من هو عبد الرحمن الداخل؟
من هو عبد الرحمن الداخِل؟
هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحَكم بن أبي العاص، هو الأمير الذي نَجا من سيف العباسيين بعد المجزرة التي ارتكبوها بحق أسراهُم من أبناء عمومتهم المروانيين الأمويين. وقد هاجر من دمشق هارباً من السيف إلى القَيروان التي كانت المدينة التي احتضنهُ واستطاع أن يرسُم فيها خُطَطه ليسترِّد المُلك السليب وليُحقق فيها حلمهُ الكبير.
من لقَبَّهُ بصقر قُريش؟
الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور هو من لقب عبدالرحمن بن معاوية بصقر قريش، وجاء ذلك بعد أن كانت الأندلُس هي البقعة المسلمة الوحيدة التي ليست تحت راية الخلافة العباسي وقد أراد ضمَّها.
ثم قال ما لنا في هذا الفتى من مطمَع وقد قصد عبدالرحمن بن معاوية، وأردف الحمد لله الذي جعل بيننا وبينه البحر، وفي جلسة من جلسات الخليفة العباسي سأل من حوله أتعرفون من هو صقر قريش ثم أخبرهم أنه عبد الرحمن بن معاوية وذكر فيه من المحاسن الكثير وأثنى على حكمته وفطنته وذكائِه.
العباسيون والأندلس
طمَع العباسيون في الأندلس، وحاولوا الانقلاب عليه والسيطرة على الأندلس، حيث كانت إحدى هذه المحاولات بعد دخول عبد الرحمن بن معاوية إلى الأندلس فاتحاً عام 756م.
حيث زار مبعوث من الدولة العباسية الملك شارلمان في فرنسا، ورتبوا للتحريض على تمرُّد في الأندلس. وجعل الناس ينقلبون على حكم الخليفة الأموي بمساعدة أنصار الدولة العباسية داخل الأندلس لكن الخليفة الأموي كان مُتيقظاً فأسكت هذه المحاولة واستطاع أن يسيطر على أنصار الدولة العباسية.
وعندما دخل شارلمان البلاد عام 778 م اجبرهُ الخليفة الأموي على التراجع، ثم بعد ذلك أبرموا اتفاقاً مع شارلمان ينص على عدم غزو الأندلس مرة
كيف ازدهرت الأندلس في عهد الخليفة الأموي
كان الخليفة الأموي ذكياً فطناً صابراً، وكان عارفاً بأمور الحُكم وما يجب عليه فعله، فقد سخَّر كل هذا في سبيل بناء الأندلُس، حيث إنه قام ببناء الجامع الكبير في قرطبة عام 786م، كما بنى جداراً قويا وسميكاً حول قرطبة التي جعلها عاصمةً للأندلس.
ثم تابع في بناء جميع معالم الحضارة الأندلسية في كل مكان تقع سيطرته عليه فانتشرت الحمّامات العامة والجسور والقلاع. واهتمَّ الخليفة الأموي كثيراً بالزراعة فلم تُترك قطعة أرض غير مزروعة، كل ذلك أدى إلى ازدهار البلاد ولما اشتهرت الأندلس بازدهارها توافد إليها الناس من كل حَدبٍ وصوب.[3]
ومما زاد ازدهار الأندلس ايضاً الفُنون التي اشتُهِر بها أهلُها من صناعة الورق والفخَّار والزجاج وغيرها ، حتى ان هذه الفُنون والصِناعات لم تَعرفها اوروبا الا من خلال الأندلس واهلها في تلك الحِقبة.
وفاة الخليفة الأموي
تُوفي عبدالرحمن الداخل في 788 م عن عمر ناهز 59 عاماً قضى منها 34 عاماً مَلِكاً على الأندلس، أقام فيها الدولة الإسلامية وثبَّت أركانها، ودافع عنها بكل ما أوتي من قوة ورد عنها الاعداء الطامعين.