من بنى سد مأرب
مدينة مأرب
تعد مدينة مأرب المركز الرئيسي لمملكة سبأ ، التي نشأت في عام 950-115 ق. م، وقد كانت هذه المدينة عبارة عن واحة خضراء ترتوي من مياه السد العظيم (سد مأرب)، كما أنها كانت تتمتع بموقع استراتيجي؛ حيث ربطت بين مناطق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، فكانت طريقًا مهمًا تسير فيه القوافل التجارية، وقد ظلت مدينة مأرب عاصمة مملكة سبأ لما يقارب الألف سنة قبل الميلاد، وقد شهدت هذه المملكة ظهور الإسلام، وكانت من أغنى الممالك في منطقة شبه الجزيرة العربية، ويبدو أنّ اقتصادها بدأ بالانهيار خلال القرن السادس قبل الميلاد، بعدما هجرت طرق التجارة التي كانت تمر من خلالها، وكذلك بعد انهيار سد مأرب.
التعريف بسد مأرب
يقع سد مأرب في مدينة مأرب القديمة في اليمن، ويعد هذا السد من أكبر المعالم الهندسية في العالم القديم، إذ أنه امتد لمسافة تقارب 580م، لذلك أصبح أحد أكبر السدود في ذلك الوقت، وقد تمكن هذا السد العظيم من أن يروي المناطق القريبة منه، ويبدو أنّ بناء سد مأرب جاء على واديٍ كم يقال له وادي السبع، وقد اتخذ شكلاً هرميًا، مع وجود العديد من البوابات التي يمكن من خلالها التحكم بعمليات تدفق المياه من عدمها، حيث كانت مياه السد تروي ما يقارب 16 كم مربع، وهو الأمر الذي جعل الزراعة في هذه المنطقة تزدهر بشكل كبير.
من بنى سد مأرب
كانت معظم أراضي مملكة سبأ صحراء؛ ولذلك رأى أهلها ضرورة بناء شبكة كبيرة من القنوات المائية، كما حفروا العديد من الآبار، وفي قلب هذه الشبكة المائية الكبيرة كان قرار بناء السد العظيم، والذي بحسب التقديرات الحديثة أنه بلغ ارتفاعًا وصل إلى 15 م، وطولٍ أكثر من نصف كيلومتر، ويشير المؤرخون إلى أن وضع اللبنات الأساسية لهذا السد كان عام 1750 و1700 ق. م، وخلال القرن السابع قبل الميلاد، بدأ العمل فيه بشكل مضاعف، خاصة مع بناء دعامتين من الحجر على جانبي النهر، وهي دعامات حجرية ما تزال موجودة لغاية الآن.
أسباب انهيار سد مأرب
يبدو أنّ سد مأرب استمر قائمًا لفترة تقارب القرنين من الزمان، حيث خزنت فيه كميات كبيرة من المياه كانت كافية لسد احتياجات الناس في تلك المنطقة في العالم القديم، كما أنه جلب الكثير من الرخاء للبلاد، وللأسف يبدو أنه تعرض للانهيار في القرن السادس ق. م، ولم يعد يستخدم من ذلك الوقت، ويبدو أنّ كثيرًا من المؤرخين يعتقدون أن سبب انهيار السد كان زلزالاً ضرب المنطقة فحطمه، في حين يرى البعض الآخر أن مياه الأمطار الغزيرة والفيضان الذي حصل كانا السبب الرئيسي وراء انهيار سد مأرب الذي يبدو أنه لم يكن قادرًا على استيعابها، فانهار أمامها، بينما كان يعتقد السكان المحليون أنّ الفئران كانت السبب وراء تدمير قاعدة السد.