أثر العقائد الدينية على حياة المصريين القدماء
أثر العقائد الدينية على حياة المصريين القدماء
لعب الدين دورًا مهمًا في حياة المصريين القدماء وقد كان من خلاله يُنظر للحياة على أنها جزء من رحلة خالدة، ولمتابعة تلك الرحلة كان لا بد من البحث عن سبب للعيش من أجله، فتعبر الديانة المصرية القديمة عن مزيج من المعتقدات المتعلقة بمختلف المجالات، كالعلوم والطب والأساطير المصرية والسحر والأمور المتعلقة بالروحانية. وعمومًا أثرت العقائد الدينية القديمة على حياة المصريين القدامى بشكل كبير، وقد تمثل ذلك بما يأتي:
- كان الدين يُعدّ وسيلة للمصريين القدماء لتفسير ما يحدث من أحداث في محيطهم، مثل فيضان نهر النيل السنوي، كما أنهم استخدموه في تفسير الحقائق اليومية مثل شروق الشمس وغروبها من منظور ديني.
- ارتبطت الديانة المصرية القديمة ارتباطا وثيقا بتقاليد أسلافهم، حيث آمن المصريون بشكل عميق فيها ولم يشككوا أبدا في صحة المعتقدات التي خلفها لهم أسلافهم ولم يرغبوا في تغييرها.
- كان المصريون يصحبون مشاكلهم الشخصية ومعاناتهم ويبثونها إلى الآلهة، ويؤدون العبادة في منازلهم ويقدّمون القرابين أيضًا إلى المعابد لحل مشاكلهم، حيث ارتبطت المشاكل بإله معين لحلها.
- آمن المصريون القدماء بتقاليد الملكية الإلهية، أي الإيمان بأن فرعون الحاكم السياسي لمصر لم يكن مجرد حاكم بل كان إلها أيضًا، لذا فقد تمتع فرعون والكهنة في الحضارة المصرية القديمة بسلطة وقوّة كبيرة على الشعب؛ وذلك نتيجة تلك المعتقدات الدينية التي تمثلت بإيمان المصريين أنّ لفرعون والكهنة دور مهم وواضح في الحفاظ على نظام الوطن واستقراره.
- تأثرت حياة المصريين بسبب المعتقدات الدينية المتعلقة بالحياة الآخرة حيث أنهم آمنوا بضرورة الحفاظ على الجسد؛ لكي تسكن فيه أرواحهم في الآخرة، ونتيجة لذلك استحدثت طريقة التحنيط للحفاظ على الجسد بعد الوفاة.
- شيدوا الأهرامات الضخمة لتكون مقابر لفراعنة الحضارة المصرية القديمة، ثم تم استخدام التوابيت المنحوتة في الصخر لدفن ملوك الفراعنة فيها.
- تمثل أثر العقائد الدينية في حياة المصريين القدماء أيضًا باستخدام التمائم؛ بحيث استخدم المصريون التمائم المختلفة كتعويذات لجلب الحظ السعيد، وقد اتَّخذت هذه التمائم شكلًا معينًا، وتم ربطها بالقلائد والأساور والأحزمة، بالإضافة إلى استخدامها في عملية التحنيط من خلال لفها بضمادات المومياء من قِبَل أحبائهم عند الوفاة.
تمثال أوشبتي عند المصريين القدماء
كان يعرف لدى المصريين تمثالاً يُطلق عليه "أوشبتي"، ويمثل هذا التمثال العمال أو العبيد الذين يهتمون بالموتى، ودائمًا ما يحملون الأدوات المختلفة للمهام المنزلية والزراعية، ومن الجدير بالذكر أنه يتم تصنيع تمثال أوشبتي من مواد مختلفة مثل الطين والحجر والخشب والمعدن، كما أنه يُصنع بأحجام مختلفة، ويتمثل دور تمثال أوشبتي في حياة المصريين القدماء بوجوده في مقابر كلّ من الأثرياء والفقراء، لكن في حال وجود عدد كبير من هذا التمثال وكان مصنوعًا من مواد باهظة الثمن عند قبر الميت فهذا يدل على أنه كان شخصية مهمة وثرية.
أهمية الآلهة في حياة المصريين القدماء
تعد الآلهة وتعددها من السمات المميزة للحضارة المصرية القديمة ، وفيما يأتي توضيح لبعض خصائصها وأهميتها:
- تتسم المعتقدات الدينية المصرية القديمة بتعدد الآلهة فيها.
- تتسم الآلهة بقوة عظيمة لدى المصريين القدماء حسب معتقداتهم لا تقارن بالبشر وقدراتهم وأنها خالدة وقادرة على مقاومة الكثير من المشاكل كما تتمتع بميزة التواجد في أكثر من مكان في الوقت ذاته.
- يكون ال شكل الأساسي للآلهة على شكل إنسان، حيث إنّ العديد من الآلهة كان لها شكل بشري فقط، ومن بينها شخصيات قديمة جدًا مثل إله الخصوبة مين وآلهة أوزوريس وإيزيس.
- تعد آلهة الشمس من أهم الآلهة في حياة المصريين القدماء، حيث إنها ارتبطت بالعديد من الكائنات الخارقة وكذلك ارتبطت بأوزوريس وهو إله الموتى.
- يُنظر إلى آلهة مصر القديمة على أنهم أصدقاء مقربون من الشعب مهتمون بمساعدته وتوجيه حياته على الأرض.
- كان للآلهة دور في جعل المصريين شديدي التعلق بوطنهم وأرضهم لدرجة أنهم تجنبوا الحملات العسكرية خارج حدود بلادهم؛ خوفًا من أن يموتوا على أرض أجنبية وأنهم لن يحصلوا على الطقوس الملائمة لإكمال رحلتهم بعد الموت، كما رفض ملوك مصر تزويج بناتهم من حكام أجانب لنفس السبب؛ فقد باركت آلهة مصر الأرض.