موضوع عن التضحية من أجل العائلة
العائلة قنديل الطريق
يولد الإنسان وقد وهب الله تبارك وتعالى عائلة جعله القدر واحدًا منها، قد لا يرضى بعض النّاس عن اختيار القدر لعائلاتهم لكنّ ذلك لا مفرّ منه، ولو تأمل الإنسان جيدًا في حكمة الله تبارك وتعالى والمقصود منها لعلم أنّ اختيار الله تبارك وتعالى له كان خيرًا من اختياره لنفسه.
الإنسان يُضاء بعائلته مهما كانت تلك العائلة فقيرة أم غنية، حيث إنّ المادة لا تعني شيئًا مقابل الاتصال الروحي الذي يحظى به الإنسان من عائلته، العائلة هم قنديل الطريق وبهم يشدّ الإنسان أزره كما شدّ نبي الله تعالى موسى عليه السلام أزره بهارون عليه السلام.
كيف أرد معروف عائلتي
كل أمٍّ تُقّدم لابنها أكثر ما يُمكن من أجل رؤيته في مراتب عالية، ويحلم كل والدان أن يُريا ابنهما أفضل منهما وأن يُحقّقا من خلاله ما عجزا عن تحقيقه بسبب ظروف الحياة، لذلك لا بدّ على كل إنسان من أن يكون ممتنًا لعائلته، ولا بدّ أن يرد ذلك المعروف بطريقة أو بأخرى وأن يضحي من أجل سعادة أفراد الأسرة ولا يكون أنانيًا يطلب كل شيء لنفسه
.
لمّا يؤمن كل إنسان بالتضحية من أجل الآخر فإنّه لا بدّ من الوصول أخيرًا إلى السعادة المنشودة التي يتطلع أبناء كل عائلة، وتتنوع طرائق التضحية التي يُمكن أن يقدمها الإنسان من أجل عائلته، وأول تلك الطرائق أن يكون عونًا لهم في السراء أو في الضراء، فلو احتاجت العائلة إلى عون كان لهم السند ولو احتاجت إلى أمان كان الوطن لهم ولو احتاجت إلى حياة وهبهم حياته.
ولا تقتصر التضحية على الكبار فقط بل لا بدّ من أن يتعلم الطفل مفهوم التضحية من أجل العائلة منذ نعومة أظفاره حتى يشعر بأهمية الكينونة الخاصة بالعائلة التي لا بدّ من العناية بها، والتفرغ من أجل السؤال على الآخرين وأحوالهم وكيف يقضون أوقاتهم.
إنّ كل فرد في العائلة يُضحي بشكل أو بآخر من أجل جعل ذلك البيت واقفًا مدى الحياة، فلا شيء في الحياة يُقدّم على طبق من ذهب، ولا بدّ لكل فردٍ من أفراد العائلة أن يتمتع بليونة الطبع وحسن التعامل من أجل مصلحة العائلة كاملة.
عائلتي هم الأمان
إنّ العائلة هي الجسر الذي يتكئ الإنسان عليه، ولا يُمكن الاتكاء على ذلك الجسر ما لم يكن قويًا صلبًا يتحمل تعب أبنائه وإرهاقهم من الحياة، ولا يشعر الإنسان باللمسة الحانية والحضن الدافئ سوى من عائلته مهما تعددت الأيادي التي تربت عليه.
ومهما كثر أصدقاؤه من حوله فإنّ لا شيء يًمكن أن يحلّ محل العائلة، ذلك الجبل القوي العتيد الذي يحتمي الأبناء به من صقيع الشتاء وحر الصيف، فيكون نعم الراعي لهم ويكونون نعم الرعية، العائلة فقط هم رمز الأمان على هذه الأرض.