نظرية المعرفة عند أرسطو
فلسفة أرسطو
جاءت فلسفة أرسطو بشكل مستقل عن فلسفة أفلاطون وهي ظهرت لتحدّ من نزعة أفلاطون المثالية ومن غلوه، فهي تهتم بالواقع وبما هو محسوس، كما أنها تنظر إلى الطبيعية نظرة علمية حسب المنطق فهي تسير بتسلسل وتدرج واستدلال وتؤكد على المعرفة والحقائق والأخلاق كم أنها تسير بشكل موضوعي.
نظرية المعرفة عند أرسطو
قام أرسطو بمحاربة الخرافات والطلب من الناس تحكيم العقل في حياتهم، فالمنطق هو أحد العلوم التي تطرّق إليها والذي يعمل على دراسة التفكير الذي يستخدم البلاغة، فالمنطق يساعد الفرد على التفكير السليم، فيرى أرسطو أن العلاج الابتدائي لدى الناس هو العمل على التفكير بشكل منطقي والنظر إلى الأمور بمنظار العقل، فالشعوب الجاهلة تحتاج في البداية نزعة عقلانية ثم نزعة علمية.
قام أرسطو بالبحث في وسائل المعرفة الإنسانية ، فأغلب الناس تعتقد أن الحواس هي الوسيلة للمعرفة، لذلك بدأ أرسطو في عملية البحث بالحواس فوجد أن طبيعة الحواس تؤكد المحدودية والقصور، ثم بدأ بالبحث فيما يمكن أن يقوم به العقل، فوجد أنه قادر على بناء المعرفة الإنسانية من خلال الحواس، فالعقل هو الأساس للإنسان، يمكن من خلاله الاستدلال والقياس والتنظيم في مناحي وجوانب حياته كافة وبالتالي يحصل البناء المتكامل فيما يخص المعرفة المتعلقة بالعالم من خلال القدرات العقلية التي يمتلكها الإنسان، كما أن أرسطو اهتم بدراسة المعرفة ولكنه لم يفصلها عن المنطق والميتافيزيقا .
المبادئ العقلية المنطقية في نظرية المعرفة عند أرسطو
تتمثل هذه المبادئ فيما يلي:
- مبدأ الهوية: ويقصد بذلك أن الشيء يبقى كما هو لا يتغير 1 1=2، فلا يمكن التغير مهما حصل من تغييرات داخلية وخارجية، ويسمى هذا المبدأ بمبدأ الذاتية فمثلًا عندما يبحث الشخص عن قلم ويجد القلم فالقلم الذي يبحث عنه هو نفس القلم الذي يجده لا يتغير.
- مبدأ عدم التناقض: نعم أو لا، فلا يمكن لمتناقضين أن يجتمعا فالجواب على سؤال ما هو نعم أو لا فلا يمكن أن يجتمعا نعم ولا مع بعضهما، فإما الشيء موجود وإما أن يكون غير موجود، ويعتبر هذا المبدأ هو الركيزة الأساسية عند أرسطو.
- المبدأ الثالت المرفوع: نعم أو لا، لا ثالث لهما، فلا يوجد ما يسمى بالوسط، ويسمى هذا المبدأ بالوسط المستبعد فإما أن ينجح الطالب بالاختبار وإما أن يرسب لا يوجد خيار وسط.
- مبدأ العلية: ويقصد بذلك أن لكل علة معلول، ولك شيء سبب، وحدد أرسطو أسباب العلل فقط تكون العلة مادية أو صورية أو فاعلة أو غائبة.
العناصر الأساسية لنظرية المعرفة عند أرسطو
تتمثل هذه العناصر بما يلي:
- أولوية الحواس: الحواس هي نقطة البداية نحو المعرفة، فيمكن إثارة النشاط الفكري للإنسان من خلال الحواس كالعينين والأذنين والروائح وغيرها من الحواس.
- خلق المفاهيم: بعد وصول البيانات الحسية فالإنسان قادر على الوصول إلى استنتاج معين من خلال القدرة على الخيال، وهذا يتم من خلال سلسلة من الآليات العقلية، فكل شيء يبدأ من خلال الانطباع الإدراكي.
- أن تعرف من هو بالتحديد: وهي عملية تحديد الهوية، ويتم هذا من خلال الجمع بين الخيال والذاكرة لدى الإنسان ، فمن خلال ذلك نحن نعرف أن البذرة تأتي بالشجرة ويتم بناء المنازل والقوارب من خلال جزء من الشجرة، فالحواس عند الإنسان تعمل على خلق الأفكار المجردة غير المحسوسة كما أنها تشكل الواقع المادي.
- خلق عالمي: أن ما نراه وما نسمعه لا يقتصر فقط على الشيء الذي نراه ونسمعه، فهناك عناصر افتراضية يصل إليها الإنسان من خلال المعرفة والعقل.
موقف أرسطو من الإدراك الحسي والحس الباطن والعقل في نظريته
يتمثل موقفه فيما يلي:
- الإدراك الحسي: يقول أرسطو إن الحس يعطينا المادة والمعلومات بشكل مفكك، والعقل هو الذي يقوم بالربط بين هذه المعلومات ويستنتجها، فالحس هو الخطوة الأولى للمعرفة وهي النافذة نحو العالم الخارجي، فهي تزودنا بالمعطيات وتسمح لنا بالملاحظة والتجريب، وهناك نوعان من المحسوس منها ما يدرك بالذات ومنها ما يدرك بالعرض.
- الحس الباطن: وهي تشمل الحواس الخمسة والتخيل والحس المشترك وهو إحساسنا بشيء ما كالعدد والشكل والمقدار، فالحس الباطن هو حس داخلي للنفس فهو أرقى من الحس الظاهر، فهو يستطيع التمييز بين المحسوسات والوعي بالإدراك وإدراك المحسوسات ، والتخيل قد يكون على صواب أو على خطأ.
- العقل: هو الجزء الأشرف والأكمل والأعلى مرتبة في النفس، فالعقل يعمل على انتزاع الصورة الكلية الموجودة في الماديات.