من هو سيد الشهداء؟
من هو سيد الشهداء؟
سيد الشهداء لقب ناله حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، كما أنّه لُقّب بأسد الله وأسد رسوله؛ ويُكنّى بأبي يعلى وقيل بأبي عمارة، وأمه هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخوه من الرضاعة، وكان حمزة -رضي اللَّه عنه- أكبر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، وقيل: بأربع سنين.
ومن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمه حمزة بن عبد المطلب، وحزنه على مقتله؛ لقبّه بسيد الشهداء، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (سيدُ الشهداءِ عندَ اللهِ يومَ القيامَةِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلِبِ)،ولُقّب أيضاً بأسد الله ورسوله.
سبب إسلامه
بعد أن اعترض أبو جهل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فآذاه وشتمه، ولم يُكلّمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم انصرف أبو جهل إلى نادٍ لقريش عند الكعبة، وكان قد رأى ذلك مولاة لعبد الله بن جدعان التيمي، وبينما كان حمزة -رضي الله عنه- عائداً من صيده أخبرته تلك المولاة بما حدث، فخرج حمزة مسرعاً فوجد أبا جهل جالساً مع القوم عند الكعبة.
وأقبل إليه مسرعاً وضربه بالقوس على رأسه ضربةً قويةً؛ فشجّ رأسه، وقام رجال القبيلة ليدافعوا عن أبي جهل، فقالوا: "ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت"، فقال حمزة: "وما يمنعني، وقد استبان لي منه ذلك؟ أنا أشهد أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنه الذي يقول الحق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين"، قال أبو جهل: "دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً".
استشهاده
هاجر إلى المدينة، وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين مولاه زيد بن حارثة ، وشهد بدراً، وقاتل فيها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسيفين؛ فكان قتاله شديداً على الكفار.
وشهد غزوة أحد فقُتل فيها يَوْم السبت، الموافق للنصف من شوال، وقيل إنه قبل استشهاده كان قد قَتل من المشركين واحداً وثلاثين مقاتلاً، ثم قتله وحشي الحبشي، مولى جبير بن مطعم بن عدي، وهو ابن أربع وخمسين سنة.
أما صورة الحادثة التي قتُل فيها حمزة -رضي الله عنه-؛ فقد روي عن ابن إسحاق أنه قال: (كان حمزة يقاتل يومئذ بسيفين، فقال قائل: أي أسد هو حمزة؟ فبينما هو كذلك إذ عثَر عثرة وقع منها على ظهره، فانكشف الدرع عن بطنه، فزرقه وحشي الحبشي، مولى جبير بْن مطعم بحربة فقتله).
وقد مثّل به المشركون، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- اشتدّ عليه الأمر، "وكبَّر عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعين تكبيرة، وكفّن في نمرة غطّي بها رأسه، وجعل على رجليه الإذخر، وكان أحد سادة أهل الجنة، وأحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وخير أعمامه".