نبذة عن كتاب الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني
نبذة عن كتاب الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني
التعريف بالكتاب
كتابٌ في البلاغة ألّفه الإمام الخطيب القزويني وهو شرح على كتاب تلخيص المفتاح الذي ألفه الإمام الخطيب القزويني والذي كان اختصاراً لكتاب المفتاح في علوم العربية للإمام السكاكي، وكتاب الإيضاح تضمن كل شاردةِ وواردة من علوم البلاغة فكان المرجع لبعده ممّن ألف في علم البلاغة .
وهو من أهم البحوث في علم البلاغة وأكثرها تفصيلاً، وقد جمع المؤلف فيه كثيراً من آراء المتقدمين وخصَّ من بينهم عبد القاهر الجرجاني إمام البلاغة والسكاكي فيلسوف البلاغة، وهو من الكتب المقررة في شتى الكليات والجامعات للدرسات العليا، شرحه الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي في ستة أجزاء ليكون مرجعاً لطلاب العلم وقد أثنى على هذا الشرح من جاء بعده.
التعريف بالمؤلف
محمد بن عبد الرحمن بن عمر، أبو المعالي، جلال الدين القزويني تفقه على مذهب الإمام الشافعيّ، المعروف بخطيب دمشق، واشتهر باسم الخطيب القزويني، ولد في الموصل في العراق وأصله من قزوين وإليها ينسب، وهو أديب الفقهاء، درس علوم الشريعة واللغة، وتولى القضاء في دمشق ومصر، وله عددٌ من التصانيف أهمها:
- تلخيص المفتاح
- الإيضاح في شرح تلخيص المفتاح
- السور المرجاني من شعر الأرجاني
شروح الإيضاح والحواشي عليه
اهتم العلماء بكتاب الإيضاح شرحاً وتبياناً وإضافة حواشٍ عليه قديماً وحديثاً لأهميته في بابه، ومن هذه الشروح:
- (الأطول) لعصام الدين الحنفي.
- (المطول) و(المختصر) لسعد الدين التفتازاني وعليهما حاشية.
- (مواهب الفتاح) لابن يعقوب المغربي.
- (شرح التلخيص) لأكمل الدين البابرتي.
- (شرح التلخيص) لعبد الرحمن البرقوقي.
- (عروس الأفراح) لبهاء الدين السبكي.
- شرح محمد هاشم دويدري وهو شرحٌ مختصر.
- (معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص) لأبي الفتح العباسي وهو شرحٌ لشواهد الإيضاح.
- (بُغْية الإيضاح لتلخيص المفتاح) لعبد المتعال الصعيدي في أربعة أجزاء وقد جعله الأستاذ الدكتور عبد العزيز الحربي من أفضل الشروح على الإيضاح.
مكانة الإيضاح في علم البلاغة
نشأت البلاغة عربيةً فصيحةً في عهدها الأول حتى دخلت عليها العجمة فاحتاج الناس إلى تعلمها فبدؤوا بوضع القواعد والأصول لها، حتى غلبت عليها الصنعة، وزاد الطين بلةً دخول علم المنطق عليها، فجعلها تبتعد عن معناها الأصيل، وصار الأمر فيها حفظ قواعدها والتسميات والمصطلحات التي وضعت لها.
حتى جاء الإمام عبد القاهر الجرجاني الذي يعد إمام البلاغة بكتابيه ( أسرار البلاغة ) و(دلائل الإعجاز) فأعاد للبلاغة رونقها وجاء بعده السكاكي في كتابه (المفتاح في علوم العربية) وجعل قسماً منه لتقرير علوم البلاغة بعلومها الثلاثة: البيان والمعاني والبديع وزاد على تقريرات الجرجاني، ثم جاء القزويني فوضع (تلخيص المفتاح) ولكن كان بنظره متناً مختصراً اختصاراً مُخلًّا.
فوضع شرحه الإيضاح ليكون متوصاً بين متنه المخل وأسلوب عبد القاهر الذي كثر فيه الإطناب ليربي طالب البلاغة على التدرج في الطلب، ولكن المتأخرين اعتنوا بالتلخيص وأهملوا الإيضاح، خاصةً مع شرحي السعد التفتزاني على التلخيص فوضعوا عليها الشروح والحواشي وزادوا التقريريات والقواعد وسيطر علم المنطق على البلاغة.
وهكذا فقدت البلاغة بريقها ونحت غير المنحى الذي وضعه الإمام عبد القاهر الجرجاني وفي خضم هذا كله يبقى للإيضاح بريقه الذي لا يخفت في علم البلاغة فمُؤلفه سار على طريقة الإمام عبد القاهر الجرجاني إمام الفن، تربي الطالب على امتلاك الملكة البلاغية بعيداً عن التقريرات وتقسيمات المصطلحات.
أبواب الكتاب
شرح الكتاب علوم البلاغة الثلاثة وهي:
علم المعاني
ابتدأه بتعريف علم المعاني ، والباب الأول كان عن الإسناد الخبري والحقيقة والمجاز العقليان، والباب الثاني كان لشرح المسند إليه، والباب الثالث في ذكر المسند، والباب الرابع كان في التقديم والأخير في الجملة الفعلية، والباب الخامس ذكر فيه القَصْر وأدواته، والباب الخامس ذكر فيه الإنشاء، والباب السادس في ذكر الإطناب والإيجاز والمساواة، وكان في ذلك كله يذكر أمثلة لتدريب الطالب.
علم البيان
ابتدأه بتعريف علم البيان ، والباب الأول كان عن التشبيه وذكر جميع أقسامه وما يتعلق به، والباب الثاني ذكر فيه الحقيقة والمجاز، وذكر قسمي المجاز الاستعارة والمجاز المرسل، والباب الثالث ذكر فيه الكناية، وكان في ذلك يذكر الأمثلة على كل بابٍ.
علم البديع
ابتدأه بتعريف علم البديع جعله على قسمين القسم الأول عن المحسنات المعنوية كالطباق والمقابلة ومراعاة النظير وغيرها، والقسم الثاني عن المحسنات اللفظية كالجناس والسجع، وكان يذكر أمثلة على ذلك، ثم ذكر فصلين يلحقان بعلم البديع الأول عن السرقات الشعرية والثاني عن أساليب التأنق في الكلام.