إزالة آثار الجروح من الوجه
نصائح لإزالة آثار الجروح من الوجه
إنّ آثار الجروح في منطقة الوجه تحديدًا أصعب في عملية الشفاء مقارنة بمناطق أخرى من الجسم؛ وذلك لأنّ الوجه معرّض دائمًا للبيئة الخارجية ومكشوف أغلب اليوم، وبالتالي قد لا يكون من الممكن حماية جروح الوجه أثناء تعافيها، بالإضافة إلى صعوبة وضع العلاجات اللازمة؛ كالمراهم (بالإنجليزيّة: Ointments) والكريمات، وضمان بقائها فترة كافية وعدم فركها، على عكس الجروح التي تحدث في أماكن أخرى من الجسم؛ فيُمكن تغطيتها أو حمايتها، ومع ذلك توجد العديد من الخيارات العلاجية للتخلص من آثار جروح الوجه ، وفيما يأتي بيان جزء منها.
جل ورقائق السيليكون
يُعدّ السيليكون أحد المنتجات المنزلية المُستخدمة لعلاج آثار الجروح، وأكثرها امتلاكا لأدلّة تثبت فعاليته في ذلك، ويُمكن الحصول عليه بسهولة دون الحاجة لوصفة طبية، وقد يصفه الطبيب بعد خضوع المُصاب لعملية جراحية أو بهدف تحسين عملية تكوين النّدبة بعد التعرض للإصابة، ويُستخدم جل السيليكون عن طريق وضعه على مكان الإصابة والانتظار إلى أن يجفّ بالكامل، ويُسمح بعد جفافه بوضع الملابس فوقه، ومن ميزاته أنّه يُساعد على الحفاظ على رطوبة الجلد كما يسمح للجلد بالتنفس؛ ممّا يؤدّي إلى تليين النّدبة، وتحسين نسيجها، ولونها، وارتفاعها، بالإضافة إلى ما سبق؛ يتميّز السيليكون بعدد من الصفات، نُوضّحها فيما يأتي:
- سهل التطبيق والانتشار على الجلد.
- يجفّ بسرعة.
- لا يُسبّب تهيّجًا للبشرة الحساسة.
- يمنع نموّ البكتيريا.
- لا يُسبّب الألم.
- لا يسبب آثارًا جانبيةً خطيرة.
الحماية من أشعة الشمس
يُعدّ استخدام واقي الشمس بعناية وارتداء الملابس التي تحمي من أشعة الشمس أمرًا ضروريًا للمُصابين بآثار الجروح؛ سواءً كانت آثارًا قديمة أو حديثة؛ وذلك بهدف منع زيادة اسودادها، مما يقلّل من ظهورها بشكل واضح، ويجب أيضًا استخدام الوسائل التي تحمي من أشعة الشمس عند الأشخاص الذين يستخدمون منتجات إزالة آثار الجروح؛ وتحديدًا المُحتوية على حمض الجليكوليك (بالإنجليزيّة: Glycolic acid)، ويُشار أنّه لا يُمكن التخلّص من آثار الجروح عن طريق الحماية من الشمس فقط؛ ولكنّها تُساعد بالفعل على اختفائها بشكل طبيعي، بالإضافة إلى منع تدهور حال النّدبة وزيادتها سوءًا.
الكريمات الموضعية
تُعدّ هذه المُنتجات الموضعية من العلاجات الفعالة نوعًا ما التي تساعد على تعافي آثار الجروح، ونذكر فيما يأتي بعض الأمثلة عليها:
- كريمات زبدة الكاكاو .
- المنتجات التي تحتوي على فيتامين E.
- منتجات العناية بالبشرة التجارية، والتي تُباع عادة دون وصفة طبية، مثل؛ أكوافور (بالإنجليزيّة: Aquaphor)، وفازلين (بالإنجليزيّة: Vaseline).
علاجات منزلية أخرى
توجد العديد من العلاجات المنزلة المروّج لها على أنها قادرة على إزالة آثار الجروح، مثل؛ العسل، وزيت الزيتون، والألوفيرا (بالإنجليزيّة: Aloe vera)، وتتميّز هذ المواد بعدّة نقاط، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن الحصول عليها بأسعار معقولة، وهي متوفرة في العادة في أغلب المنازل، كما تُعدّ من الطرق الأقلّ اجتياحًا، وتُساعد على ترقيق وتنعيم الجلد، ولا تُسبّب في الغالب أيّ أذى، أمّا فيما يتعلّق باستخدامها لإزالة الجروح؛ فمن الضروري التنبيه إلى عدم وجود أيّ دراسات حتى يومنا الحالي تُثبت فعاليتها في تقليل آثار الجروح أو إزالتها.
إزالة آثار الجروح من الوجه طبيًّا
كشط الجلد
تُجرى عملية كشط الجلد (بالإنجليزيّة: Dermabrasion) لتحسين مظهر سطح الجلد، وهي من أشهر طرق علاج آثار جروح الوجه وأكثرها فعالية، وتُجرى على يد طبيب الجلدية، على عكس عدّة كشط الجلد المجهري التي يُمكن شراؤها من الصيدلية، ويستخدم الطبيب أولًا المُخدّر لتخدير الجلد، كما يُمكن إجراء العملية تحت التخدير العام، أو أخذ منوّم، ويعتمد هذا القرار عادةً على مدى العلاج، ليستخدم الطبيب بعد ذلك جهازًا دوّارًا سريعًا لإزالة طبقة الجلد الخارجية، لتنمو بعد ذلك طبقة جلد أكثر نعومة، مما يُحسّن من منظر العديد من مشاكل الجلد، مثل؛ نُدب حب الشباب ، وآثار العمليات الجراحية، ولكن تكون طبقة الجلد المُعالجة بهذه الطريقة حساسة، وتظهر عليها بقع لعدّة أسابيع، وتستغرق عملية عودة الجلد إلى طبيعته ولونه الأصلي ما يُقارب ثلاثة أشهر، وقد تجرى عملية كشط الجلد وحدها أو بالإضافة إلى عمليات تجميلية أخرى.
التقشير الكيميائي
يستخدم التقشير الكيميائي (بالإنجليزيّة: Chemical peel) محلولًا كيميائيًا واحدًا أو أكثر؛ لإزالة الطبقة الخارجية للجلد القديم، لتُستبدل هذه الطبقة فيما بعد بطبقة جديدة أنعم وأكثر انتظامًا، مما يؤدّي إلى تحسين مظهر آثار الجروح البسيطة، ويجرى التقشير الكيميائي بدايةً بتنظيف جلد المُصاب، ثمّ وضع المحلول أو المحاليل الكيميائية عليه، مما يتسبّب بتكون جرح يُمكن التحكم به، فتظهر أخيًرا طبقة الجلد الجديدة، كما تتميّز هذه العملية بكونها من الخيارات غير المُكلفة نسبيًا، ولكنها قد تتسبّب بظهور بعض الأعراض الجانبية، مثل؛ شعور بالحرق قد يستمر لمدة تتراوح ما بين 5-10 دقائق، بتبعه إحساس لاذع، ويُمكن تخفيف هذه الأعراض عن طريق استخدام كمادات باردة، ومن الجدير بالذكر أنّ عمليات التقشير العميقة قد تتطلب أخذ الأدوية المسكنة للألم، خلال العملية أو بعدها.
إعادة التسطيح بالليزر
تُعرّف إعادة التسطيح بالليزر (بالإنجليزيّة: Laser resurfacing) على أنّها عملية تُجرى في العيادات الخارجية بهدف تحسين مظهر الجلد جرّاء التعرض للجروح أو بسبب وجود عيوب طفيفة، حيث يحرك الطبيب عصا الليزر مرارًا وتكرارًا على طبقة الجلد لإزالة خلايا الجلد التّالف وتقليل النّدب، لكن لا ينصح الأطباء بهذه العملية للأشخاص الذين يُعانون من حساسية الضوء؛ لأنّها تتضمّن استخدام الحرارة والضوء، وحقيقةً يوجد نوعان مُختلفان من الليزر المُستخدم في هذه العملية، نوضّحهما فيما يأتي:
- الليزر الاستئصالي: يعرف الليزر الاستئصالي (بالإنجليزيّة: Ablative laser) بأنه ليزر جراحي، إذ يُساعد على تحفيز نموّ ألياف كولاجين جديدة؛ عن طريق إزالة طبقة البشرة (بالإنجليزيّة: Epidermis)؛ وهي الطبقة الخارجية الرفيعة من الجلد، ويُسخّن الطبقة التي تليها، والتي تُسمّى بطبقة الأدمة (بالإنجليزيّة: Dermis)، ومع تعافي طبقة البشرة ونموها من جديد ستبدو بشكل مشدود أكثر وأنعم، وتوجد عدّة أنواع من الليزر الاستئصالي، مثل؛ ليزر الإربيوم (بالإنجليزيّة: Erbium laser)، وليزر ثنائي أكسيد الكربون، والأنظمة المُختلطة.
- الليزر غير الاستئصالي: وهو ليزر غير جراحي يحفّز نموّ الكولاجين، الذي يُساعد مع مرور الوقت على تحسين لون الجلد وملمسه، ويتميّز بأنّه أقل اجتياحا مُقارنة بالليزر الاستئصالي، وبالتالي فإنّ الوقت المُستغرق للتّعافي من هذه العملية أقصر، ولكن فعاليته أقلّ من الليزر الاستئصالي، ومن الجدير بالذكر وجود أنواع مُختلفة من الليزر المُستخدم لإجراء هذا النوع من العمليات، بالإضافة إلى إمكانية استخدام أجهزة الضوء النابض المُكثّف (بالإنجليزيّة: Intense pulsed light).
الجراحة التجميلية
تختلف جراحة التجميل (بالإنجليزيّة: Plastic surgery) عن الخيارات التي ذكرناها سابقًا؛ إذ إنها من العمليات الجائحة التي تتضمّن إزالة نسيج النّدبة جراحيًا، أو تعديله بالاستعانة بالمبضع أو المشرط الطبي (بالإنجليزيّة: Scalpel)، كما يجري هذه العملية طبيب الجراحة التجميلية وليس طبيب الجلدية، ومن المُمكن أن تقتصر العملية على إزالة النّدبة، أو إزالة البشرة، أو حتى تحريك النّدبة لتقليل مظهرها، ويحدد ذلك بعد تحديد الهدف من العملية وشدّة النّدبة.
خيارات أخرى
نذكر فيما يأتي بعض الطّرق الأخرى المُستخدمة لتحسين مظهر آثار الجروح:.
- حقن الستيرويد: (بالإنجليزيّة: Steroid injections)، حيث يصرف الطبيب حقن الستيرويد لتُحقن في النّدبة، ممّا يُساعد على تسطيحها، وترقيق مظهر النّدبة سواءً كانت الندبة من نوع النّدبة الجدرة (بالإنجليزيّة: Keloid scars) أو ندبة الضخامية (بالإنجليزيّة: Hypertrophic scars)، ومن الجدير بالذكر أنّه من الممكن أيضًا حقن النّدبة بالبليوميسين (بالإنجليزيّة: Bleomycin) أو الفلورويوراسيل (بالإنجليزيّة: 5-Fluorouracil) بهدف تقليل حجمها وتخفيف الحكّة والألم المُرافقين للنّدبة.
- العلاج بالأشعة: (بالإنجليزيّة: Radiotherapy)؛ يُلجأ إلى هذا الخيارعادة بهدف منع إعادة ظهور ندبة الجدرة أو الضخامية الشديدتين، ولكن تُسخدَم جرعات منخفضة من الأشعة، حيث يتم تسليطها على الجلد بشكل سطحي، ولكنّ العلاج بالأشعة يؤدّي إلى زيادة احتمالية ظهور الآثار الجانبية طويلة الأمد؛ لذلك فإنّه يُلجأ إليه في الحالات الصعبة فقط.
- حقن الحشو التجميلية: (بالإنجليزيّة: Filler injections)، حيث تُساعد هذه الحقن على رفع النّدب الغائرة في الجلد لتصل إلى مستوى الجلد المُجاور لها، وتتوافر حاليًا أشكال حديثة لحقن الحشو التجميلية في الأسواق يمكن أن تكون خيارًا جيدًا للبعض، ولكن من سلبيات هذه الحقن أنّها ذات تأثير مؤقت فقط، وبالتالي قد يحتاج المُصاب إلى تكرارها بشكل منتظم.
- الوخز بالإبر الدقيقة: (بالإنجليزيّة: Microneedling)، إن مبدأ هذه العملية هو تحفيز الجلد لإنتاج الكولاجين عن طريق إجراء العديد من الثقوب أو الحفر الصغيرة على سطح الجلد الخارجي، بل ومن الممكن مُحاولة تخفيف مظهر النّدب عن طريق إضافة بعض مُحفّزات الكولاجين أو غيرها من المُنتجات.
- الجِراحة البَرْديّة: (بالإنجليزيّة: Cryosurgery)، يُجمّد الطبيب في هذه العملية النّدبة لتقليص حجمها، فينتج عن ذلك تخفيف كل من؛ الألم، والحكّة، وصلابة النّدبة، وتصبّغها، ومن الجدير بالذّكر أنّه من الممكن دمج خيار الجراحة البردية مع خيار حقن الستيرويد أو الفلورويوراسيل المذكورين سابقًا.