نشأة الصحافة وتطورها في مصر
نشأة الصحافة في مصر
نشأت الصحافة في مصر مع إنشاء أول مطبعة حكومية على يد الخديوي محمد علي باشا في عام 1822م، وهي مطبعة بولاق، واختصت هذه المطبعة في طباعة كتيبات الجيش ودليل الإدارة الرسمي والكتب المدرسية.
ويُشار إلى أن هذه المطبعة تعتبر أول مطبعة عربية أصلية أنشأها المسلمون في مصر، بالإضافة إلى أنها أول مطبعة حكومة في قارة أفريقيا، بغض النظر عن المطابع قصيرة الأجل التي أنشأها نابليون بونابرت أثناء حملته على مصر، والتي كان هدفها عسكري بالمقام الأول.
ومن الجدير بالذكر أنه وبين العامين 1822م و1842م نشرت مطبعة بولاق نحو 243 كتابًا تخصص الجزء الأكبر منها (نحو 48 كتابًا) في المجال العسكري والبحري، نظرًا لخوض مصر في تلك الفترة غزوًا بحريًا من الأسطولين الفرنسي والإنجليزي.
تطور الصحافة في مصر
مرت الصحافة المصرية بالكثير من المراحل، وهذه أبرز المحطات في تاريخ تطورها موضحة فيما يأتي:
التطور في الحكم العثماني
شهدت الصحافة المصرية تطورًا غير مسبوق في عهد السلطان إسماعيل، لأنه كان يرغب في تحويل مصر إلى دولة عصرية، لذا قام بإنشاء عددًا من المشاريع الضخمة، وإحدى أبرز هذه المشاريع توفير وسيلة إعلامية تسهل عمل الجهاز الإداري في المقام الأول، وهو ما جعله يهتم بإنشاء جريدة الوقائع المصرية .
ومن الجدير بالذكر أن الصحافة في عهد السلطان إسماعيل لم تقتصر على جريدة الوقائع، فسرعان ما أمر السلطان بإنشاء جريدتين أخريين لتكونا بمثابة الناطق الرسمي باسم الجيش المصري، وكان الغرض الأساسي منهما نشر الأخبار والمعارف الحربية وغير الحربية بين أفراد الجيش وطلبة المدارس العسكرية، وهاتين الجريدتين هما:
- الجريدة العسكرية المصرية صدرت في عام 1865م.
- جريدة أركان حرب الجيش المصري صدرت في عام 1873م.
ويُشار إلى أن الكتابة في هذه الجرائد اقتصر على العسكريين، لذا ومع زيادة أعداد المتعلمين في مصر في عهد السلطان إسماعيل أدى ذلك إلى صدور صحف مدنية متنوعة، مثل صحيفة يعسوب الطب، وصحيفة روضة المدارس.
التطور في الثورة العرابية
كانت الصحف المصرية في هذا الوقت بمثابة مسرح سياسي وفكري بين مؤيدي الثورة العرابية وبين معارضيها، وشهدت أقلام تلك الفترة تبدل المواقف السياسية والفكرية لأصحابها، وهو ما ساعد على رفد الشعب بأفكار نيرة ساهمت في تشكيل مواقفه القادمة.
التطور في ثورة مصطفى كامل
جاءت ثورة الزعيم القومي مصطفى كامل لمساعدة مصر على استعادة شخصيتها وترسيخ هويتها بعد انقضاء فترة الاحتلال البريطاني وتحييد آخر زعماء الحكم العثماني على البلاد.
عندها أيقن الشعب أن الارتقاء بالمواطن المصري مرتبط بقوة بتعزيز دور مصر، وتمت ترجمة ذلك من خلال الصحافة المصرية التي لعبت دورًا لا يستهان به إيقاظ الفكر والعقل، ونشر الثقافة والمعلومات الصحيحة.
التطور في العصر الحديث
تمتع القطاع الصحفي قبل ثورة 1952م بالحرية الفكرية والسياسية، وهو نضج سياسي لم تشهده مصر مسبقا، وبالرغم من أن هذه الفترة لم تستمر طويلا إلا أنها سرعان ما عادت بعد انتهاء فترة الحد من حرية الصحافة وحرية الصحفيين بانتقاد رأس الهرم.
أما خلال القرن الواحد العشرين فتح الباب على مصرعيه أمام الجميع، فالتطور التقني سهل من نشر المعلومات وإيصالها إلى أكبر قاعدة جماهيرية في غضون بضعة ثوان.