موضوع حول ظاهرة الهجرة
تعريف ظاهرة الهجرة
يُمكن تعريف الهجرة بأنّها انتقال الأشخاص من بلدهم إلى بلد آخر غير موطنهم الأصلي لا يحملون جنسيته بهدف الاستقرار والإقامة فيه بشكل دائم أو بهدف الحصول على جنسية ذلك البلد، وقد أثمرت الهجرات عبر التاريخ عن فوائد اجتماعية واقتصادية وثقافية عديدة تعود على الدول، حيث إنّ هذه الظاهرة كانت إحدى أسباب تطوّر المجتمعات واندماج الحضارات والثقافات، فالعديد من الدول الحديثة نشأت من حركات الهجرة التي أدّت إلى اختلاط العديد من الأعراق والثقافات وتكوين نسيج مجتمعي واحد، وتُعتبر الدول النامية من أكثر الدول استقبالاً للمهاجرين حيث إنّها تحتضن ثلث مهاجري العالم، فقد سجّلت منظمة الهجرة الدولية في عام 2017م وحده ما يُقارب 285 مليون مهاجر.
أسباب الهجرة
تختلف الأسباب التي تدفع الأفراد للهجرة من موطنهم إلى دولة أخرى، ويُمكن تصنيف هذه الأسباب كالآتي:
- أسباب اقتصادية: حيث يُهاجر الأفراد بحثاً عن فرص للعمل بأجور مناسبة واستقرار وظيفيّ، ممّا يُسهّل عليهم الحصول على المتطلّبات المعيشية الأساسية من غذاء مناسب والعيش في مكان يوفّر بنيةً تحتيةً حديثة.
- أسباب اجتماعية: حيث يُهاجر الأفراد رغبةً في العيش مع عائلاتهم وأصدقائهم، والحصول على خدمات اجتماعية أفضل من مرافق اجتماعية وثقافية وفرص تعليمية.
- أسباب سياسية: وهي أسباب تجعل الهجرة اضطراريةً للهروب من الاضطهاد السياسي، أو الحروب، أو الجرائم والعنف.
- أسباب بيئية: فالكثير من الأفراد يُهاجرون بسبب العوامل البيئية التي تُسبّب كوارث طبيعية، مثل: الفياضانات، والبراكين، والزلازل.
يُمكن تصنيف أسباب الهجرة إلى قسمين رئيسيين يُحدّدان شكل الهجرة واتجاهها، وهما كالآتي:
- عوامل الطرد: وهي ما تمّ ذكره من أسباب تدفع الأفراد للمغادرة خارج موطنهم ؛ كنقص الخدمات، وانعدام الأمان، والفقر، والحروب، وما إلى ذلك.
- عوامل الجذب: وهي العوامل التي تجعل منطقةً معيّنةً جاذبةً للمهاجرين من خلال ارتفاع معدّل التوظيف، أو ارتفاع مستوى الدخل، أو تقديم الخدمات المتطورة، أو التمتّع بالأمان والاستقرار السياسي، وغيرها.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول أسباب الهجرة، يمكنك قراءة مقال أسباب ونتائج الهجرة .
أنواع الهجرة
هناك عدّة أنواع للهجرة تعتمد على تدفّق المهاجرين، وأعدادهم، وأسباب هجرتهم، ووقت وطبيعة حركتهم، وهي كالآتي:
- الهجرة العابرة للقارّات: وهي الهجرة التي يتمّ فيها انتقال الأفراد من قارة إلى أخرى؛ كالانتقال من دولة في قارة آسيا إلى دولة أخرى في قارة أمريكا الجنوبية.
- الهجرة الداخلية: هي انتقال الأفراد من مكان إلى آخر داخل نفس المنطقة أو البلد أو القارة، كما يُطلق عليها اسم الهجرة الإقليمية.
- الهجرة من الريف إلى المدينة: هي انتقال الأفراد من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية في نفس البلد بحثاً عن فرص جديدة وتغيير في نمط المعيشة.
- الهجرة القسرية أو غير الطوعيّة: هي إجبار الأفراد على الانتقال من مكان إلى آخر رغماً عنهم من قِبل السلطات القانونية في البلاد.
- الهجرة المفروضة: هي ليست هجرة قسرية لكنّها اضطرارية بسبب شدّة عوامل الطرد، مثل: الجوع، أو الحرب، أو الظروف الصعبة الأخرى التي تدفع الناس لمغادرة أوطانهم.
- هجرة العودة: وهي عودة الأفراد طواعيةً لموطنهم بعد أن هاجروا منه لفترة من الزمن، وعادةً ما يكونوا قد تجاوزوا الأسباب التي دفعتهم للهجرة؛ كعودة المتقاعدين من أعمالهم إلى موطنهم للعيش مع عائلاتهم وأصدقائهم.
- الهجرة الموسمية: وهي الهجرة التي تتمّ خلال موسم محدّد بحيث يعود المهاجرون إلى ديارهم فور انتهائه؛ مثل هجرة الأفراد خلال مواسم قطف المحاصيل أو حصادها.
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول أنواع الهجرة، يمكنك قراءة مقال أنواع الهجرة .
آثار الهجرة
تتنوّع آثار الهجرة على الدول المرسِلة والدول المضيفة بين آثار إيجابية وسلبية، فقد أثبتت الدراسات أنّ للهجرة فوائد عائدة على الشركات المرسِلة والشركات المستقبلة، لكّنها قد لا تكون كذلك بالنسبة لسكّان الدولة المضيفة ذوي المهارات المحدودة إذ ستزداد المنافسة على فرصهم من قِبل المهاجرين الجدد، لكنّ الهجرة بشكل عام تُساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حيث لاحظ مختصّون أنّ تسهيل إجراءات الهجرة وإزالة الحواجز أمام المهاجرين يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 67% إلى 147%.
آثار الهجرة على الدولة المضيفة
تتنوّع آثار الهجرة على الدولة المضيفة ما بين آثار إيجابية وأخرى سلبية كالآتي:
آثار الهجرة الإيجابية | آثار الهجرة السلبية |
---|---|
التنوّع الثقافيّ والثراء المعرفيّ. | ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية والتعليمية. |
سدّ أيّ نقص في العمالة. | الاكتظاظ السكّاني. |
دفع أجور للمهاجرين أقل من أجور السكان الأصليين. | الاختلافات الثقافية والاجتماعية. |
آثار الهجرة على الدولة المرسِلة
تتنوّع آثار الهجرة على الدولة المرسِلة ما بين آثار إيجابية وأخرى سلبية كالآتي:
آثار الهجرة الإيجابية | آثار الهجرة السلبية |
---|---|
رفد الدولة المرسِلة بالأموال التي يُرسلها المهاجرون لعائلاتهم. | انخفاض أعداد القوى العاملة ممّا يُخفّض من إمكانيات الدولة. |
تقليل الضغط على الوظائف والموارد المتاحة. | ترك الرجال نساءهم وأطفالهم في سبيل إيجاد فرص عمل. |
احتماليّة عودة المهاجرين لموطنهم بمهارات جديدة ومتقدّمة. | هجرة الأدمغة والعمالة الماهرة لصالح دول أخرى. |
ولمعرفة مزيدٍ من المعلومات حول آثار الهجرة، يمكنك قراءة مقال سلبيات وإيجابيات الهجرة .