صوت المحرك عند التشغيل
غالباً ما يُسبب الضجيج الاستثنائيّ مشاكلَ جمةٍ إذا لم يتم تداركه وإصلاحه في الوقت المناسب، ويُمكن إيجاز الأسباب الكثيرة لذلك في نقاطٍ رئيسية كما يأتي:
- مشاكل الزيتْ: هي أبرز الأسباب التي تدفع المحرك لإصدار تلك الأصوات إذا كان جزءٌ منه لا يتلقّى الزيت بالقدر الكافي عند التشغيل.
- القطع التالفة: مع مرور الوقت سوف تتعرض بعض المكونات إلى الاهتراء أو التآكل مثل حلقات المكبس، الدعامات المثبتة للعمود المرفقيّ الكرنك، عمود الربط، المكبس، حزام الصدر التايمينج، والصمام على سبيل المثال. هذا التراجع في الأداء والجودة ينتج عنه أصواتٌ مختلفة.
- تسرب من العادم: قد تُلحَم بعض أنابيب العادم بلِحامٍ هشٍّ يُبلى مع مرور الوقت، وهذا بحدّ ذاته قد يكون سبباً لجعل المحركات تخْرُش عند بدء التشغيل.
- المكبس والأسطوانة: حين يدور المحرك بسرعةٍ كبيرة، وبِفعل التأثير المستمر الذي يُحدِثه رأس المكبس على الأسطوانة، قد يُحدِث فيها تآكلاً، أو إزاحة للعمود المرفقي، عندئذٍ يتجاوز المكبس الارتفاعات الطبيعية أثناء الحركة الترددية له، ما يؤدي إلى انبعاث أصواتٍ ملحوظة.
وسائل الحدّ من أصوات المحرك
مهما تعددت مشاكل السيارة الخاصة بِك، تبقى الأصوات والاهتزازات المنبعثة من المحرك ذات أهميةٍ بالغةٍ تتطلب فحصاً خاصاً لأن تأثير ذلك مباشرٌ على متانة السيارةِ وأدائها، إضافةً لتأثيرها على راحة السائق والركاب. فكثيرةٌ هي الطرُق التي يُمكنُ اتّباعها للمحافظةِ على سلامةِ المحرك، ومن أهمّها ما يلي:
- الاهتزازات: إنّ مبدأ عمل محركات الاحتراق الداخلي يقوم على أساس خلْق انفجاراتٍ عديدة داخل اسطوانة المحرك، حيث تتحول تلك الطاقة إلى حركةٍ ترددية بدورها تدفع المكبس مولدةً حركةّ للسيارة. ونتيجةً لذلك، فإنه من الطبيعي أنْ تَنتج اهتزازاتٍ قدْ يشعر بها الركاب. ِبناءً على ما سبق، تُصنع حوامِل المحركات من معادِنَ مبطنةٍ بقطعٍ سميكة من المطاط أو البولي يوريثين، لتمتصّ جزءاً لا بأسَ بهِ من الاهتزازات. يُنْصَحُ بالتأكد من سلامة تِلكَ الحمّالات التي يرتَكز عليها المحرك أو حتّى ناقِل الحركة، لأنها معرضة للتلف مع مرور الوقت، وحتّى المطاط أو العازِل قد يتعرض للتمزّق أو التآكُل، ما يَنتُج عنه اهتزازاتٍ مزعجة عند بدء تشغيل المحرك.
- فحص العمود المرفقي: أو ما يُعرف بعمود "الكرنك"، إذ يتعرّض هذا القضيب للدّفع آلاف المرات خلال الدقيقة الواحدة نتيجة لحركة المكبسْ، ما يجعله عرضةً للالتواءْ أو الثنِي، وعندَ حدوثِ ذلك، يقومُ عمود الكرنك بنقل الاهتزازات غير المحبّذة، وقد يسببُ مشاكل كبرى إذا اهتزّ بترددٍ أعلى من التردد الطبيعي المسموح به، وهو ما يُعرف بظاهرة "الرنين".
- تحديث أنظمة الإشعال والحقْن: يُقصد بذلك استخدام شمعات احتراق "بوجيهات" ذات كفاءة عالية، تجنباً لفشلها في تزويد الشُّعلات اللازمة لبدء عملية الاحتراق داخل الأسطوانات، كما أنّ حصولَ اضطرابٍ في أحد حجرات المحرك يؤدي لتغيّر في إيقاع المكبس، والذي بدوره سيؤثر على ترددات العمود المِرفقي لِيُفضي إلى رجيجٍ وأصواتٍ مزعجة.