نبذة عن رواية طوق الياسمين
تعريف حول رواية طوق الياسمين
نشرت هذه الرواية أول مرة في عام 2003م، وهي من تأليف الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، جاءت الرواية في نحو 285 صفحة، وقد صدرت عن دار ورد للطباعة والتوزيع، تطرَّق الكاتب في هذه الرواية إلى العديد القضايا السياسية والدينية والاجتماعية والنفسية التي يعاني منها الناس في العالم العربي، وذلك من خلال قصص رومانسية لطيفة.
حيثُ يحاول الكاتب من خلال استخدامه اللغة الشاعرية الوقوف على المشكلات الحقيقية التي تواجه الإنسان ويصعب عليه فهم كنهها وإدراكها، والكشف عن عوالم مخفية في النفس الإنسانية للوصول إلى أعماق الإنسان، ويبحث حول أسئلة ما زال الإنسان يبحث عنها منذ بدء الخليقة حول الذات والآخر والحب والكراهية والخيانة والإيمان، ومجموعة من التناقضات التي تعتري النفس البشرية ويسعى لفهم لغزها، وتعد هذه الرواية من أشهر رواياته، وتدور أحداثها في مدينة دمشق في سوريا.
ملخص رواية طوق الياسمين
تدور أحداث الرواية حول قصص الحب وصراعها مع الأديان وقوانينها، وتتألف الرواية من أربعة فصول: سحر الحكاية، الطفلة والمدينة، بداية التحول، مسالك النور، وفيما يأتي ملخصها:
مريم وحبيبها
تروي أحداث الرواية الشخصية الرئيسية فيها وهي الشابة مريم، والتي تعيش قصة حب جامحة مع الراوي نفسه والذي لا يعبر عن اسمه، وهي طالبة جامعة جزائرية تدرس في دمشق في العشرينيات من العمر، طيبة وذات جمال باهر، ولكنَّ ظروف الحياة حاصرتها، وتقع في حب الراوي نفسه، وتطلب منه الزواج ولكنَّه يخبرها أنَّه لا يستطيع الزواج منها.
تصاب مريم باليأس وتخبره أنَّها ستقبل بالزواج من صديقهما صالح الذي يلاحقها، فلا يرد الحبيب عليها ويترك لها حرية الاختيار، حتى أنه لا يردعها عن ذلك، وبعد ذلك تشعر بخيبة أمل كبيرة جدًا من عشيقها الذي لم يبذل أيَّ جهد لبقائها قربه، فتتزوجت من صالح الذي لم يكن كما تريده كشريك أو زوج، وتعاود التفكير بحبيبها السابق بعد الزواج.
عيد عشاب وسيلفيا
يقع عيد عشاب وهو شاب مسلم في الحب مع سيلفيا وهي فتاة مسيحية دمشقية، وتحبه هي أيضًا، ويتقدم للزواج منها، ولكنَّ والدها يرفض ذلك بسبب اختلاف الدين بينهما، ويقرر الوالد أن يزوج سيلفيا من ابن أخيه لينهي تلك المسألة، ينهار عيد وينغمس في الضياع والتشتت، بينما تعيش سيلفيا مع زوجها كما أراد والدها وتنجب منه أطفالًا وتعيش حياة سعيدة.
نهاية العاشقة مريم
تمثل نهاية مريم الفاجعة الكبرى في الرواية، إذ إنّها ترجع إلى اللقاء بحبيها القديم رغم زواجها، وتلتقي به في شقته في سوق ساروجة في دمشق، وتظهر الندم له على زواجها وتركه، وتقضي معه أوقاتًا سعيدة، وعندما تنجب منه ابنتها تموت هي وابنتها عند الولادة، وتتركه للشقاء والحزن.
نبذة عن مؤلف رواية طوق الياسمين
ولد واسيني الأعرج في عام 1954م، ويعد من أشهر الكتاب والروائيين الجزائريين، يشغل منصبَ أستاذ في جامعة السوربون وفي جامعة الجزائر المركزية، ويعدُّ من أهم الروائيين في العالم العربي، وتنتمي أعماله إلى المدرسة الجديدة في الأدب والتي ليس لها شكل أو لون واحد، ويكتب باللغة العربية واللغة الفرنسية على حد سواء.
ويعتمد في أسلوبه على أساليب تعبيرية حية وجديدة، وعلى تحريك اللغة وزلزلتها وهز يقينياتها، وعند ذلك تصبح اللغة مجال بحث دائم، ومن أهم أعماله: ذاكرة الماء ، البوابة الزرقاء، نوار اللوز، ضمير الغائب، مرايا الضرير، نساء كازانوفا، سيرة المنتهى عشتها كما اشتهتني، وغيرها.
اقتباسات من رواية طوق الياسمين
فيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية طوق الياسمين:
- هكذا تبع المثقفون هتلر وموسولينى وستالين يومًا وساروا خلفهم إلى الحافة راضين، وهكذا سيرضخون لكل منجم دجال ما دامت الحياة.
- أحيانًا تجبرُك الظروف على أن تصبح شخصًا لم تتخيل يومًا أن تكون، هكذا هي الظروف وهذه هى مشيئة القدر.
- السعادة لا تحتاج إلى استحالات كبيرة، أشياء صغيرة قادرة على أن تهزُّنا في العمق.
- لا عجب أن المثقفين هم من أكثر زوار الدجالين والمشعوذين وقارئي الفنجان فهم ببساطة مهزوزون من داخلهم فكلما حصلوا من العلم قدرًا أدركوا أنهم ما زالوا على البر أطفالًا لا تجيد السباحة.
- في كل امرأة شيء من المستحيل وفي كل رجل شيء من العجز، والغباوة في كشف هذا المستحيل.
- العلم بحر لا نهاية له لذا يبحثون بشغف عن شخص وصل لليقين الكامل كى يأخذ بأيديهم ليريحهم من التخبط والشك، شخص يتكلم عن المستقبل كأنه رسول واثق من علمه كإله أزلى ولا يدَّعى اليقين الكامل في فصيلتنا إلا الجاهل المتعجرف.