موضوع تعبير عن صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي هو الملك الناصر أبو المظفّر، أحد أعظم القادة في التاريخ، عمل على تأسيس الدولة الأيوبيّة التي عملت على توحيد الشام ومصر واليمن وتهامة والحجاز تحت ظلّ الراية العباسيّة بعد أن أجهز على الدولة الفاطميّة، بالإضافة لهذا قام صلاح الدين الأيوبي بقيادة العديد من الحملات ضد الفرنجة والصليبيين، وقام بتحرير بيت المقدس ومساحات شاسعة من الصليبيين.
يُعتبر صلاح الدين من أكثر الشخصيات احتراماً وتقديراً عبر التاريخ في جميع أنحاء العالم، وقد كتب المؤرّخون الأوروبيون كثيراً عن بسالة وشجاعة الملك الناصر، ووقفوا طويلاً أمام موقفه في حصار قلعة الكرك التي حظي بعدها صلاح الدّين باحترامٍ وتقديرٍ قلّ نظيره حتى من ألدّ خصومه كملك إنجلترا (قلب الأسد) ريتشارد الأول؛ حيث أصبح صلاح الدين بعدها رمزاً من رموز الشجاعة والفروسيّة.
نشأته
وُلد صلاح الدين في العراق وتحديداً في تكريت ، وفي ليلة ميلاده غادر والده نجم الدين أيّوب قلعة تكريت التي كان والياً عليها، يعود الأيوبيون في نسبهم إلى (أيوب بن شاذي بن مروان) من مدينة دوين من أرمينيا، وهم أنكروا أصلهم هذا قائلين إنّهم عرب. نزل الأيوبيون عند الأكراد وتزوّجوا منهم، واختلفوا في أصول نسبهم؛ فمنهم من قال إنّهم يعودون إلى بني أميّة في النسب، وقال البعض الآخر أثبتوا بأنّ أصولهم تعود إلى بطون غطفان.
انتقل نجم الدين والد صلاح الدين إلى بعلبك التي أصبح والياً عليها، ومن ثمّ انتقل بعدها إلى دمشق ؛ حيث قضى صلاح الدين طفولته فيها، وقضى فترة شبابه في بلاط الملك نور الدين زنكي، تلقّى صلاح الدين علومه في مدينة دمشق التي عشقها عشقاً جمّاً، وعرف عن براعته في العلوم وخاصةً الرياضيات، والهندسة الإقليديّة وعلوم الشريعة الإسلاميّة، وكان شغوفاً بالعلوم العسكريّة وعلوم الفقه خلال فترة دراسته، وكان لديه إلمامٌ بعلم الأنساب وتاريخ العرب والسير الذاتيّة والشعر، حتى إنّه حفظ ديوان أبي تمامٍ (الحماسة) عن ظهر قلب، وكان مولعاً بالخيول المطهمة؛ حيث اقتنى أنقى السلالات دما.
تاريخه
كانت حياة صلاح الدين غنيّةً بالأحداث والفتوحات المهمة رغم قصرها، إلّا أنّه ترك بصمةً تاريخيّة خلّدت اسمه عبر الأزمان، ومن أهم إنجازاته محاربة الصليبيين والتصدّي لامتدادهم في الشرق وفتح بيت المقدس، والعديد من البلدان التي رزحت تحت الحكم الصليبي في الشرق، وحدثت الكثير من المواجهات في حياته كان آخرها مواجهته للملك ريتشارد قلب الأسد ومعاهدة الرملة التي كانت خاتمة أعماله؛ حيث أصيب بعدها بوقتٍ قصير بالحمّى الصفراويّة، واشتدّ المرض عليه بعدها حتى أصابه الضعف والوهن، وبعد تسعة أيام من إصابته بالمرض أغشي عليه، وتم حقنه في اليوم العاشر بحقنتين شعر بعدهما ببعض الراحة والتحسن.
وفاته
لم يُطل الأمر حتى عاوده المرض واشتدّ على صلاح الدين بشكلٍ أعجز الأطباء عن مداواته، وبهذا توفّي صلاح الدين في الرابع من آذار عام ألفٍ ومئةٍ وثلاثٍ وتسعين، وقد أحزن خبر وفاته عموم العرب والدمشقيين خصوصاً، حتى إنّ الفرنجة أنفسهم أسفوا لوفاته، حتى قيل إنّه من شدة حزن الناس على رحيله خيّل إليهم بأنّه قد توحّد صوت البكاء من شدة الحزن على رحيله.