أهمية موقع مصر الجغرافي
تقع مصر في مركز العالم، عند التقاء قارَّات العالم القديم، آسيا، وأوروبا، وأفريقيا ، ويحدّها المغرب العربي من جهة الغرب، وبلاد الشام شرقاً، كما يحدّها وادي النيل من جهة الجنوب، وتُطل على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتُشرف على خليج السويس وخليج العقبة، وقد أعطى هذا الموقع لمصر ميّزةً وأهميةً بالغةً، فهي تربط بين شرق العالم العربيّ الآسيويّ مع غربه، ويربط النهر العظيم فيها بين شرق وغرب العالم العربيّ مع وادي النيل الإفريقي، وهي بذلك تُعُّد حلقة وصل بين قارتيّ آسيا وأفريقيا.
برزت أهميّة موقع مصر منذ القِدم، فقد ساهم موقعها بجعلها بمثابة بوابة شرقية للوطن العربي، لِذا فإنّ جميع الحملات التي كانت تستهدف الوطن العربي سواءً من جهة الشمال عبر البحر الأبيض المتوسط، أو عبر شبه جزيرة سيناء شرقاً كانت جميعها تأتي عبر مصر ، كما كانت مصر تُشكِّل حمايةً للعديد من المناطق العربية ضدّ الهجمات التي كانت تستهدفها بفضل موقعها، فقد كانتّ تعدّ مانعاً ضدّ تلك الهجمات، ومن ناحية أخرى يمثّل موقعها نقطة التقاء حضاريّة وثقافيّة، وقد ساهم بجعلها مشتركةً بطبيعة كلّ من أراضي البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، والبلدان الإفريقية أيضاً.
أهمية موقع مصر الجغرافي في نشوء الحضارات
مرّت على مصر العديد من العصور والحضارات ابتداءً من الفراعنة ، وحتى البطالمة والرومان، ممّا أثّر في ثقافتها وهويّتها الحضاريّة والتاريخيّة، ويرجع ذلك إلى وجود العديد من الآثار المتنوعة التي تركتها تلك الحضارات، ويُعدّ موقع مصر الجغرافي كنقطة التقاء بين قارات العالم القديم هو الدافع الأساسي وراء قدوم تلك القوى إليها وفرض سيطرتها لوقتٍ طويلٍ من الزمن، ومن جهةٍ أخرى ساهم موقع مصر بجعلها مكاناً مناسباً لمرور الديانات السماوية الثلاثة عبرها، وكملتقى للتفاعل الحضاري بين كلِ من دول الشمال والجنوب، ودول الشرق والغرب.
الأهمية الإقتصادية لموقع مصر الجغرافي
تُعدُّ مصر دولةً جاذبةً للاستثمار، وذلك بسبب تمتُّعها بالعديد من المقوّمات، وأهمّها موقعها الاستراتيجي، فهي قريبة على الأسواق العالمية في كلّ من أوروبا والشرق الأوسط، فوجود قناة السويس فيها كممر مائيٍّ مهمٍ وكحلقة وصل سريعة بين الشرق والغرب ساهم كثيراً في جذب الاستثمار لها. إضافةً إلى وجود سلسلة من الموانئ سواءً على البحر المتوسط في الإسكندرية، وبورسعيد، أو على البحر الأحمر في رأس شقير، وسفاجا، والأدبية، والعين السخنة، والتي ساهمت في ربط دول الخليج العربي ودول الاتّحاد الأوروبي معاً، الأمر الذي وفّر وسيلةً مناسبة لنقل البترول المصريّ، وتسهيل نقل البترول من الخليج العربي أيضاً، ومما عزّز ذلك وجود المصانع المخصّصة لصناعة منتجات البترول فيها، وذلك بدوره ساهم في تعزيز الروابط التجارية مع العديد من الأسواق التابعة للدول العربية، والأوروبية، والإفريقية.
الأهمية البيئية لموقع مصر الجغرافي
تتنوّع الحياة البريّة في مصر، وذلك التنوّع الحيويّ ناتجٌ عن موقع مصر كملتقى لثلاثة نطاقات رئيسية جغرافية، لِذا فهي تشمل جميع الكائنات المتواجدة ضمن تلك النطاقات، وبسبب مناخها المعتدل توجد العديد من الكائنات الفريدة التي تتميز بها مصر عن غيرها من الدول الأخرى. كما تتمتع بوجود 470 نوعاً من الطيور، منها 150 نوعاً من الأنواع المُتزاوجة والمُقيمة، وتشمل تلك الأنواع نوعاً واحداً متوطناً في البحر الأحمر والذي يُعرف بطائر نورس عجمة، ويرجع ذلك إلى موقعها على أحد الطرق الرئيسية بالعالم المخصصة لهجرة الطيور، هذا فضلاً عن كون قناة السويس تُعدّ من أهم الأماكن المخصّصة لالتقاء الطيور في العالم.
