نبذة عن الفينيقيين في لبنان
قيام الحضارة الفينيقية في لبنان
يشير اسم فينيقيا أساسًا إلى منطقة لبنان التي قامت فيها الحضارة الفينيقية، إضافةً إلى بعض الأجزاء من سوريا و فلسطين ، وتُعدّ كل من مدينة صور، وصيدا، وبيروت، والجبيل من أهم المدن التي أسسها الفينيقيون في لبنان، وقد كانت مدنًا رئيسيةً في ذلك الوقت. تشير المعلومات التاريخية إلى أن الفينيقيين وصلوا إلى لبنان في حدود عام 3000 قبل الميلاد، وقد اختلف المؤرخون في موطنهم الأصلي، وذهب بعضهم إلى أنَّهم قدِموا من منطقة الخليج العربي . ومعنى كلمة فينيقيا هي أرض الأرجوان، نظرًا لأنهم كانوا يستخرجون اللون الأرجواني ويصبغون الأقمشة به، ويرجح أنَّهم كانوا يطلقون على أنفسهم اسم كنعان، وهي مأخوذة من التجارة، كما أنَّ أرض فينيقيا كانت جزءًا من أرض كنعان المذكورة في الكتاب المقدس.
ازدهار الحضارة الفينيقية في لبنان
توسَّعت الحضارة الفينيقية شيئًا فشيئًا في البحر الأبيض المتوسط ، وأصبحت بمثابة اقتصاد عالمي مسيطر رغم أنَّها محاطة من حولها بالإمبراطوريات الكبرى، وأسس الفينيقيون العديد من المستعمرات على سواحل بلاد الشام وشمال أفريقيا، ومن أهم المستعمرات التي أنشأها الفينيقيون في غرب البحر المتوسط مدينة "قرطاج"، ويذكَر أيضًا أنَّ هذه الحضارة امتدت إلى المحيط الأطلسي، وصدرت الكثير من المواد مثل شجر الأرز والأقمشة الأرجوانية والسمك وغيرها.
وقد نشأت في تلك الفترة روابط وثيقة بين الفينيقيين في بيبلوس والدولة المصرية في عهد الأسرة الرابعة، كانت منها روابط تجارية وروابط دينية، وقد سيطر الفراعنة على معظم أراضي فينيقيا لفترة من الزمن، وقد دلَّت الآثار الفرعونية الموجودة في فينيقيا على ذلك، وامتدت فترة ازدهار الحضارة الفينيقية في لبنان من عام 1500 قبل الميلاد تقريبًا وحتى عام 500 قبل الميلاد، وكانت الأبجدية الفينيقية أعظم إنجاز قدمه الفينيقيون للبشرية.
نهاية الحضارة الفينيقية في لبنان
ساهم تقدُّم الآشوريين من الشرق في الضغط على فينيقيا وفقدان استقلالها، فقد فرض على الآشوريين الضائب وسيطروا على أجزاء منها لفترة زمنية، وفي عام 583 قبل الميلاد استولى الفرس على فينيقيا بالكامل، وبقيت تحت حكمهم إلى أن دخلها الإسكندر الأكبر، وبعد وفاتها توارث حكمها المقدونيون من بعده إلى أن سيطر عليها البطالمة في مصر عام 286 قبل الميلاد حتى عام 197 قبل الميلاد عندما سيطر عليها اليونانيون مرة أخرى.
في تلك الفترة أصبحت فينيقيا أقرب لليونانية بعد فرض الثقافة الهيلينية عليها، وقد حصلت فيما بعد كل من صيدا وصور على استقلالها، ثمَّ استولى على فينيقيا ملك أرمينيا لفترة من الزمن من عام 82 قبل الميلاد إلى أن هزم على القائد الروماني لوكولوس عام 69 قبل الميلاد، وفي عام 64 قبل الميلاد ضمَّ الإمبراطورية الرومانية سوريا إليها بما فيها مدن فينيقيا باستثناء كل من: صيدا وصور وأرواد، فقد حافظت على الحكم الذاتي.