نبذة عن رواية أزهار الشر
نبذة عن رواية أزهار الشر
أزهار الشر (بالفرنسية: Les Fleurs du Mal) ديوان للشاعر الفرنسي تشارلز بودلير، نُشر عام 1857م، اتُّهِم على إثره بأنه غير أخلاقيّ ويُهدّد الأخلاق العامّة، ومنع كتابه من النشر أربع سنوات، ثمّ أعاد نشره مرة أخرى، لكن من دون الأجزاء التي تعرّض الأخلاق العامة للخطر.
استغرق بودلير 15 عامًا لكتابة ديوانه أزهار الشر، وخلال تلك المدة لم يكن الكتاب معروفًا جيّدًا، ثم أصبح معروفًا كعمل فني بعد سنوات عديدة، وسبب تأليفه أن بودلير أراد مفاجأة قرّاءه الذين اعتادوا على قراءة أبيات جميلة جعلتهم يشعرون أن حياتهم (بحسب بودلير) جميلة، لكنّهم منافقون ويعيشون حياة أفضل بالنسبة لأنفسهم فقط.
لم يكن بودلير من الشعراء الذين أرادوا كتابة قصائد عن الجمال والروح السامية، بل اتّجه للموضوعات السوداوية، وإلى اليوم ما زال يُنظر إلى ديوان أزهار الشر على أنه عمل غير أخلاقي وصادم، وما زال يتلقى الكثير من الردود السلبية، حتى إن القواعد اللغوية التي كُتبت فيه القصائد صارمة وغير شعرية.
عنوان الرواية
أحيانًا يُعزى عنوان أزهار الشر لمقطع كتبه المؤلف الفرنسي أونوريه دي بلزاك، الذي يقسم فيه الإنسانية بين من يُحبّون السلطة وبين المعارضين، ويصف بلزاك هؤلاء الأفراد المعارضين والمدمرين بأنهم: النبات السام المليء بالألوان التي تبهر الأطفال في الغابة…. لكنّهم الشر.
الفكرة من وراء ديوان أزهار الشر أن البشرية سقطت من نعمة الله، ويتحكّم الآن بها عامل شرير، وهو الشيطان وأتباعه، وهذا الشرير هو المسؤول عن الرغبات التي تمسّ البشر، وكل نشاط بشري، لا سيما الحب والجنس، وكل ما في الحياة ما هو إلا مظهر من مظاهر هذا الشر الأساسي أو ازدهاره.
تحليل كتاب أزهار الشر
أزهار الشر محاولة لاستخراج الجمال من الخُبث، واعتراف بالآمال والأحلام والفشل والخطايا، ويُحاول بودلير أن يشرح المثالية بأنها في المقام الأول هروب من الواقع من خلال شرب النبيذ وتعاطي الأفيون والسفر والحب، وكل هذه المثالية سببها تخفيف الأثر القاسي لفشل المرء وندمه، والمثالية ليست إلا حالة متخيلة من السعادة والنشوة والشهوة حيث لا مكان فيها للوقت أو الموت.
غالبًا ما يستخدم بودلير صورًا فريدة للتعبير عن الشعور العاطفي؛ فعندما يتحدّث عن خيبة الأمل باستمرار يتولى الطحال الحكم؛ لأنه يُشير في القصيدة إلى كل ما هو سوداوي في العالم، مثل الموت واليأس والعزلة والقتل والمرض، والطحال هو العضو الذي يزيل العوامل المسببة للأمراض من مجرى الدم، ومرتبط تقليديًّا بالضيق؛ أي أنه جعله مرادفًا للمزاج السيء، والمثالية تمثّل تجاوزًا للواقع القاسي للطحال.
على عكس الشعر التقليدي الذي اعتمد الجمال الهادئ للطبيعة لنقل المشاعر، استحضر بودلير الجوانب المصطنعة والمتناقضة للحياة؛ فكان يعتقد أن الجمال يمكن أن يتطور من تلقاء نفسه، بغض النظر عن الجمال والخطيئة، ولم يتوقف بودلير عن محاولته جعل الغريب جميلًا.
تشكل النساء المصدر الرئيسي للرمزية عند بودلير، وغالبًا ما يُمثّلن الوسيط بين المثالية والطحال، مثلًا عندما يمرر يديه من خلال شعر المرأة من أجل استحضار عالمه المثالي، فإنه يقارن بينها وبين حيوان متحلّل، ويذكّرها بأنها يومًا ما ستكون غذاءً للديدان، وعندما يتحدث عن الحب يكون خائفًا جدًّا من الموت، لذلك دائمًا ما يربط بين الحب والموت الخطير.
تعمل عناصر الرعب الخيالية من الأشباح والخفافيش والقطط السوداء والشياطين، على تضخيم القوة المدمرة للطحال ضد العقل، وكان يؤمن بصدق أنّ الشياطين تتحكّم في أفعاله اليومية، كما أن وجود الشياطين والأوهام المعذبة يجعل احتمالية الموت أكثر إلحاحًا، والتنبؤ مسبقًا بالخوف والعزلة يجلبان الموت.
شخصيات كتاب أزهار الشر
ظهرت في الكتاب شخصيات عديدة، منها ما يأتي:
- ثيوفيل غوتييه
- شاعر وناقد وشخصية أدبية.
- إينيو
الوحش الذي يتمايل مع حيوان من المخلوقات الشريرة، ويجلس ويدخن غليونه، ومن خلال لا مبالاته يُثني القارئ عن طريق الفضيلة.
- والدة الشاعر
امرأة متوحشة وقاسية تنتقد قدرها دائمًا؛ لأنها تعتقد أن إنجابها لطفلها عقوبة بسبب شهوة الإنجاب.
- القطرس
رمز للشاعر والمسيح، وهو طائر نبيل أسقطه البحارة القاسيون، ويسخرون منه ويلعبون معه.
- الفنانون
يُحوّل بودلير لوحات فناني عصر النهضة والباروك والرومانسية، مثل ( دافنشي ، ومايكل أنجلو، وديلاكروا، وبوجيت) إلى كلمات؛ فهم بالنسبة إليه يمتلكون رؤى فريدة.
- دون جوان
الإسباني الأسطوري الذي يسافر إلى الجحيم بمحض إرادته، وهو رزين، وصارم، ومتحفظ.
- اللاهوت
مفعم بالحيوية والاعتزاز، يرفع نفسه إلى مكانة رفيعة، لكنّ الكبرياء يُسقطه ويُجبره على التجول في شيء مهترئ وقبيح وعديم الفائدة.