نبذة عن رواية صخرة طانيوس
تعريف حول رواية صخرة طانيوس
رواية صخرة طانيوس هي رواية كتبها الأديب والكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف ، تدور أحداثها في ضيعة لبنانية تسمى عين القبو، وتحكي قصة الفتى المسيحي الذي يسمى طانيوس، والذي تعرف أمه لمياء فائقة الجمال، لكن لا يمكن معرفة من هو أبوه وما هي هويته الحقيقية؟ فهل هو جريس أم الشيخ؟ فحظ كانيوس العاثر الذي يجعله لا يعرف هوية والده، والذي يسوء حظه أكثر بعد أن يحب فتاة يكتشف أنه ابن قاتل والدها، فيهرب طانيوس وحينما يعود مرة أخرى تتوالى المصائب على رأسه وتقلب حياته رأسًا على عقب وتقربه من نهايته المجهولة. كما وتمثل أحداث الرواية أيضًا الصراع بين القوى العظمى المسيطرة في هذا الوقت، وهم مصر والإمبراطورية العثمانية وإنجلترا في منتصف القرن التاسع عشر، والسبب في هذا الصراع هو الرغبة في السيطرة على جبل طانيوس بلبنان. وهذه القصة - على حد قول الكاتب - مستوحاة من قصة حقيقية، ألا وهي قصة اغتيال البطريرك الماروني في القرن التاسع عشر، على يد أبو كشك معلوف، الذي فر إلى قبرص بعد أن قام باغتياله، لكن أعيد إلى البلاد وتم إعدامه.
نقد رواية صخرة طانيوس
رواية ذات حبكة قوية تحكي عن طانيوس ذلك الفتى العاثر الذي يعيش حياته بشكل مختلف عمن هم في سنه، بسبب جهله لوالده الحقيقي، وحظه الأسوأ الذي يوقعه في حب فتاة يصبح هو ابن قاتل والدها، ومن مميزات الرواية أن أحداثها تدور في زمن قديم، وهذا ما يجعل محبين التاريخ من عشاق هذه الرواية، لقدرة معلوف فيها على ربط القارئ بالأحداث ودمجه بقوة مع تاريخ الأبطال. برع معلوف في رسم ملامح شخصيات روايته، خصوصًا طانيوس بطل الرواية، الذي رسم معلوف شخصيته كشاب قوي وشجاع يندد بالظلم ويرفضه، في أكثر الأوقات التي يسود فيها الظلم والطبقية في المجتمع. وأضفى على شخصيته جانب عقلاني ذو نزعة متشككة، فهو يشك في كل ما حوله ويفكر فيه، سواء القوانين، المبادئ الاجتماعية، العادات والتقاليد وغيرهم، لذا فإنه يظهر طوال الوقت في صورة شاب محتج ومبتكر في آن واحد.[1]اقتباسات من رواية صخرة طانيوس
أمين معلوف يبرع في التعبير عما يريد إيصاله للقارئ بعبارات ملهمة وقوية، يمكنه من خلالها التأثير على عقل قارئه وسلبه تمامًا، وعلى الرغم من أنه كتب الكتاب بلغة غير العربية " اللغة الفرنسية "، إلا أنه استطاع صياغة عبارات قوية ميزت روايته، ومن أجمل الاقتباسات التي يمكن تسليط الضوء عليها في رواية صخرة طانيوس ما يأتي:
- بمجاملتهم، جعلوا من الشيخ مستبدًا ذا نزوات؛ و بعدوانيَّتهم، جننوا الشخص الذي خلفه، جلُّ ما كان يبتغيه هو إرضاؤهم والتماس السماح، و قد كان مستعداً لتوزيع ثروته كلها من أجل أن يسمع من شفاههم كلمة امتنان، فانتهى سكرانًا في الليل يبحث عن مشغل النكت، و كانت ضحكاتهم تنفجر من البيوت المعتمة كلها، أما أنا، فغادرت الضيعة لئلا أضحك لضحكهم، لكنني سأبكي ذات يومٍ لبكائهم.
- قال لي طانيوس: عرفت امرأة لا أتكلم لغتها ولا تتكلم لغتي، لكنها تنتظرني في أعلى السلم، ذات يوم سأعود و أدق بابها لأقول لها إن سفينتنا تتأهب للسفر .
- يجب دفع ثمن كل الملذات، لا تحتقر أولئك الذين يذكرون ثمنها.
- لكل الملذات ثمن، لا تزدري تلك التي تحددها.
كاتب رواية صخرة طانيوس'
أمين معلوف كاتب لبناني ولد في 25 فبراير عام 1949م، درس الاقتصاد و علم الاجتماع في جامعة بيروت، وعمل في عدة صحف سياسية، وحين شهد الحرب الأهلية اللبنانية قرر اصطحاب عائلته لباريس وترك لبنان.
وعمل هناك في عدد من المجلات، وكتب العديد من الكتب والروايات باللغة الفرنسية، ومن أشهر مؤلفاته: سمرقند، الحروب الصليبية كما رآها العرب، ليون الأفريقي، الهويات القاتلة وصخرة طانيوس بالطبع.