أهمية مهنة التدريس
زيادة التحصيل الأكاديمي
يُؤثّر المعلمون في الأداء الأكاديمي لطلابهم بمعدّل ضعفين إلى 3 أضعاف مُقارنةً بتأثير المُتغيرات الأخرى المُتعلقة بالمدرسة مثل: توفُّر المرافق الحديثة أو خدمات الدعم المدرسي، ويتمتّع المعلمون المتميّزون بمهارات كبيرة تعمل على تطوير وتحسين مُخرجات التدريس، إذ لا يكون ذلك فقط بمُساعدة الطلاب على تجاوز الاختبارات المُقرّرة ولكن بفرض تحدّيات على الطلاب لتحفيز قدرتهم على التفكير، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمُواجهة تحدّيات الصفوف الأعلى.
تُعتبر القدرة على تقديم المعلومات بطريقة تُمكّن الطلاب من تذكُّرها واستخدامها من أعظم الهِبات التي يقدّمها شخص لآخر، فهذه المعلومات تُعطي الفرد القدرة على النظر إلى الحياة من زوايا مختلفة، ففي الوقت الذي يُركّز الأفراد فيه على تعلُّم المهارات العلمية اللازمة لإنجاز وظيفة مُعينة، فإنّ كثيراً ممّا يتعلّمه الطالب في عمر صغير من معلّم جيد، يُساهم في اكتسابه المعرفة والخبرة التي تُؤثّر في حياته لاحقاً.
بناء قادة المستقبل
يبني المعلمون ويُعدّون قادة المُستقبل، وذلك بهدف إنشاء أجيال مُستقبلية ناجحة وبالتالي فهم يُشاركون في صناعة المُجتمعات على المستوى المحلي والعالمي، ويصل المعلمون إلى ذلك من خلال إعطاءهم دروساً يوميّةً مهمّةً في المشاركة، والاحترام، وتقبُّل الاختلافات، والتحلّي بالأخلاق الجيدة، كما يُوجِد المعلمون مساحات آمنةً في الصف الدراسي لتمكين الطلاب من الاندماج والشعور بالأهمية، وبالتالي فإنّ الطلاب يتعلّمون النموذج المثالي لسلوك القادة ويحرصون على محاكاته.
يبني المعلم مجتمعاً كاملاً من أطباء وعلماء وكُتّاب، إذ أنّ المعلّمين يُحدِثون الفرق في حياة طلابهم بمختلف المراحل الدراسية، ففي رياض الأطفال يُساعد المعلّمون الأطفال على فهم الأصوات، واللعب بشكل جيد، ومهارات العدّ، بالإضافة إلى تعليمهم صياغة الجُمل والكلام بطريقة سليمة، وفي المرحلة الابتدائية؛ يتعلّم الطلاب أساسيات الحساب، والقراءة، والكتابة، والعلوم، ممّا يُساعدهم على المُضي قُدماً في مراحل التعليم اللاحقة، أمّا في المرحلة الثانوية فيُواجه المعلمون مهمّةً صعبةً بتحفيز المراهقين والتعامل معهم، ويكون المعلمون في ذات الوقت بمثابة بوابة لاجتياز الطلاب الاختبارات النهائية والتي تُحدّد معالم مستقبلهم بعد المدرسة.
الإلهام والتحفيز
يعمل المعلمون كنظام داعم ومُساند لا يتواجد في مكان آخر في حياة الطلاب، إذ يُعلّمون الطلاب معنى المسؤولية في النجاح أو الفشل، فمُعظم البالغين يتذكّرون المعلّم المُفضّل لديهم، وخاصّةً الذي ترك فيهم أثراً، وفي مُعظم الأحيان يكون المعلّم هو أوّل من يكتشف مواهب الطلاب وقدراتهم، إذ يُساهم في تنمية هذه المواهب عن طريق تدريب الطلاب على إبرازها وصقلها، بالإضافة إلى دوره في تنمية ثقة الطلاب بأنفسهم، وتحفيزهم بشكل دائم على تحقيق أهدافهم، كما يمتلك المعلّمون القُدرة على تشكيل الآراء والأفكار عن المجتمع والحياة ممّا يُساهم في توسيع آفاق الطلاب ودفعهم للإبداع .
زيادة الفرصة للإبداع المتواصل والتحسن المستمر
تخضع عملية التدريس لمعايير معينة مُتعلقة بمنهجية وأساليب التدريس ولكنّ هذا لا يمنع المعلمين من الإبداع في عملهم، وجعل الدروس مُبتَكرةً ومُمتعةً لتشجيع الطلاب على التفاعل معها، وحتّى يتمكّن المعلمون من الإبداع في عملهم يتوجّب عليهم تطوير أنفسهم باستمرار وذلك من خلال طلب التوجيه والإشراف من أصحاب الخبرة والكفاءة بشكل منتظم، وبما أنّ عقود المعلّمين تمتدّ عادةً لمدة سنة على الأقل فهذا يعني امتلاكهم الوقت الكافي لإظهار تقدُّمهم.
يُمكن اعتبار التدريس دورة تعلّم مُستمرّة، إذ لا تنتهي عملية التعلّم بعد التخرج والحصول على الوظيفة بل تستمرّ مدى الحياة، حيث يُساعد الاستمرار في التعلّم الأشخاص على تطوير قدراتهم بشكل دائم، وإتقان أعمالهم باحترافية عالية، لذلك فإنّه من الضروري لمُديري المدارس تمكين المعلّمين من تطوير أنفسهم مِهنياً، ليس فقط لمنح الطلاب نتائج أفضل في التدريس وإنّما ليكونوا أكثر فاعليةً وكفاءةً في مختلف جوانب عملهم وحياتهم.
يُعدّ التدريس بمثابة تلبية لرغبة حقيقية بالدخول في مجال التعليم واتخاذه كمهنة، وعلى الرغم من وجود بعض الاستثناءات إلّا أنّ أغلبية المعلّمين يرغبون في التدريس من داخلهم، لكنّ مُتطلبات الوظيفة المُرهقة قد تُفقد المعلّم رغبته بالمواصلة في بعض الأحيان مثل: كتابة الاختبارات ووضع الدرجات، لكن عند النظر من زاوية مُختلفة فإنّ ذلك يُعدّ أمراً مهمّاً في معرفة مدى فهم الطلاب للمادة المطلوبة و قياس مقدار تعلّمهم واستفادتهم من المعلّم.
تقديم الأساسيات الجديدة
يحتاج الطلاب لتحقيق النجاح على المدى الطويل إلى تطوير كفاءات ومهارات مُتعدّدة تشمل جميع المناهج الدراسية، حيث تتعدّى وظيفة المُدرّسين اليوم من تقديم المعرفة بالمحتوى أو التدريب على المهارات الأساسية إلى مُساعدة الطلاب على تطوير مهارات التفكير الناقد ، وإتقان حل المشكلات، وتدريبهم على التعاون بفعالية، وبناء علاقات صحية، وتُعتبر هذه المهارات هي الأساسيات الجديدة في التدريس، وهي السبب وراء اعتبار مهنة التدريس أهمّ مهنة في العالم، إذ أنّ المعلّم يُعطي المفتاح لحياة أفضل لكلّ طالب، ويبني الأساس لمجتمع قوي.
يقدّم كثير من المعلّمين التوجيه والإرشاد للطلاب الذين يلجأون إليهم طلباً للنصيحة في كثير من الأمور، بدءاً من الاهتمامات الأكاديمية إلى أمور تتعلق بحياتهم الخاصّة، كما يُوفّر المعلمون أيضاً التوجيه اللازم للطلاب فيما يتعلق بالدراسات العليا والمساهمة في الفعاليات الشبابية المُختلفة، وذلك لأنّ المعلّمين يتمتّعون بإمكانية الوصول إلى الطلاب في أكثر سنواتهم تأثراً، سواءً كان ذلك في التدريس في مرحلة رياض الأطفال أو في المراحل المُتقدّمة أو من خلال تدريس المواد اللامنهجية مثل الرياضة والفنون.