هل يجوز تقديم الصلاة
حكم تقديم الصلاة بغير عذر
فرض الله تعالى على عباده الصلوات الخمس في مواقيت محددة وملزمة، بحيث لا يجوز إخراج أي صلاة منها عن وقتها المحدد لها شرعًا، وذلك لقوله -عز وجل-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
كما ويعد تقديم الصلاة عن وقتها دون عذر من الكبائر المنهي عنها، وعليه فيلزم الحفاظ على المواقيت التي وردت في السنة وعدم محاولة التلاعب في أوقات الصلوات وإخراج الصلوات عن وقتها تقديمًا أو تأخيرًا بلا عذر.
حكم تقديم الصلاة عند وجود عذر
جاءت الشريعة ميسورة مقدورة على التطبيق من قبل المكلفين، وعلمت أن الإنسان قد يمر بأحوال لا يستطيع معها الحفاظ على أوقات الصلوات المفروضة كما وردت، لضيق الوقت أو المشقة، فأباح الشارع جمع الصلوات في هذه الحالة جمع تقديم أو جمع تأخير، وفيما يأتي بيان الأحكام المتعلقة بجمع التقديم.
- الصلوات التي يصح تقديمها
يصح جمع صلاة العصر تقديمًا مع صلاة الظهر بأن تُؤدى الصلاتين في وقت الأولى -وقت الظهر-، كما ويصح تقديم صلاة العشاء عن وقتها بجمعها مع صلاة المغرب في وقت أولاهما وهو وقت المغرب. وهو ما يختصر بقولهم: جمع العصرين، والعشاءين، أما الجمع بين الفجر والظهر، أو العصر والمغرب، أو العشاء والفجر فإن لا يصح لعدم ورود دليل فيه.
- الأعذار المبيحة لتقديم الصلاة
الأصل إقامة الصلاة في وقتها إلا في حالة قيام عذر يمنع من ذلك، ومن أهم الأعذار التي تبيح جمع الصلاتين جمع تقديم ما يأتي:
- المطر، ويعد المطر من الأعذار التي لا يُباح فيها إلا جمع التقديم ولا يجوز فيه جمع التأخير، لأن بقاء العذر وهو المطر حتى دخول وقت الثانية لا يمكن ضمانه في جمع التأخير، وهو ما ذهب إليه المالكية والشافعية بخلاف الحنابلة الذين ذهبوا لجواز جمع التأخير فيه.
- المرض، ذهب المالكية والحنابلة إلى جواز جمع الصلوات بسبب المرض الذي يلحق المريض المشقة بأداء كل فرض بوقته، وقصر المالكية الجمع في المرض على جمع التقديم، بينما خير الحنابلة المريض بين الجمع تقديمًا وتأخيرًا.
- السفر، وهو السفر الطويل المباح، وثبت الجمع في السفر لما فيه من المشقة، ويجوز الجمع في السفر جمع تقديم وتأخير.
شروط تقديم الصلاة عن وقتها
لجواز جمع الصلاتين جمع تقديم مجموعة من الشروط التي يلزم الحفاظ عليها حتى تصح الصلاتين، وفيما يأتي تعداد هذه الشروط:
- البدء بالصلاة الأولى، فلو صلى الظهر والعصر ف يوقت الظهر، عليه أن يبدأ بأداء صلاة الظهر ثم يجمع إليها صلاة العصر.
- أن ينوي الجمع في الصلاة الأولى، وقبل الخروج منها، ولو قبل التسليم.
- الموالاة بين الصلاتين الأولى والثانية، بحيث لا يفصل بينهما بفاصل زمني طويل.
- دوام العذر المبيح للجمع من بداية أداء الأولى وحتى الإحرام بالثانية.