نبذة عن مسرحية سليمان الحكيم
معلومات عن مسرحية سليمان الحكيم
نشرت هذه المسرحية أول مرة في عام 1943م، وهي من أشهر روايات الكاتب والمسرحي المصري الشهير توفيق الحكيم ، وجاءت المسرحية في نحو 129 صفحة، ويعود الكاتب في هذه المسرحية إلى الماضي ليعيد إحياء كثير من القصص التي اندثرت بقالب جديد بما يناسب العصر، من أجل إحياء قيَم الحب والعدل والحكمة والتسامح والأمل.
ولذلك جاءت قصة سليمان الحكيم مجسدة لتلك الأفكار والمشاعر العظيمة، حيث أنَّ الصراع بين عدة أطراف فيها ساهم في بعث تلك الأفكار من جديد، وقد اعتمدَ الكاتب في كتابة مسرحيته على أحداثها التي وردت في القرآن الكريم وكتاب التوراة و كتاب ألف ليلة وليلة ، وقدَّم من خلال تلك المعلومات عملًا غنيًا بالحكم والإشارات الفريدة بأسلوب فريد.
وقد اعتاد توفيق الحكيم على بعض مثل هذه القصص القديمة بقالب جديد مسرحي، كما فعل في مسرحية أهل الكهف والتي أحيا فيها قصة أهل الكهف، وفي مسرحية شهر زاد ومسرحية بجماليون أحيا قصصًا من التراث والأساطير القديمة، واستخدمها للتعبير عن أفكار جديدة، وباعثًا حكمًا عظيمًا، وتاركًا دروسًا قيمة.
ملخص مسرحية سليمان الحكيم
تتحدث المسرحية حول سليمان الحكيم عليه السلام، وقد قسم الكاتب مسرحيته إلى سبعة فصول، وفيما يأتي تلخيص مسرحية سليمان الحكيم:
العثور على القمقم
يظهر في المشهد الأول الصياد على شاطئ البحر في اليمن ، وبينما كان يخرج الشباك من البحر وجد فيها قمقمًا نحاسيًا عليه ختم الملك سليمان فظنَّ أن بها كنزًا، ولما فتحه خرج دخان كثيف من القمقم ثمَّ ظهر عفريت ضخم، وكان قد حبسه الملك سليمان الحكيم جزاء عصيانه لأوامره في نقل الأخشاب والحجارة من أجل بناء بيت الرب تعالى.
كان العفريت قد أقسم على أن يقتل من ينقذه حتى يحافظ على حريته، ولكنَّ الصياد ناقشه، ووعده أن يذهب الصياد إلى الملك سليمان ويتوسل إليه ليعفو عن العفريت، بالمقابل يصبح العفريت عبدًا للصياد ويقوم بتنفيذ جميع أوامره، وأن لا يقوم بأفعال تعود عليهما بالضرر وعلى أن يضعا نفسيهما في خدمة سليمان الحكيم.
سليمان وبلقيس
أرسل الملك سليمان طلبًا وراء الملكة بلقيس حتى تأتي إليه، وبعد أن وقعت في حيرة كبيرة وتأخرت في الرد، قرر سليمان أن يحضر عرشها قبل أن تصل إليه، فتقدم العفريت متطوعًا لإحضاره، وخلال طرفة عين أحضرته، وعندما وصلت بلقيس وقد أحضرت معها أسير ابن ملك البلاد التي غزتها، وكانت تخفي حبها له، ولكنه لم يكن يميل إليها.
حاول الملك سليمان أن يحظى بقلب بلقيس ويؤثر عليها ولكنه لم يستطع، ورغم كل ما يملكه من قوة وقدرات فشل في الاستيلاء على قلبها، وحزن سليمان لأنه علم أنها تحب أسيرها، وأعد العفريت خطة وعرضها على سليمان، من أجل استمالة قلب بلقيس، وهي أن يحوِّل الأسير إلى تمثال ويضعه وسط بركة، وإذا امتلأت البركة بدموع بلقيس تعود إليه الحياة.
موت سليمان
يوافق سليمان على الخطة، وتجلس بلقيس تبكي عن البركة حتى كادت تمتلئ، وقبل أن تمتلأ البركة بدمعتين دعاها سليمان إلى الحديقة، وأخذ العفريت الخادمة شهباء حتى تكمل ملء البركة ويستيقظ الأسير، ويعترف بحبه لشهباء، عند ذلك دخلت بلقيس ورأت الأسير يتوسل إلى وصيفتها فسقطت مغشيًا عليها، وقررت الرحيل بعد ذلك.
أمَّا سليمان فقد ندم على تلك الخطة، ومرض سليمان مرضًا شديدًا، وجلس مدة وهو متكئ على عصاه، وكان قد مات ولم يعلم أحد في المملكة بموته، وبقي كذلك إلى أن سقطت عصاه بفعل حشرة نخرت في العصا.
اقتباسات من مسرحية سليمان الحكيم
تتضمن كتابات توفيق الحكيم على كثير من الحكم والعِبَر، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من مسرحية سليمان الحكيم:
- الصداقة إنها الوجه الآخر غير البراق للحب ولكنه الوجه الذي لا يصدأ أبدا.
- إن اليوم الذي يمتلئ فيه الحكيم شعورًا بحكمته، هو أقرب الأيام إلي ساعة انكشاف الرداء عن حمقه المضحك.
- القوة تعمي بصائرنا أحيانًا عن رؤية عجزنا الآدمي، وتنسينا ما منحنا من حكمة، وتزين لنا المضي في كفاح لا أمل لنا فيه.
- إني عجزت عن نفعك ونفع نفسي، في يدي القدرة الهائلة، في يدي الأعاجيب والعبقرية والمواهب، في يدي الكنوز، أنا المسيطر على الجن والإنس، والرجال والأموال، ومع ذلك هل أجدى لي كل هذا شيئًا أمام قلبك.