إيجابيات وسلبيات المدرسة الوضعية
إيجابيات الوضعية
يمكن تلخيص أهم إيجابيات ومزايا المدرسة الوضعية في النقاط الآتية:
الميل للأساليب الكمية لا البحوث النوعية
حينما يتعلق الأمر ب تقنيات البحث ، فإن أنصار المدرسة الوضعية يميلون إلى الاعتماد على الأساليب الكمية لا البحث النوعي، ويرجع هذا إلى أن البحث الكمي يعتمد على تطبيق أساليب علمية مع وجود السبب والنتيجة، وفي المقابل لا يستند البحث النوعي إلى الأرقام، بل يستند إلى تقنيات بسيطة لا يمكن قياسها.
اتباع هيكل وبنية محددة
من أهم مميزات المدرسة الوضعية هو أنها تتبع في منهجها بنية وهيكلًا محددًا طوال الوقت، إذ إنه على الباحثين اتباع مجموعة من القواعد والقوانين دائمًا، وبسبب وجود هذه الإرشادات المحددة فإن فرص الأخطاء تقل لتصل إلى أدنى حد لها، إذ ستتبع النظرية الوضعية نمطًا وقواعد واضحة ومحددة، ستحصل بموجبها على أرقام دقيقة، وهذا سيعطي البحث مصداقية تفتقر إليها معظم البحوث النوعية في مجال علم الاجتماع .
إعطاء الباحث القدرة على التحكم
من مميزات المدرسة الوضعية أن الباحث يكون هو المتحكم؛ لأن طبيعة الدراسة تكون كمية بحتة، وتقتصر على جمع البيانات التي ستجعل الباحث هو المتحكم الوحيد، وستمكنه من الإمساك بزمام الأمور، وهذا لا يحدث في البحث النوعي.
سلبيات الوضعية
على الرغم من إيجابيات المدرسة الوضعية، إلا أن هناك بعض العيوب والسلبيات الواضحة فيها، والتي يمكن توضيحها في نقطتين رئيسيتين، هما كالآتي:
تجاهل السلوك البشري
المدرسة الوضعية تؤمن بأنه يمكن الوصول إلى الاستنتاجات الموضوعية بسهولة، طالما كان الشخص يقوم بالملاحظة الموضوعية ويستبعد عواطفه ويتجاهلها، ومع ذلك فإن السلوك البشري مرتبط بشكل طبيعي بالاستجابات العاطفية، فعلى الرغم من أن الوضعية تشجع الباحث على تجاهل المشاعر والسلوك البشري، إلا أنه لا يوجد ضمان أن ذلك سيحدث في جميع الأوقات أثناء الدراسة والبحث.
عدم المرونة
يعتقد بعض العلماء أنه نظرًا لأن المدرسة الوضعية تعتقد أن كل شيء يمكن قياسه وحسابه، فإنهم بهذا يميلون إلى أن يكونوا لا يتحلون ب المرونة ، إذ يرى الوضعيون الأشياء على ما تبدو عليه ويتجاهلون أي ظاهرة غير مبررة.
فإذا كانت النظرية التي تقول أن "أ" يحدث فقط حينما يتحد "ب" و "ج"، فلا يمكن أن تكون "ب" أبدًا هي "أ"، وهذا الاعتقاد يمكنه استبعاد التفكير الجانبي، وهو عملية إيجاد الإجابات من خلال البحث عن طرق مختلفة وخلاقة وغير مباشرة لحل المشكلة.
المدرسة الوضعية
الوضعية هي نظرية تقول إن علم اللاهوت و الميتافيزيقيا هما أنماط معرفة غير مكتملة، وأن المعرفة الإيجابية هي ما تستند إلى الظواهر الطبيعية التي يتم التحقق منها بواسطة العلوم التجريبية، ويستخدم مصطلح الوضعية لوصف المنهج الذي يقوم بدراسة المجتمع اعتمادًا على الأدلة العلمية التجريبية، مثل التجارب والإحصاءات وغيرها.
وتؤمن المدرسة الوضعية أن الواقع موجود خارج العقل وبصورة مستقلة عنه، إذ يمكن دراسته بموضوعية كشيء حقيقي، ويعتقد أنصار المدرسة الوضعية أن هناك حقائق اجتماعية هي التي تشكل قواعد المجتمع، والتي تتسم بأنها منفصلة ومستقلة عن الأفراد.
كما يعتقدون أن هذه الحقائق الاجتماعية تتمثل في أشياء كالمؤسسات والمعايير والقيم، والتي توجد بشكل مستقل عن الأفراد لكنها تقيدهم، ويعتقد الوضعيون أنهم باستخدام البيانات الكمية يستطيعون الكشف عن الأسباب والنتائج التي تحدد السلوك البشري.