من مكتشف البنسلين
البنسلين
يُعدّ البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) أول المضادات الحيوية التي تم اكتشافها لمعالجة حالات العدوى البكتيرية المختلفة، وتُعدّ آن ميلر أول شخص خضع للعلاج بهذا الدواء عام 1942م، وذلك بعد إصابتها بعدوى خطيرة، وقد أنقذ هذا الاختراع حياة الملايين من البشر بعدها. وفي الحقيقة، يهاجم هذا المضاد البكتيريا عن طريق منع ترابط سلاسل الببتيدوغليكان (بالانجليزية :Peptidoglycan) الموجودة على جدار الخلية البكتيرية مما يسمح بدخول الماء إلى الخلية، وبالتالي تنفجر ويتوقف نموها. وتؤخذ أدوية البنسلين عن طريق الفم أو بحقنها بالوريد، ومن الجدير بالذكر أنَّ مايقارب 1% من الأشخاص قد يواجهون حساسية تجاه البنسلين.
مكتشف البنسلين
وُلد العالم ألكسندر فليمنغ (بالإنجليزية: Alexander Fleming) في اسكتلندا عام 1881م، وقد لاحظ فليمنغ أثناء القيام بإحدى تجاربه عام 1928م أنّ العفن الذي ينتمي إلى جنس البنسيليوم قد نما بالخطأ في أحد أطباق زرع البكتيريا العنقودية، وشكّل دائرةً خاليةً من البكتيريا حوله، فألهمه ذلك للقيام بالمزيد من التجارب، استنتج من خلالها قدرة هذا العفن على تثبيط نمو البكتيريا العنقودية وأطلق على المادة الفعّالة غير المعروفة والموجودة فيه اسم البنسلين (بالانجليزية Penicillin)، وبعد عشر سنوات قام فريق في جامعة أكسفورد بالاستقصاء عن البنسلين من خلال إجراء تجارب على فئرانٍ معملية، حيث استطاع العالمان هوارد فلوري (بالإنجليزية: Howard Florey) وإرنست تشين (بالإنجليزية: Ernst Chain) أن يفصلوا مادة البنسلين النقية. واعتُبر البنسلين الدواء المعجزة الذي أنقذ حياة العديدين في الحرب العالمية الثانية.
استخدامات البنسلين
يُستخدم البنسلين في علاج أنواع مختلفةٍ شائعةٍ من العدوى، وكذلك يستخدم في بعض حالات العدوى الأكثر خطراً، ومن أهمها:
- تعفن الدم (بالإنجليزية:Sepsis).
- التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية:Pneumonia).
- السيلان (بالإنجليزية:Gonorrhea).
- التهاب شغاف القلب (بالإنجليزية:Endocarditis).
الآثار الجانبية للبنسلين
كغيره من الأدوية، قد يؤدي البنسلين إلى التسبب بمجموعة من الأعراض الجانبية عند بعض الأشخاص، ومن أهم هذه الأعراض وأكثرها شيوعاً ما يأتي:
- الإصابة بالإسهال .
- المعاناة من الصداع .
- المعاناة من حكةٍ في المهبل، وخروج إفرازاتٍ مهبلية.
- ظهور قُرَحٍ أو بُقعٍ بيضاء في الفم أو على اللسان.
موانع ومحاذير استخدام البنسلين
هناك مجموعة من الحالات التي ينصح فيها باستعمال البنسلين بحذرٍ أو تجنبه بشكلٍ نهائي ومنها:
- الحساسية: يمنع استخدام البنسلين في حال وجود حساسية من البنسلين أو عائلة سيفالوسبورين (بالإنجليزية: Cephalosporin) أو دواء الإيميبينيم (بالإنجليزية: Imipnem).
- الأمراض: يجب الحذر من استخدام البنسلين في حال كان المستخدم مصاباً بضعفٍ كلويٍ حادٍ أو لديه تاريخ للإصابة بالربو ، أو الصرع ، أو مشاكل في الجهاز الهضمي كالمعاناة من تقرحات المعدة .
- الرضاعة: في حالة الرضاعة الطبيعية قد ينتقل جزء صغير من الدواء للطفل مما يؤدي إلى حدوث حساسيةٍ، أو طفحٍ جلدي، أو إسهالٍ عند الرضيع.
- حديثي الولادة: يجب الحذر عند استعماله لحديثي الولادة لاحتواء بعض أنواعه على حمض البنزويك الذي في حال استخدامه بكمياتٍ كبيرةٍ قد يؤدي إلى حدوث تسمّمٍ مميت.
- النزيف: هناك بعض أنواع البنسلين كالبايبريسيلين (بالإنجليزية: Piperacillin)، والتيكارسيلين (بالإنجليزية:Ticarcillin)، والكاربينيسيلين (بالإنجليزية:Carbenicillin) التي تزيد مشاكل النزيف سوءاً.
- موانع الحمل الفموية: (بالإنجليزية:Oral contraceptives) من الممكن أن يتداخل البنسيلين مع بعض حبوب منع الحمل ، مما يزيد احتمالية حدوث الحمل غير المرغوب فيه.
حساسية البنيسيلين
أعراض حساسية البنسلين
تنتج حساسية البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin allergy) نتيجة استجابةٍ غير طبيعيةٍ من قبل جهاز المناعة تجاه البنسلين، وكذلك تحدُث هذه الحساسية عند استخدام التراكيب الكيمائية المشابهة، ومن أهم الأعراض التي تدل على وجود حساسيةٍ تجاه البنسلين ما يأتي:
- المعاناة من طفحٍ جلدي .
- المعاناة من الحُمّى .
- الشعور بضيق التنفس ، وسماع صوت الصفير عند التنفس (بالإنجليزية:Wheezing).
- الشعور بحكةٍ وتدميعٍ في العين.
- حدوث سيلانٍ من الأنف.
- الإصابة بصدمة الحساسية (بالإنجليزية:Anaphylaxis)؛ وهي حساسية نادرة الحدوث وخطيرة، وتتمثل بمجموعة من الأعراض كصعوبة التنفس، والغثيان، وألم البطن، والاستفراغ، والإسهال، والدوخة ، والتشنجات، وفقدان الوعي.
عوامل الخطورة
من الجدير بالذكر أنَّ حساسية البنسلين قد تصيب أيّ شخص، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالحساسية ومنها:
- وجود تاريخٍ للإصابة بأنواع أخرى من الحساسية؛ كحساسية الطعام أو حمّى القش.
- المعاناة من حساسية تجاه أدويةٍ أخرى.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بحساسية الأدوية.
- زيادة التعرض للدواء؛ وذلك في حال استخدامه بجرعاتٍ عالية، أو بشكلٍ متكرر، أو لفتراتٍ طويلة.
- الإصابة بأمراض معينةٍ كفيروس عوز المناعة البشري، أو فيروس إبشتاين-بار.
علاج حساسية البنسلين
يتم علاج حساسية البنسيلن بطرقٍ مختلفةٍ، ومن أهمها ما يأتي:
- وقف الدواء: في حال ملاحظة وجود حساسية تجاه البنيسيلين لدى المريض يجب وقف الدواء كخطوة أولى.
- مضادات الهيستامين: (بالإنجليزية:Anti-histamine) قد يصف الطبيب هذه الأدوية لوقف عمل المواد الكيمائية التي تنشط أثناء تفاعل الحساسية.
- الكورتيكوستيرويد: (بالإنجليزية:Corticosteroids) يمكن إعطاؤه على شكل حبوب أو عن طريق الحقن، ويستخدم لعلاج الالتهاب المرتبط بالحساسية الشديدة.
- الإيبينفرين: (بالإنجليزية:Epinephrine) يجب حقنه فوراً في حالات الإصابة بصدمة الحساسة، كما يحتاج المصاب بصدمة الحساسية إلى ضبط ضغط الدم، ودعم التنفس.
مقاومة البنسلين
وُجدت البكتيريا منذ مليارات السنين وقد تعرضت خلال هذه الفترة لعوامل بيئيةٍ قاسيةٍ؛ مما جعلها قابلة للتكيّف بشكل كبير، بالإضافة إلى سرعة تكاثرها، ممّا يجعل التغيرات الجينية سريعة نسبياً. وفي الحقيقة، هناك ثلاث طرق شائعة يمكن للبكتيريا من خلالها أن تُطوّر مناعتها ضدّ البنسلين، وهي:
- البنسليناز: (بالانجليزية :Penicillinase)؛ تكون البكتيريا أحياناً قادرة على إنتاج البنسليناز، وهو إنزيم قادر على تحطيم البنسيلين، ويمكن أن تنتشر هذه القدرة في مجموعات البكتيريا عن طريق حلقة صغيرة من الحمض النووي في عملية تسمى الاقتران حيث تشارك الكائنات من خلالها معلومات جينية جديدة فيما بينها.
- البنية البكتيرية المُعدَّلة: بعض البكتيريا لديها المقدرة على تغيير شكل البروتينات التي يرتبط بها البنسلين عندما يهاجم جدارها الخلوي فيفقد البنيسيلين القدرة على الارتباط بالببتيدوغليكان على جدار الخلية البكتيرية.
- إزالة البنسلين: حيث تحتوي البكتيريا على مضخات تدفّقٍ (بالإنجليزية: Efflux pumps) تستخدمها لتحرير المواد من الخلية، ومن الممكن تغيير هدف بعض هذه المضخات لتسمح للخلية بالتخلص من البنيسيلين.