نقد أفلاطون للمعرفة الحسية
أفلاطون والمعرفة الحسية
اتُّهم أفلاطون بأنه مفكر شمولي بشكل كبير، وأنه غارق في هذا الاتجاه بشكل قوي، وهذا الادعاء ارتبط بسياسته وميولاته الفلسفية بعمومها، حيث أن طريقته وأفكاره تفتح السبيل أمام التشكيك في النتائج، ومقاومة الميتافيزيقيا المهيمنة، وفيما يلي أبرز أفكاره عن المعرفة الحسية:
- يعتقد أفلاطون أن المعرفة لا يمكن اكتسابها من خلال التجربة الحسية.
- يقول أن معرفة الحواس خداعة، لذلك يكون الوصول الحقيقي عن طريق التفكر.
- يعتقد أفلاطون أن المرء لديه معرفة، لأن الروح تمتلك معرفة أيضًا.
- يتمثل مبدأ نقده بفكرة أنّ الحواس تنخدع، ومن المنطقي أن كل الأشياء التي يعرفها المرء ويكتشفها من خلال الحواس يجب أن تكون موضوع شك.
استخدام أفلاطون الشمع لإثبات نظريته في المعرفة الحسية
أثبت أفلاطون نظريته باستخدام الشمع، فيأخذ قطعة من الشمع لها خصائصها؛ الملمس والشكل والرائحة ويضعها بجوار النار ويراقب الشمع وهو يذوب، ثم يقارن بصفة وصفية الخصائص السابقة بالخصائص الجديدة، ويراقب كينونتها التي تختلف، من حيث كيف كانت وكيف صارت، لذلك لا يمكن الوثوق بالحواس لأنها رأت الشمع شيء وتحول لشيء آخر، كما أنه يلجأ إلى شيء مهم للغاية وهو الروح، فكما قال "الروح تعرف كل شيء" لذلك هي تعرف الأشكال وستبقى هكذا للنهاية، وعليه فإن الأشكال لا تتغير بأصلها والمعرفة الآتية منها تكون معرفة حقيقية.
ما هي المعرفة الحسية؟
ويمكن تعريف المعرفة الحسية من خلال ما يلي:
- تعرف المعرفة الحسية بأنها قدرة تراكمية شاملة على التعلم والمعرفة من البصر والصوت واللمس والحركة والشم والتذوق بصورة متكاملة.
- التعلم من التجارب الحسية الداخلية مثل الجوع والعطش والاسترخاء والقلق الألم والخوف، مما يبني قدرات تراكمية شاملة.
- المعلومات التي تخزنها الحواس فتكوّن عندها الوعي ، فتكون المعرفة الحسية مثل جوهر التجارب الحسية كما أنها مستوى أعمق بكثير من المعرفة الطبيعية.
- وفق تحليل الباحثين القدامى هناك خمسة أعضاء للإدراك (العينين والأذنين والأنف واللسان والجلد) وخمسة أعضاء للعمل (اليدين والساقين والحبال الصوتية والتكاثر والإخراج)، كما هناك ثلاث حالات للوجود يسهل فهمها في كل واحد منا، حالة اليقظة وحالة الحلم (أثناء النوم) وحالة النوم العميق، حيث أنه في حالة اليقظة، يعمل جسمنا المادي ويجمع المعلومات من خلال الحواس الجسدية - العين (الرؤية) والأذنين (الصوت) والأنف (الرائحة) واللسان (الذوق) والجلد (اللمس)، وعليه فإن تكامل هذه العضلات مع بعضها يعطي نتائج أكثر دقة، فوفق منهج المعرفة الحسية تأتي المعرفة من التجربة، لذلك فإن المعرفة دون خبرة حسية ليست ممكنة بغض النظر عن مدى تفكيرك فيها.
ما هي نظرية المعرفة عند أفلاطون؟
اعتقد أفلاطون أن الحقيقة أمر موضوعي وأنها ناتجة عن المعتقدات التي يتم تبريرها في العقل، وعليه فإن المعرفة نتيجة مبررة، كما أنها والمعتقدات مفهومان مختلفان لكنهما بنفس الوقت مرتبطان، بما أن الحقيقة نتيجة مباشرة للتفكير المنطقي، لكنها تنتج من أفكار وأشكال تتجاوز الوعي الإنساني أحيانًا، ويعتقد أفلاطون أن المعرفة مدفونة في اللاوعي ، وأننا نستفيد منها عند معرفة الأشكال، وحسب مبدئه هذه نتيجة مباشرة للإيمان، ولا يمكن تعليمها بل تولد مع الشخص نفسه، فكل الأشياء توجد بحالة نقية وأبدية لا تتغير، والروح تمر عبر مستوى عال من الوعي، ولها معرفة مسبقة بالأشكال في حالتها النقية، واستخدم أفلاطون الرموز والقصص لنقل أفكاره، العقل والمعرفة هما عنصرا الوجود المعرفي عند أفلاطون.
من هو أفلاطون؟
هو فيلسوف يوناني ولد سنة ٤٢٨ قبل الميلاد، ترعرع ضمن عائلة من الطبقة الاجتماعية والسياسية العالية مما أتاح له فرصة لتناول العلوم المختلفة في موضوعات متعددة وتحت يد نخبة من المعلمين. عُرف أفلاطون بذكائه وحنكته حتى أصبح تلميذًا مشهورًا جدًا لسقراط. وبعد أن فقد سقراط حياته واصل أفلاطون علمه وتعليمه للفلسفة بأمانة، ومن أبرز إنجازات أفلاطون تأسيسه للأكاديمية حيث أتيح دراسة للناس دراسة مجموعة من الموضوعات تحت يد مجموعة من الأستاذة المبدعين، كما اشتهرت كتابات أفلاطون بأسلوب الحوارات ونقاشه للشخصيات، وتعمل فلسفة أفلاطون بشكل مباشر على تشجيع الطلاب على التعامل مع الموضوعات بطرق مختلفة ويعلمهم الشك في الحواس والنتائج التي تأتي من خلالها والبحث أكثر وإعادة التفكير في كل نتيجة.