ملخص كتاب بحر الدموع
ملخص كتاب بحر الدموع
كتاب بحر الدموع هو أحد الكتب التي صنّفها الإمام ابن الجوزي البغدادي، يُصنَّف الكتاب ضمن كتب الرقائق والزهد، يقع الكتاب في نحو 200 صفحة ويتألّف من 32 فصلًا، وكلّ فصل من هذه الفصول مقسم إلى أبواب فيها حثّ على طاعة الله -تعالى- ودعوة للزهد في الدنيا ومتاعها وتذكير بالآخرة من حيث نعيمها وجحيمها، ويحتوي الكتاب أيضًا على تحذير من المعاصي والإقامة عليها ونحو ذلك.
في الفصل الأول من هذا الكتاب -مثلًا- يُعنون ابن الجوزي الفصول بـ: "انتبه يا أسير الدنيا"، و"يا من باع الباقي بالفاني"، و"فضل البكاء من خشية الله"، و"خدعتك الدنيا وأنت لا تسمع ولا تبصر"، و"مجوسي تدركه رحمة الله فيسلم"، وأما الفصل الثاني فقد احتوى على بابين فقط هما: "عاقبة المعاصي"، و"حكاية ذي النون مع العبد العاصي".
يستمر ابن الجوزي في تقسيم الفصول في كتابه، ففي الفصل الرابع يكون عناوين الفصول: "يا إخوان الغفلة تيقظوا"، "تواضع العابدين"، "تحذير إلى الغافل"، "شدة الحساب"، "البسطامي عند موته"، "احتضار جابر بن زيد"، "سبب توبة داود الطائي"، وفي الفصل الخامس تكون العناوين: "اقرؤوا صحف العبر"، "عاقبة حب الدنيا"، "أوان الاستغفار"، "الدنيا دار تكليف وامتحان"، "قطرات الدموع".
أمّا الفصل الأخير فيحتوي على مجموعة من الأبواب وهي: "الترهيب من الربا "، "الترهيب من أكل الحرام"، "عاقبة الحرام"، الورع"، "سبيل الطاعة أكل الحلال"، "الحرام يعمي البصيرة"، "التحذير من أكل مال اليتيم"، "الترهيب من الخيانة في الميزان"، "السرقة والخيانة"، "إياك والغش"، "التحذير من الحلف الكاذب"، "الترهيب من شرب الخمر"، "آثار شرب الخمر"، "تارك الصلاة".
قيمة كتاب بحر الدموع
يُعدّ كتاب ابن الجوزي من الكتب المهمة في أدب الزهد والرقائق، وتأتي قيمة هذه الكتب مما تزرعه في نفس القارئ من زهد في الدنيا وابتعاد عن المعاصي وحبائل الشيطان والانتباه إلى الدار الآخرة والحذر من غضب الله تعالى، وضرب الأمثال من حياة الأنبياء والصالحين، واستحضار فكرة الموت الذي سوف يأتي لا محالة ولن يكون بوسع الإنسان دفعه وبالتالي سيكون رهين أعماله إن خيرًا أو شرًّا.
لذلك فقراءة هذا الكتاب يجعل المسلم يتبصّر في دنياه و يتجنّب المعاصي ويسعى لرضى الله -تعالى- وعدم عصيانه، ومن هنا تكمن قيمة هذا الكتاب وغيره من المؤلَّفات التي تقع في هذا الباب.
اقتباسات من كتاب بحر الدموع
من كلام ابن الجوزي في كتابه بحر الدموع ما يأتي:
- "إخواني، قيّدوا هذه النفوس بزمام، وازجروا، هذه القلوب عن الآثام، واقرؤوا صحف العبر بألسنة الأفهام، يا من أجله خلفه وأمله قدّام، يا مقتحمًا على الجرائم أيّ اقتحام، انتبهوا يا نوّام، كم ضيّعتم من أعوام، الدنيا كلها منام، وأحلى ما فيها أضغاث أحلام، غير أنّ عقل الشيخ فيها الغلام، فكل من قهر نفسه فهو الهمام، هذه الغفلة قد تناهت، والمصائب قد تدانت، فإنّا لله وإنا إليه راجعون، والسلام".
- "إخواني، الدنيا سموم قاتلة، والنفوس عن مكائدها غافلة، كم من نظرة تحلو في العاجلة، ومرارتها لا تطاق في العاقبة الآجلة، يا ابن آدم، قلبك قلب ضعيف، ورأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف، عينك مطلوقة، ولسانك يجني الآثام، وجسدك يتعب في كسب الحطام، كم من نظرة محتقرة زلت بها الأقدام".
- "يا من أقعده الحرمان، هذه رفاق التائبين عليك عبور، لا رسالة دمع ولا نفس آسف، وما أراك إلا مهجورًا، هذا نذير الشيب ينذر بالرحلة تهيأ لها منذور، كم أعذار؟ كم كسل؟ كم غفلة؟ ما أجدك يوم الحساب معذور، بيت وصلك خراب، وبيت هجرك معمور".
- بدر عساك تجبر بالتوبة وتعود مجبور، سجدة واحدة واصل بها السحر وتنجو من الأهوال، {وَلِلهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، لله در أقوام قلوبهم معمورة بذكر الحبيب، ليس فيها لغيره حظ ولا نصيب، إن نطقوا فبذكره، وإن تحرّكوا فبأمره، وإن فرحوا فبقربه، وإن ترحوا فبعتبته، أقواتهم ذكر الحبيب، وأوقاتهم بالمناجاة تطيب، لا يصبرون عنه لحظة، ولا يتكلمون في غير رضاه بلفظة".
- "يا أخي، أفنيت عمرك في اللعب، وغيرك فاز بالمقصود وأنت منه بعيد، غيرك على الجادة، وأنت من الشهوات في أوجال وتنكيد، ترى متى يقال: فلان استقال ورجع. يا له من وقت سعيد، متى تخرج من الهوى وترجع إلى مولاك العزيز الحميد، يا مسكين، لو عاينت قلق التائبين، وتململ الخائفين من هول الوعيد، جعلوا قرّة أعينهم في الصلاة، والزكاة، والتزهيد، وأهل الحرمان ضيعوا الشباب في الغفلة".
العبرة من الكتاب هي أهمية طاعة الله تعالى والعمل بما أمر به وتجنب ما نهى عنه.