أهمية التوبة وفضائلها
أهمية التوبة
لقد شرع الله جل وعلا لعباده التوبة والإنابة إليه إن هم أذنبوا، وحثهم عليها ورغبهم فيها، ووعد التائب بالرحمة والغفران مهما بلغت ذنوبه.، ومن أسماء الله عز وجل التواب، وهو سبحانه يحب التائبين، كما قال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) [ ، و لقد تضافرت دلائل الكتاب والسنة على وجوب التوبة، ولزوم المبادرة إليها، وأجمع على ذلك أئمة الإسلام وذلك لأهميتها وفضلها، وهو ما سيعرضه هذا المقال.
معنى التوبة
التوبة هي الرجوع إلى الله والإنابة إليه مِن فعل المحرم والإثم، أو من ترك واجب أو تقصير فيه، بصدق قلب وندم على ما كان.
شروط التوبة الصحيحة
التائب لا يكون تائبا حقاً إلّا إذا توفرت في توبته خمسة شروط:
- الإخلاص، وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل.
- الإقلاع عن الذنب.
- الندم على فعله.
- العزم على عدم الرجوع إليه.
- أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت، وأما الغرغرة فهي حالة نزع الروح، فلا تقبل التوبة عندها.
وهذه الشروط فيما إذا كان الذنب بين العبد وربه، كشرب الخمر مثلاً، وأما إذا كان الذنب يدخل فيه حق العباد، فلا بد من إبراء الذمة من هذا الحق فإن كان مظلمة استحلها منه، أو حقاً رده إليه، بالإضافة إلى الشروط الخمسة السابقة، وإذا طبّقت الشروط السابقة فيسمّى العبد تائباً، ولكن ينبغي أن يكون حاله بين رجاء قبول التوبة ومخافة العقاب من الله تعالى.
أهمية التوبة وفضائلها
إن بركات التوبة عاجلة وآجلة ظاهرة وباطنة، وثواب التوبة طهارة القلوب، ومحو السيئات، ومضاعفة الحسنات، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وثواب التوبة هي الحياة الطيبة التي يظللها الإيمان، والقناعة والرضا، والطمأنينة والسكينة، وسلامة الصدر، لقوله تعالى: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ )، وبركات من السماء نازلة، وبركات من الأرض ظاهرة، وسعة في الأموال والأولاد وبركة في الرزق، وعافية في الأبدان، ووقاية من الآفات والمصائب، حيث قال الله تعالى عن هود -عليه الصلاة والسلام-: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ )
وتعد التوبة باب عظيم تتحقق به الحسنات الكبيرة العظيمة التي يحبها الله؛ لأن العبد إذا أحدث لكل ذنب أذنبه توبة كثرت حسناته، ونقصت سيئاته، بل وبدل الله سيئاته حسنات، وهي عبادة لله بالجوارح والقلب، واليوم الذي يتوب الله فيه على العبد يعد خير أيام حياته، والساعة التي يفتح الله فيها لعبده باب التوبة ويرحمه بها هي أفضل ساعات في الدهر؛ لأنه قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا.