هاشم الوتري (طبيب عراقي)
معلومات عن هاشم الوتري
ولد هاشم الوتري في بغداد في عام 1893، وقد درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في بغداد، ودرس الطب في كلية حيدر باشا في اسطنبول، وتخرج في عام 1918، وبعدها عمل في سوريا، وتحديدًا في الخدمات الطبية في الحجاز، وعاد إلى العراق فعمل طبيبًا، ومدرسًا ل مادة الكيمياء للصف الثاني الثانوي في مدرسة الجعفرية الثانوية.
عمل في عام 1925 كطبيب مختص في الطب الباطني، وذهب إلى بريطانيا ليتخصص في الطب الباطني، وعاد من هناك في عام 1932، وبعدها ترأس قسم الباطنية في المستشفى الملكي حتى عام 1959، وقد كان من أنصار ومشجعي افتتاح كلية طب في جامعة بغداد ، وأسس قسم الأمراض العصبية في المستشفى الملكي.
تولّى منصب العميد في الكلية الطبية في بغداد ثلاث مرات، وكان أحد المؤسسين لمجلة الكلية الطبية العراقية، وبعد ذلك ترأس الجمعية الطبية العراقية، واستمر في تدريس المواد المختصة بالأمراض العصبية في الكلية الطبية.
الطبيب هاشم الوتري واللغة العربية
كان الطبيب هشام الوتري محبًا للغة العربية، فقد ترجم كتاب الأمراض العصبية والشن إلى اللغة العربية، بالتدريج، وكان ينشر هذه الترجمات في المجلة الطبية، ولكنه لم يجمع هذه الترجمات في كتاب واحد، فلم يُنشر ولم يُطبع، وقد كان من أشد الراغبين بأن تكون لغة التدريس في الكلية الطبية هي اللغة العربية.
ألف الطبيب هشام الوتري أول كتاب في تاريخ الطب في العراق، بالتعاون مع الطبيب معمر الشابندر، وذلك في عام 1939، وقد لُقّب الوتري بشيخ الأطباء من قبل المعاصرين له، وذلك لتميز مواقفه الإدارية والعلمية، وألف له الجواهري قصيدة خاصة به بعناون عميد الدار.
قصيدة الجواهري للطبيب الوتري
كتب الجواهري قصيدة للطبيب الوتري بعنوان عميد الدار، فيما يأتي عرض لها:
مجَّدْتُ فيكَ مَشاعِراً ومَواهبا
- وقضيْتُ فَرضاً للنوابغِ واجِبا
بالمُبدعينَ " الخالقينَ " تنوَّرَتْ
- شتَّى عوالمَ كُنَّ قبلُ خرائبا
شرفاً " عميدَ الدارِ " عليا رُتبةٍ
- بُوِّئْتَها في الخالدين مراتبا
جازَتْكَ عَن تَعَبِ الفؤادِ ، فلم يكن
- تعبُ الدماغ يَهُمُّ شهماً ناصبا
أعْطَتْكَها كفٌّ تضمُّ نقائصاً
- تعيا العقولُ بحلِّها . وغرائبا
مُدَّتْ لرفعِ الأنضلينَ مَكانةً
- وهوتْ لصفعِ الأعدلينَ مَطالبا !
ومضَتْ تُحرِّرُ ألفَ ألفِ مقالةٍ
- في كيفَ يحترمونَ جيلاً واثبا
في حين تُرهِقُ بالتعنّتِ شاعراً
وفاة هاشم الوتري
توفي الطبيب هاشم الوتري في الثامن عشر من شهر يناير، لعام 1961، وقد أعلنت معظم المراكز الطبية في العراق حدادها على وفاته، وقد أقيم حفل تأبين للمرحوم الطبيب الوتري في الكلية الطبية، وألقى الدكتور سالم الدملوجي خطاب، وقد جاء فيه: "لن يستطيع مؤرخ لتاريخ الطب في العراق أن يغفل ذكرى الأستاذ هاشم الوتري طبيباً واستاذاً وعالماً وباحثاً ومدرساً وموت الرجل لا يعني فناؤه لأن ذات الإنسان ولبه ووجدانه هي جوهر نفسه الذي لا يفنى".