من كرامات الاولياء لخبيب بن عدي
رزق الله لخبيب وهو في الأسر
عندما كان خبيب بن عدي -رضي الله عنه- أسيراً في مكة دخلت عليه إحدى بنات الحارث، فرأته يأكل من قطف عنبٍ كبيرٍ، وقد قالت بذلك أيضا مارية بنت حجير بعد دخولها في الإسلام، إلّا أنّ ما يُظهر كرامة خبيب -رضي الله عنه- أنّه يأكل العنب ولا يوجد بمكة حينئذ ثمرة عنب واحدة، ويُضاف إلى ذلك أنّه كان يأكله ويداه موثّقتان ومكبّلتان بالحديد، فيظهر ممّا سبق أنّ هذه الكرامة لخبيب -رضي الله عنه- فيها دلالةٌ واضحةٌ على صدق نبوّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي آمن به خبيب واتّبعه.
سَنِّ خبيب سنة حسنة
عندما عمد أهل مكة لصلب خبيب بن عدي -رضي الله عنه- كان قد طلب منهم أن يمنحوه بعض الوقت لصلاة ركعتين، فسمحوا له بذلك، وبعد أن أتمّهما أخبرهم -رضي الله عنه- أنّه يُحبُّ الاستكثار من الصلاة والإطالة بها، إلّا أنّه يخشى أن يظنّوا ذلك خوفاً وجزعاً من القتل، وبذلك كان -رضي الله عنه- أول من سنّ صلاة ركعتين عند القتل في الإسلام.
إعلام جبريل النبي باستشهاد خبيب وإيجاد الصحابة لجثته
بعدما صُلِب خبيب بن عدي -رضي الله عنه- أحسّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ أحد صحابته قد مسّه مكروه حتى تراءى له جثمانه مُعلقاً، فأسرع -صلّى الله عليه وسلّم- بأمر كل من المقداد بن عمرو والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- بالبحث عن جثمان صاحبه، وبعد مضي أربعين يوماً من البحث وُجِدَ جثمان خبيب -رضي الله عنه- رطباً معلقاً على الخشبة دون أن يتغيّر فيه شيء، وكانت تنبعث منه رائحة المسك.
إجابة دعوة خبيب بن عدي
بعد أن نزل أهل مكة عند رغبة خبيب بن عدي -رضي الله عنه- في السماح له بصلاة ركعتين قبل صلبه، وبعد أن أتمّ الركعتين وأحسنهما، دعا الله -تعالى- بقوله: "اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا"، فعندما سمع أبو سفيان دعوته سارع إلى ابنه معاوية رضي الله عنه -وكان حينئذ ممّن حضر صلب أبيه خبيب- ليُلقيه على الأرض خوفاً وفزعاً من أن تصيبه دعوة خبيب، حيث كان في معتقداتهم أنّ الرجل إذا دُعيَ عليه فاستلقى على جنبه على الأرض جانبته الدعوة ولم تصبه.