نبذة عن كتاب المواقف في علم الكلام
التعريف بكتاب المواقف في علم الكلام
المواقف في علم الكلام؛ هو كتاب من تأليف العلامة عضد الله والدين القاضي عبدالرحمن بن أحمد الإيجي، ويقع في حدود 458 صفحةً، ويُعد من أمهات الكتب في علم الكلام، وغالبًا ما يرجع له الباحثون عند التعريف بعلم الكلام الإسلامي، وعبدالرحمن الإيجي من أصول إيرانية، وُلد في بلدة إيج، بالقرب من شيراز، وعرفت بأنها منارة للعلوم والفقه .
مفهوم علم الكلام عند الإيجي
عرف الإيجي علم الكلام على أنّه العلم الذي يهدف إلى إثبات العقائد الدينية، ودفع الشبهات عنها، ويُقال في بعض المراجع أنّه علم العقائد، ويُقصد بالعقائد ما وقع في نفس الإنسان، دون أن يثبت بالعمل؛ لأنّ العمل يحتاج إلى معايير أخرى، والعقائد تشمل ما ورد في القرآن الكريم، وما نُسب إلى الرسول الكلام، وقال الغزالي : إنّه العلم الذي يتم من خلاله حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها، وصونها من تشويه أهل البدع.
إلّا أنّ مفهوم الإيجي أكثر اتساعًا، وشمولًا؛ لأنّ الغزالي استثنى طوائف ومذاهب، فلا يشمل تعريفه إلّا المذهب السني، فقط، لكن هنالك فرقًا أخرى شملها علم الكلام، كالمعتزلة الذين أخرجهم من دائرة التعريف، ولذلك كان لمفهوم الإيجي في علم الكلام الحظ الكبير بين أوساط الباحثين، والأكاديميين المتخصصين في علم الكلام.
تقسيم كتاب المواقف في علم الكلام
نظرًا لموسوعية كتاب المواقف في علم الكلام ، ذهب الناشر إلى وضع فهارس دقيقة، فالفهرس لوحده يقع في حدود 17 صفحةً بالإضافة إلى الفهارس الأخرى المتعلقة بكتب المؤلف، والشروحات الخاصة بها، ويشمل الكتاب الهوامش والحواشي التي تلزم الباحث لتسهيل فهم مضمون الكتاب، وقسّم الإيجي الكتاب إلى أبواب سُميت بالمواقف، وتضمنت عناوين فرعية، وفصولًا، ومقاصد.
في ضوء ما سبق، من حيث الشمولية شمل الكتاب معظم المذاهب والفرق الإسلامية؛ كالأشاعرة "المرجئة" والمعتزلة، والخوارج والشيعة، فالتقسيم الأساسي يكون للقضية، أمّا الفروع فتكون موقف كل فرقة من القضية المذكورة في العنوان الرئيسي، بالإضافة إلى تفصيلات أخرى، أمّا الموقف الأول فهو مدخل تعريفي ومفاهيمي، ويشمل على العديد من النقاط الهامة، مثل ما يأتي:
- تعريف علم الكلام.
- موضوع علم الكلام.
- مرتبة علم الكلام.
- فائدة علم الكلام.
- سبب تسميته بعلم الكلام.
مقتطفات من كتاب المواقف في علم الكلام
مقتطفات من كتاب المواقف في علم الكلام فيما يأتي:
- قال بعض الفضلاء: حاصل الدليل أنا نعلمه تصورًا ولا نعلمه تصديقًا، فلا ينتج، إذ الوسط غير مكرر، وليس له ورود، إذ الاستدلال بأنا نشك في ثبوته للماهية، ولا شيء من الماهية وجزئها مما يشك في ثبوته للماهية.
- مقابلة الوحدة والكثرة ليست ذاتيةً، لأنهما لا يعرضان لموضوع واحد بالشخص، ولأن الوحدة متقدمة على الكثرة؛ فلا تكون متضايقة ولا ضدًا لها، ومقومة فلا تكون عدمًا ولا ضدًا، بل بينهما مقابلة بالعرض.