نبذة عن رواية الشطار لخيري شلبي
نبذة عن رواية الشطار لخيري شلبي
الأحداث في رواية الشطار
تعدّ هذه الرواية من رويات الأدب المصري، حيث تجري أحداثها مع كلب يحكي لنا عن قصة تشرد بعد تخلي صاحب عنه، فقد عاد كلب شوارع يجوب الأحياء والطرقات، بعد أن كان له مأوى في قهوة صاحبه.
نراه يتحدث عن معاناته مع بني البشر وغدرهم الدائم، وصفهم بأنهم الذئاب والثعالب الحقيقية، فقد قتلوا أمّه وهو جرو صغير، فثبت في نفسه الكره والحقد لهم، حتى صار يصفهم ببني الأزرق، ولعل هذه التسمية جاءت من كتاب يُقرأ في القهوة، يحكي عن القصص الشعبية وبطولات الفرسان، فسماهم الكلب نسبة له.
الناظر لهذه الرواية يجد أنها تبدأ من النهاية، فالكلب يحكي لنا ما آل إليه مصيره بعد فقدان صاحبه، ومن ثمّ نجد أنّ الكلب يعود بالزمن ليحكي لنا قصة صاحبه كحكوح الذي كان يبيع بعض المخدرات، ونرى أنّ هذا الكلب الرامي كان يرافقه إلى أماكن تعاطيها وبيعها، ويصف لنا أنه كان مثقفًا محافظاً على قراءة الجرائد يوميًا على الرغم من تجارته للخمور والمخدرات.
الحبكة في رواية الشطار
تحكي هذه الرواية عن قضية انتشار آفة المخدرات في المجتمع المصري، وكيف أنّ هؤلاء التجار تحكموا في غير قليل من مرافق البلاد، فالشطّار لا يقصد بهم الكاتب الأذكياء بالمعنى الطيب، وإنما نراه يقصد هؤلاء التجار والفاسدين الذي تحكموا بهذه التجارة، ووجهوها إلى حيث يجدون فيها ثروتهم، فالشطار أخذت معناها من المدلول القديم، والتي تدل على اللصوص والمحتالين، فالكاتب يسلط الضوء على هذه الفئة من المجتمع المصري التي عاثت فسادًا به.
موضوعات رواية الشطار
ونجد أن هذه الرواية يسيطر عليها موضوعات ومشكلات اجتماعية سادت في المجتمع المصري، لا سيما قضية المخدرات التي يصفها لنا الكلب بحذافيرها، وكيفية بيعها وتعاطيها.
بالإضافة إلى قضية الكدية أو التسول ، والتي لم تكن أكثر من كونها مهنة احترفها بعض الناس في ذلك المجتمع، ونرى أنّ الكلب يسرد لنا بتعجب عن كون هؤلاء المتسولين يكنزون المال ويستعملونه في تجارة المخدرات حتى أنّ أحد أهم الشحاذين في الحي عندما تاب عن تجارة المخدرات والتسول اشترى ثلاث عمارات متجاورة في وسط العاصمة.
المكان والزمان في رواية الشطار
إن المتأمل في هذه الرواية يجد أنّها تدور أحداثها في ضواحي مدينة القاهرة في أحد الأحياء الشعبية التي انتشرت فيها جميع أنواع اأفات المجتمعية، فكان المكان في هذه الرواية مكانًا طاردًا يثير الخوف، ويدفع إلى النفور، منه، أمّا الزمان فنرى أنّ الكاتب كان يراوح بين استعمال التقنيات الزمنية، فكان يستعمل الاسترجاع، ثم يعود للزمن الحاضر.
الراوي في رواية الشطار
المتأمل لهذه الرواية، والمتتبع لأحداثها يجد أنّ الراوي فيها، والممسك براوبط السرد هو الكلب، فالكلب يحتل موقع الراوي العلي، الذي يحكي لنا الأحداث من نظرة فوقية، وكأنّه يعلم بكل شيء، وبكل حدث يحصل، فهو قد عاصر كافة الأحداث، واطلع على بني البشر وتعاملاتهم مع بعضهم وسلوكهم من الخارج، فرصد معيشته والتناقضات التي يعيشونها، فيذكر أنهم على الرغم من فقرهم كانوا أغنياء، فهم يبذخون أموالهم على الجرائد والتعاطي.
نراهم أيضًا ينهون عن كثير من المحرمات، ومن ثم يأتون إلى قهوة صاحبه فيعاقرونها، ويتعاطون المخدرات ، ويدفعون أثماناً باهظة لها، ويقرؤون الجرائد ويستمعون إلى الموسيقا، فالكاتب من خلال توظيفه للكلب كراوٍ للأحداث نجده يحاول أن يأتي بزاوية رؤيا جديدة، تراقب أدق التفاصيل في الحياة البشرية، وترصد سلوكها الغريب، والقيم التي يُتغنى بها لكن دون الأخذ والعمل بها، فالبشر في نظر الكلب كائنات عدائية متناقضة.