أهمية الخرائط
تعريف الخريطة
تُعدّ الخريطة وسيلة عالمية تُستخدم للتعبير والتفاهم بين الشعوب، فهي تتعدّى مختلف الحواجز السياسية واللغوية، وهي كذلك أداة أساسية مُستخدمة في مختلف الفروع الجغرافية؛ حيث يَجمع الجُغرافيون عن طريق الخرائط المعلومات الأساسية، والحقائق المرتبطة بالعلاقات المكانية لدراستها وتمحيصها. والخريطة عبارة عن ورقة، أو لوحة ثنائيّة الأبعاد تُقدّم تمثيلاً رمزيّاً مصغّراً لسطح الأرض، أو لجزء منه، كما يُفترضُ أن يراه الإنسان من الأعلى، وذلك باستخدام مقياس رسم محدد؛ ليكون التمثيل الرمزيّ هذا مطابقاً للواقع أو قريباً منه. وقد يكون التمثيل الرمزي تابعاً لظواهر طبيعية أو بشرية أو كليهما معاً، ويتجلى دور الخريطة في اختصار الفضاء الواسع في مجموعة من المُعطيات التي تُسهّل قراءة المعلومة، وتوضّح الأفكار المنشودة منها،
ويمكن القول إن الخريطة هي وسيلة لتمثيل مختلف معالم سطح الأرض التي تشمل الأنهار، واليابسة، والسهول، والجبال، والغابات، أما الظواهر المختلفة التي تحدث على سطح الأرض والتي تعبّر عنها الخرائط فتتمثل في الظواهر الطبيعيّة كالأمطار، والظواهر البشرية كتوزيع السكان في المدن والقرى، وتوزيع طرق المواصلات وغير ذلك. أما علم الخرائط فيُطلق عليه اسم الكارتوجرافيا، وهو مصطلح يونانيّ يعني الكتابة أو التصوير بالرسم، ولذلك تُعرّف الخريطة في كثير من الأحيان على أنها تمثيلٌ كارتوغرافيٌّ يوضح الظواهر الطبيعية والبشرية من خلال رسم تخطيطي يَستخدم مقياس رسمٍ محدّداً، ومسقطاً محدداً، ورموزاً وألواناً خاصّة متعارفاً عليها.
أهمية الخريطة
للخرائط أهمية كبيرة في حياة الأفراد، وهي لغة يفهمها الكثيرون ويجيدون استخدامها، ولا يقتصر استخدام الخرائط على الجغرافيين وعلماء الطقس والمناخ فقط، وإنما يتداولها الجيولوجيون، وعلماء التربة، والنبات، كما يستخدمها علماء الاقتصاد، وعلماء الاجتماع والسياسة. ومن أهمية الخرائط أنها:
- تُستخدم من قِبَل المهندسين والفنيين في تخطيط المشاريع الهندسية بما يتلاءم مع طبيعة البيئة المحيطة؛ بما في ذلك الطرق، وخزّانات المياه، وغيرها.
- تُعدّ وسيلة للتشجيع على السياحة، حيث تُرشد السوّاح إلى المعالم والأماكن السياحية والطرق المؤدية إليها.
- تُستخدم من قِبَل الزراعيين في دراسة التربة وتصنيفها، وتحديد طرق ونواحي استغلالها.
- تُستخدم من قِبَل الجيولوجيين في دراسة مشاريع التعدين، وطرق استغلال الثروة الطبيعية، في سبيل الحصول على اقتصاد قويّ.
- يلجأ رجال الجيش إلى استخدام الخرائط في العمليات العسكرية لفهم طبيعة الأرض، وتمييز الأماكن التي تصلح للدفاع، والأماكن التي تصلح للهجوم، بالإضافة إلى معرفة الأماكن الصالحة للاحتماء من النيران، والأماكن المناسبة لحفر الخنادق.
- تُستخدم من قِبَل الطيّارين لتحديد وجهة سيرهم، ومنع اصطدام الطائرات ببعضها، وكذلك الحال بالنسبة للسفن.
- تُعتبرُ وسيلة لفهم الحقائق الجغرافية من قبل الجغرافيين، وتسجيل المعالم الجغرافية المختلفة ومعرفة توزيع الظواهر الطبيعية والبشرية؛ فهي لغة الجغرافي، ووسيلته للتعبير، وأداته لفهم العلاقة بين الطبيعة والبشر، أو بين الإنسان والبيئة المحيطة، كما أنها طريقة تعبيره عن النتائج التي يتوصل إليها.
- تُحدد الخرائط المسافات، والطرق، والمواقع، والمساحات، وغيرها من مظاهر سطح الأرض.
- تمثّل الخرائط سطح الأرض ككلّ، كما تمثل أجزاءه المختلفة بكل ما تحمله من تفاصيل.
- تُساعد الخريطة في وضع المشاريع والخطط تنموية وتنفيذها.
- تُساعد في دراسة أنماط توزيع السكان، ومراكز العمران.
- يستخدمها المُدرّسون في شرح مواضيع الجغرافيا في المدارس والجامعات.
عناصر الخريطة
للخريطة عناصر عديدة يجب أن تتوافر فيها وهي كالآتي:
- الإطار: يعتمد النجاح في رسم الخريطة على النجاح في رسم إطارها، ويأخذ الإطار شكلاً مربعاً أو مستطيلاً اعتماداً على المنطقة المُراد تمثيلها، ويشترط أن تظهر جميع التفاصيل داخل إطار الخريطة دون إهمال أيّ منها، ودون ترك مساحة بيضاء فارغة داخل هذا الإطار. ويتمثل الإطار في خطين؛ خطٌّ داخليّ وخطٌّ خارجيّ، ويكون الخط الداخليّ أقلَّ سُمكاً من الخارجيّ، ويجب أن يكون الإطار موازياً للخط الأفقي والخط الرأسي فيها، بهدف تحديد المساحة التي سوف يتم الرسم فيها.
- اتجاه الشمال: ويتم رسم رمزٍ معيّن ليدلّ على اتجاه الشمال في الخريطة، ويمكن أن يوضع خارج دليل الخريطة أو بجواره، ويمكن أن يكون مرسوماً على الجزء الشماليّ، أو الشرقيّ، أو الغربيّ تبعاً لما تسمح به الخريطة . ويكون تحديد اتجاه الشمال في الخريطة عن طريق رسم شكل سهم، أو أي شكل يمثّل اتجاه الشمال، ويكتب حرف (ش) أو (N) أعلى السهم، وبالقرب من نهاية السهم يُرسم خط يوضح اتجاهي الشرق والغرب، وتكون نهاية السهم باتجاه الجنوب، ويعتبر رسم اتجاه الشمال مهمّاً خاصة في الخرائط التي لا تكون موجّهة نحو الشمال، وذلك لعدم وجود خطوط الطول عليها.
- دليل الخريطة: وهو مفتاح الخريطة الذي يمكن من خلاله فهم الخريطة ومعرفة ما تحتويه من ظواهر طبيعية، أو بشرية.
- الرّموز والعلامات الاصطلاحية: وهي عبارة عن رموز متعارف عليها تدل على الظواهر الطبيعية والظواهر البشرية، ويتم وضعها داخل إطار الدليل، ويُكتب بجانب كل رمز الاسم الذي يدل عليه. ويمكن الاستغناء عن مثل هذه الرموز في الأمور التي يمكن فهمها دون الرجوع إلى الدليل، مثل السكك الحديدية، أو الحدود، وما عدا ذلك يجب إيضاحه داخل الدليل؛ فمثلاً إذا كانت الخريطة ملوّنة بلون متدرج فيجب توضيح معنى هذا التدرّج داخل الدليل.
- العنوان: لكل خريطة عنوانٌ يدل على ما تمثله من بيانات وتفاصيل، ويكتب العنوان عادة في وسط الجزء الأعلى من الدليل، كما يجب أن يكون خط العنوان أكثر سُمكاً من الخط داخل الدليل.
- مقياس الرسم: ويُعبّر عن النسبة الثابتة بين الأطوال والأبعاد المُقاسة على الخريطة وما يقابلها على الطبيعة.
- شبكة الإحداثيات: وتعرف بأنظمة الإحداثيات، وهي نوعان؛ النوع الأول هو النظام التربيعي، والنوع الثاني هو النظام الكرويّ أو الجغرافيّ. ويعبر النظام الكرويّ عن شبكة خطوط الطول، ودوائر العرض والتي تساعد القارئ على تعيين أيّ موقع جغرافي على سطح الكرة الأرضية، ويتم توضيح الإحداثيات في جميع أركان إطار الخريطة على شكل درجات ودقائق وثوانٍ، وبدقة عالية.
- جهة الإصدار وسنة التحرير: وتُكتب عادة أسفل الخريطة، مثلاً (طُبعت الخريطة في مديرية المساحة العامة)، كما تُكتب السنة التي صدرت بها الخريطة ، بالإضافة إلى اسم الشركة التي قامت بتصويرها وإعدادها.