منطقة تقسيم في إسطنبول
منطقة تقسيم في إسطنبول
يعود تأسيس منطقة تقسيم في إسطنبول إلى السلطان محمود الأوّل العثماني في الفترة ما بين 1732-1833م، وعلى مرّ الأزمان شهدت المنطقة العديد من عمليات الهدم والبناء، ومن أهمّها هدم الملعب الذي كان يقع بالقرب من ميدان تقسيم وذلك بين عامي 1939-1940م، إذ كان الهدف بناء حديقة غيزي التي تُعدّ واحدةً من الحدائق الخضراء المميّزة في منطقة تقسيم.
جاء اسم تقسيم من قصة الحاجة للمياه من قِبل سكّان منطقة البسفور في العصور القديمة، إذ كانت ساحة تقسيم هي المكان الذي تتجمّع فيه خطوط المياه الرئيسية بالمدينة ثمّ تُقسّم على باقي أجزاء المدينة، واليوم، تُعدّ تقسيم منطقةً تجاريةً، ومركزاً للاتصالات، ومنطقة تسوّق وترفيه جاذبةً للسيّاح،حيث تُعدّ قلب إسطنبول، فهي منطقة مليئة بالمطاعم، والفنادق، والمحال التجارية التي تعكس صورة إسطنبول الحديثة.
تقع منطقة تقسيم في الجزء الأوروبي من إسطنبول في منطقة بك أوغلي بين خليج القرن الذهبي ومضيق البوسفور، وتُعتبر منطقة تقسيم من أشهر الوجهات السياحية لاحتوائها على العديد من المعالم التاريخية، والأماكن التجارية المختلفة في شارع الاستقلال الشهير، ومن الجدير بالذكر أنّ ميدان تقسيم يحتوي على بنية تحتية مُتطوّرة للنقل تُتيح الوصول إلى أيّ مكان في إسطنبول، حيث أُعيد بناء المكان وتمّ تخليصه من ازدحام المرور، ونُقلت جميع المحطّات على بُعد 100 متر من الساحة، إذ يشتهر الميدان بكونه مركز مواصلات مشهور في وسط المدينة.
معالم منطقة تقسيم
هناك العديد من المعالم والأماكن التي تقع في منطقة تقسيم، ومن أبرزها ما يأتي:
- حديقة غيزي: تقع حديقة غيزي بالقرب من ميدان تقسيم، وهي حديقة جميلة وشديدة الخُضرة، ويُمكن للزائر أخذ قسط من الراحة من خلال الاستمتاع بمشاهدة حيوية المدينة تحت الأشجار الكبيرة.
- ميدان تقسيم: يُعدّ ميدان تقسيم من أشهر الساحات والميادين في إسطنبول وفي تركيا، حيث يؤدّي إلى النصب التذكاري، وحديقة غيزي، وكنيسة آيا تريادا، بالإضافة إلى اتصاله بالترام القديم، ومسجد حسين آغا، وشارع الاستقلال الشهير، كما يُعتبر مكاناً للاحتفالات، والمسيرات، والمظاهرات.
- شارع الاستقلال: يُعدّ شارع الاستقلال أشهر شارع في مدينة إسطنبول، وهو شارع مُشاة طويل مليء بجميع أنواع المتاجر، والمقاهي، والمطاعم، حيث يُمكن للزائر شراء الهدايا التذكارية، وزيارة متحف الشمع، والمعالم التاريخية، كما يُمكن الوصول إلى شارع الاستقلال بسهولة من ميدان تقسيم.
- نصب الجمهورية التذكاري: أصبحت تركيا جمهوريةً عام 1923م، وتخليداً لهذا اليوم وهذه الذكرى يقف هذا النصب وسط ميدان تقسيم، حيث صُنع بدقّة من قِبل النحات الإيطالي بييترو كانونيكا، إذ جسّد شخصيات حرب الاستقلال التركية، مثل: عصمت إينونو وأتاتورك، ويُعدّ النصب مَعلَماً رئيسياً داخل الساحة المركزية.
- المركز الثقافي: يُعدّ مركزاً مُتعدّد الأنشطة يقع في تقسيم، ويُعتبر مثالاً حيّاً مهمّاً على العمارة التركية منذ الستينات، إذ استضاف العروض المسرحية، ودار الأوبرا، وفِرق الموسيقا الشعبية الحديثة والموسيقا التركية الكلاسيكية، فضلاً عن المهرجان الصيفي للفنون والثقافة، ويُمكن زيارة المبنى ليلاً والاستمتاع بمنظره وهو مُضاء.
الفعاليات المتاحة في منطقة تقسيم
تحتوي منطقة تقسيم على العديد من الفعاليات والأماكن التي يُمكن للزائر الاستمتاع بها، ومن أبرزها ما يأتي:
- شراء الهدايا التذكارية التركية: تُعدّ منطقة تقسيم من أفضل الأماكن لشراء الهدايا التذكارية للأصدقاء والعائلة، إذ يُمكن شراء الكتب، والملابس، والمجوهرات، والتوابل، والفواكه المُجفّفة، والمكسرات، وغير ذلك الكثير.
- التجول بالترام: يُمكن للسائح الركوب في خطّ الترام التراثي من تقسيم، وإذا كان السائح يُريد التسوّق فيُنصح بالمشي في شارع الاستقلال، أمّا إذا كان لا يرغب بذلك فيُمكنه الركوب على متن الترام الأحمر الذي يُعدّ متعةً بحدّ ذاته.
- فن الشارع: تزخر شوارع إسطنبول بالفنّ في كلّ مكان، ويُمكن رؤية ذلك في نزهة مسائية حول منطقة تقسيم، إذ يُمكن الاستمتاع بالألحان التي يعزفها الموسيقيون في الشوارع، كما يُمكن استكشاف الشوارع الجانبية المحيطة بالميدان.
- تذوق بعض الأطعمة التركية: يُوجد العديد من أماكن تقديم الطعام في منطقة تقسيم؛ بدءاً من مطاعم الوجبات السريعة العالمية إلى مطاعم بيع المأكولات التقليدية، ويُنصح للحصول على تجربة تركية كاملة تذوّق الأطعمة المحلية، مثل: وجبة إسلاك برغر (همبرغر مُحضّر بصلصة الطماطم الخاصّة مع الأعشاب)، والدونر التركي، وُيمكن أيضاً الاستمتاع بأطعمة خفيفة مثل الذرة بالزبدة والملح.
- الاستمتاع بالمثلجات التركية: تختلف المثلّجات التركية عن غيرها من حيث الملمس، والطعم، وطريقة التقديم والبيع؛ إذ إنّ المثلّجات في تركيا تكون سميكةً وشبه مطاطية، ويُطلق عليها دوندرما وتعني بالتركية تَجمُّد، ويأتي الاختلاف الأكبر الذي يُميّزها أثناء عملية الشراء؛ إذ تتطلّب محاولة الإمساك بالمثلّجات الصبر وروح الدعابة، حيث يأخذ البائع القليل من المثلّجات ويضعها على البسكويت ثمّ يستبدلها بواحدة فارغة، ثمّ يقلب حبة البسكويت ويُخرج المثلّجات دون البسكويت، ويُكرّر ذلك حتى يُوشك الزبون على الاستسلام والمغادرة، فيُقدّم المثلّجات له وهو يبتسم، مع تصفيق وضحكات من الجمهور الذي ينتظر ويُشاهد.
أفضل وقت لزيارة منطقة تقسيم
تُعدّ أفضل المواسم للسياحة وزيارة تقسيم فصل الربيع من شهر آذار حتّى شهر أيار، وفصل الصيف من شهر حزيران حتّى شهر آب، حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 15-20 درجة مئوية، ومن الجدير بالذكر أنّ المتاجر تفتح في منطقة تقسيم بعد الساعة 10 صباحاً، لذا يُنصح بزيارة الميدان في هذه الفترة لتجنّب الازدحام، كما يُمكن الاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس الهادئ والذهبي ما بين الساعة 7-8 مساءً.