أين تعيش الفطريات
موطن الفطريات
تنتشر الفطريات (بالإنجليزية: Fungi) في جميع أنحاء العالم وتعيش في مجموعة كبيرة من الموائل بما في ذلك الصحاري، وعلى الرغم من أنّ معظمها ينمو على الأرض، إلا أنّ هناك العديد من الأنواع التي تعيش في البيئات المائية أيضًا، وتعيش معظم الفطريات في التربة أو في المواد الميتة، ويرتبط العديد منها بالنباتات والحيوانات.
وتعد الفطريات والبكتيريا المحلِّلتان الأوليتيان للمواد العضوية في التربة؛ وإنّ الدور الذي تؤديانه في تحليل الكائنات الحية الميتة يؤدي إلى إعادة المغذيات مرة أخرى إلى التربة والبيئة؛ لذا فإنّ الغابات والمروج من أفضل الموائل التي يمكن العثور على الفطريات فيها.
ومن جانب آخر تفضل بعض أنواع الفطريات مثل "فطر الحقل الصالح للأكل" العيش في الأماكن العشبية المفتوحة لمساعدتها إيّاه على النمو، بينما تفضل فطريات أخرى العيش في روث الحيوانات.
ارتباط الفطريات بالأشجار
إنّ أكثر من 80% من الفطريات يرتبط بالأشجار، ويُشكّل علاقة تكافلية قوية مع جذور الشجرة، وهناك أنواع من الفطريات ترتبط بعدة أنواع من الأشجار، وأنواع أخرى لا ترتبط إلا بنوع واحد فقط منها، وذلك بالاعتماد على عامل التربة، وما إذا كانت الشجرة تنمو على تربة مناسبة أم لا، وهل التربة حمضية أو كلسية (طباشيرية).
تكيف الفطريات في موطنها
استطاعت الفطريات التكيّف مع البيئة بطريقة مميزة، ويتمثّل تكيفها في قدرتها على إفراز الإنزيمات الخارجية المسؤولة عن هضم المواد العضوية خارج جسم النبات، والذي تستفيد منه النباتات بطبيعة الحال.
ويمكن تقسيم أشكال تكيف الفطريات في موطنها على النحو الآتي:
- زيادة مساحة سطح الخيشوم
من الطرق التي تكيفت بها الفطريات هي زيادة مساحة سطح الخيشوم، والذي يُعتبر مهمًا جدًا لعملية تكاثر الخلايا (الأبواغ) التي تؤدي لوجود المزيد من الفطريات وانتشارها.
- زيادة سمك جدران الخلايا
الطريقة الثانية التي تكيفت بها الفطريات في موطنها، هي زيادة سمك جدران الخلايا (الأبواغ) المصنوعة من الكيتين؛ لتوفير أكبر قدر من الحماية للبقاء على قيد الحياة لا سيما عند النزول لأرضٍ جديدة، وتوفير الدعم والحماية من الحيوانات المفترسة.
- تطوير السموم
يمكن أن يكون تطوير السموم مهمًا جدًا للفطريات؛ فالحيوانات والكائنات الحية الأخرى التي تفترس الكائنات التي تُطور سمومًا، لا تكتشف ذلك إلا بعد تناولها؛ لذا فإنّها تمتنع عن تناولها في المرات المقبلة تجنبًا لاضطرابات المعدة الناتجة عن ذلك السم؛ فمثلًا يعتبر موليبدات الكلوروفيلوم فطرًا سامًا، ومسببًا لمتلازمة عيش الغراب المعدي المعوي.
ويمكن لدراسة هذه السموم وتحديد الهياكل الكيميائية والخصائص البيولوجية لها وتصنيفها، أن يكون له تأثيرًا إيجابيًا للغاية في مساعدة الإنسان على إيجاد علاج للتسمم بالفطر، والسماح بفهم أفضل لكيفية علاج أنواع أخرى من السموم المتشابهة.
أهمية الفطريات في موطنها
الفطريات مهمة جدًا نظرًا للأسباب الآتية:
- التخلّص من المواد العضوية الضارّة بالبيئة
إذ تتغذى الفطريات على المواد العضوية الميتة من روث وخشب وأوراق وحيوانات ميتة في موطنها، وهذا يؤدي إلى إعادة تدوير 85% من مادة الكربون من هذه المواد وإرجاعها للتربة مرة أخرى.
- الاستخدامات الطبية
ومن جانبٍ آخر، فإنّ الفطريات مهمة في عدة استخدامات طبية، فهي تحتوي على مركبات فريدة وفعّالة ضد الفيروسات، بحسب ما اكتشفته دراسة نشرت في مجلة المنتجات الطبيعية "Journal of Natural Products" عام 2008م.
وتدخل الفطريات في صنع عدد من العلاجات الأخرى كالبنسلين المشتق من فطر البنسليوم، وعقار لينتينان المشتق من فطر شيتاكي، الذي تمت الموافقة عليه لعلاج مرض السرطان.