نقص الوزن بعد الولادة
مضاعفات الحمل
تُعدُّ مرحلة الحمل من الفترات المهمة والحساسة، حيث يطرأ على المرأة العديد من التغيرات الجسدية والنفسية، وقد تواجه النساء الحوامل بعض المضاعفات والأعراض مع تقدّم نمو الجنين، مثل: فقر الدم ، وعدوى المسالك البولية، وتغيراتٍ في الحالة المزاجية، و قد تعاني الأم الحامل أيضاً من ارتفاع ضغط الدم أو ما يُعرف بمُقَدِّماتُ الارْتِعاج (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وهذا قد يزيد من مخاطر الولادة قبل الأوان، وغيرها من المخاطر المحتملة للطفل، كذلك قد تعاني الحامل من الغثيان خاصةً خلال الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل، بالإضافة إلى ذلك تتعرّض الحامل إلى زيادة الوزن وخاصةً مع تقدم الحمل، إلاّ أنّ اكتساب وزنٍ زائد قد يُعرض الأم والطفل للخطر، لذلك يُوصى باستشارة الطبيب حول الوزن الذي يجب أن تكسِبه المرأة خلال فترة الحمل.
نقص الوزن بعد الولادة
يُعتبر الوصول إلى وزنٍ صحي بعد الحمل صعباً بالنسبة لكثيرٍ من النساء، فقد يكون من المُجهِد رعاية الوليد، والتكيف مع روتينٍ جديد، بالإضافة إلى التعافي من آثار الولادة ، ومع ذلك فإنّ من المهمّ العودة إلى وزنٍ صحي بعد الولادة، خاصةً في حال التخطيط للحمل مرةً أخرى في المستقبل، ونذكر فيما يأتي بعض النصائح التي تُساعد على فقدان الوزن بعد الولادة:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: فقد تلجأ بعض النساء إلى اتباع حميةٍ غذائية منخفضة السعرات الحرارية بهدف فقدان مقدار كبير من الوزن في أقصر مدّةٍ ممكنة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ جسم المرأة ه بعد الولادة يحتاج إلى تغذيةٍ جيدة للشفاء والتعافي، كذلك فإنها تحتاج إلى سعراتٍ حراريةٍ أكثر من المعتاد في حال إرضاع طفلها، ومن المرجح أن يكون النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية مفتقراً للمغذيات المهمة، ممّا قد يُسبب الشعور بالإرهاق والتعب، لذلك فإنّه يُوصى باتباع نظامٍ غذائي صحّي ومتوازن للحفاظ على صحة الأمّ والمولود.
- الرضاعة الطبيعية: إذ ثَبُت أنّ الرضاعة الطبيعية تدعم فقدان الوزن، وقد وجدت إحدى الدّراسات التي أُجريت على 4922 امرأةٍ من النساء المرضعات، أنّ المشاركات قد فقدن وزناً بمعدل 1.68 كيلوغراماً أكثر مقارنةً مع النساء غير المرضعات وذلك بعد ستة أشهرٍ من الولادة، وقد تمّ دعم نتيجة هذه الدراسة بأبحاثٍ أخرى، وبالرغم من ذلك قد يزداد وزن الأم أو يبقى ثابتاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ويرجع ذلك إلى زيادة احتياجاتها واستهلاكها من السعرات الحرارية، فضلاً عن انخفاض النشاط البدني خلال الرضاعة الطبيعية، ويجدر الذكر بأنّ الرضاعة الطبيعية تمنح العديد من الفوائد الأخرى للأم ووليدها؛ كتوفير العناصر الغذائية للطفل خلال أشهره الأولى وتعزيز جهاز مناعته، وإعادة الرحم إلى حجمه الطبيعي بشكلٍ أسرع، وخفض خطر إصابة الأم بالأمراض، مثل: السكري من النوع الثاني ، وسرطان الثدي والمبيض ، واكتئاب ما بعد الولادة.
- حساب عدد السعرات: حيث يمكن أن يُساعد حساب السعرات الحرارية على معرفة مقدار ما يتمّ تناوله من طعام، وضمان الحصول على ما يكفي من السعرات الحرارية لتزويد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية التي تحتاجها الأم، ويمكن ذلك من خلال تسجيل الطعام على دفتر يومياتٍ أو حتى التقاط صور الطعام كتذكيرٍ لما تمّ تناوله.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: فقد تبين أنّ تناول الأطعمة الغنية بالألياف يُساعد على تخفيف الوزن، حيث تُساهم الألياف القابلة للذوبان بالماء في الشعور بالشبع لفترةٍ أطول، وذلك من خلال إبطاء عملية الهضم، وخفض مستويات هرمون الجوع، بالإضافة إلى ذلك يتمّ تخمير هذه الألياف وتحويلها إلى أحماضٍ دهنية قصيرة السلسلة في القناة الهضمية، وهذا يُساعد على زيادة مستويات الهرمونات التي تُعطي شعوراً بالامتلاء.
- تجنّب السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة: وذلك لما تحتويه من كميةٍ كبيرةٍ من السعرات الحرارية، بالإضافة إلى انخفاض قيمتها الغذائية، ووفقاً لذلك يرتبط تناول كمياتٍ كبيرةٍ من السكريات والكربوهيدرات المكررة مع زيادة الوزن، والإصابة بأمراض السكري، والقلب، وبعض أنواع السرطان، ومن السهل تقليل تناول السكر عن طريق تجنّب الأطعمة المصنّعة وتناول الأطعمة الصحية بدلاً عنها، مثل؛ الخضار، والبقوليات، والفاكهة، واللحوم، والأسماك، والبيض ، والمكسرات، والزبادي.
- شربُ كميةٍ كافيةٍ من الماء: حيث يُعدُّ شربُ الماء أمراً مهماً عند الرغبة بإنقاص الوزن، وقد وجد الباحثون أنّ شرب لترٍ واحدٍ أو أكثر من الماء يومياً كان له دورٌ في إنقاص كيلوغرامين خلال اثني عشر شهراً، لدى النساء اللواتي يُعانين من زيادةٍ في الوزن، فالماء قد يُقلّل من الشهية ومن استهلاك السعرات الحرارية، ويجدر الذكر بأنّ النساء اللواتي يُرضعن رضاعةً طبيعية، يحتجن الماء لتعويض السوائل المفقودة من خلال إنتاج الحليب.
- ممارسة التمارين الرياضية: إذ تُنصح الأم بالعثورعلى طرقٍ لبدء ممارسة التمارين مع الطفل، وقد يكون الأمر بسيطاً، مثل: المشي في حديقةٍ، أو ملعبٍ قريب مع وضع الطفل، أو الهرولة، أو ممارسة اليوغا، إذ إنّ هذه الرّياضات تُساعد على فقدان الوزن بعد الولادة، لكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية، ولا ينصح الوصول إلى نقطة الإرهاق عند ممارسة الرياضة .
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: إذ يجدر بالأم محاولة النوم بشكلٍ جيدٍ والحصول على الراحة، بالرّغم من صعوبة ذلك بالنسبة لأمٍ جديدة مرضعة، وقد تؤدي قلة النوم إلى صعوبة فقدان الوزن وإمكانية المساهمة في زيادته.
- وضع أهدافٍ واقعية: إذ يجب على المرأة بعد الولادة أن تضع هدفاً واقعياً ويسهل الوصول إليه فيما يتعلق بفقدان الوزن ، فقد لا تتمكن من العودة إلى شكل جسدها السابق للحمل، وبالنسبة للعديد من النساء قد يُسبب الحمل تغيراتٍ دائمةً في الجسم مثل؛ ليونة البطن، واتساع منطقة الأوراك والخصر.
التغذية بعد الولادة
يُساعد النظام الغذائي الصحي الأمّ على التعافي ويمنحها الطاقة التي تحتاجها للعناية بطفلها، ويُنصح في كل وجبة بملئ نصف الطبق بالفاكهة والخضار، ويجب أن يشمل النصف الآخر الحبوب الكاملة، مثل: الأرز البني، أو الشوفان ، أو الخبز المصنوع من القمح الكامل، ويجب الحدّ من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الملح، والدّهون المشبعة، والسكريات المضافة، بالإضافة إلى ذلك تشمل احتياجات الأم الغذائية الآتي:
- البروتين: حيث يُوصى باستهلاك خمس إلى سبع حصصٍ من البروتين في حال إرضاع الطفل طبيعياً، وتشمل الأغذية البروتينية؛ البقوليات، والمأكولات البحرية، واللحوم الخالية من الدهن، والبيض ، ومنتجات الصويا.
- الكالسيوم: حيث تحتاج المرأة بعد الولادة إلى 1000 مليغرامٍ من الكالسيوم ، أي حوالي 3 حصصٍ من منتجات الألبان قليلة الدّسم يومياً.
- الحديد: الذي يُساعد على تكوين خلايا دمٍ جديدة، وهو مغذٍ ضروري خاصةً إذا فقدت المرأة الكثير من الدم أثناء الولادة، حيث يُنصح باستهلاك 15 مليغراماً منه بشكل يومي عبر تناول مصادره، مثل: اللحوم الحمراء، والدواجن.
- الدهون الصحية: فبالرغم من احتواء الدهون على ضعف السعرات الحرارية مقارنةً مع الكربوهيدرات والبروتينات، إلاّ أنّها عنصرٌ غذائيٌ مهم، ويمكن اختيار النوع الصحي منها، وتُعدّ أفضل الدهون هي غير المشبعة، مثل: الموجودة في زيت الكانولا، وزيت الزيتون ، والأفوكادو، والزيتون، والمكسرات، والبذور، والأسماك الدهنية، مثل السلمون .
معدل زيادة الوزن الطبيعية خلال مرحلة الحمل
يُساهم تناول غذاءٍ صحّي ومتوازنٍ خلال فترة الحمل في نمو الجنين بمعدلٍ صحي وطبيعي، ولكن يجدر على المرأة الحامل معرفة أنّه لا يجب الإفراط في تناول الطعام، فعلى الرغم من أنّها تحتاج إلى بعض السعرات الحرارية الإضافية، إلاّ أنّه ليس من الضروري تناول الطعام لشخصين، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد مقياسٌ واحد يوضح مقدار زيادة وزن الحمل، إذ إنّ زيادة الوزن خلال مرحلة الحمل تعتمد على عدّة عوامل بما في ذلك وزن المرأة قبل الحمل، ومقدار مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى ذلك تلعب صحة الأم والجنين دوراً في زيادة الوزن، حيث يجب على المرأة التي كان وزنها طبيعياً قبل الحمل أن تكسب وزناً يتراوح بين 11 إلى 16 كيلوغراماً خلال فترة الحمل، أمّا النساء اللاتي كان وزنهنّ أقلّ من الطبيعي قبل الحمل فيُتوقع أن يزيد وزنهنّ خلال الحمل بمقدارٍ يتراوح بين 13 إلى 18 كيلوغراماً، وقد تحتاج النساء اللاتي يعانين من زيادة في الوزن إلى كسب ما يتراوح بين 7 إلى 11 كيلوغراماً فقط أثناء الحمل.