مكونات الغلاف المائي
مكونات الغلاف المائي
يتكوّن الغلاف المائيّ من كميّات المياه الموجودة على الكرة الأرضية بجميع حالاتها؛ الصلبة، والسائلة، والغازية، ويتراوح سمك هذا الغلاف ما بين 10-20 كيلومتر، حيث يمتد من عمق عدّة كيلومترات في الغلاف الصخريّ مروراً بسطح الأرض حتّى ارتفاع 12 كيلومتر في الغلاف الجوي، ويجدر بالذكر أنّ نسبة المياه العذبة أو غير المالحة في الغلاف المائي قليلة ويكون أغلبها متجمّداً.
توجد المياه في حالتها السائلة على شكل أنهار، وبحار، ومحيطات، أو على شكل مياه جوفية في الآبار وطبقات المياه الجوفية، أمّا في الحالة الغازية فيتواجد بخار الماء على شكل غيوم وضباب، وفي الحالة الصلبة تظهر المياه على شكل أنهار جليدية، وجبال جليدية، وقلنسوات جليدية*، ويُسمّى الجزء المتجمّد من الغلاف المائيّ بالغلاف الجليديّ.
البحار والمحيطات
يُعرّف المحيط بأنّه جسم مستمرّ من المياه المالحة والمتجمّعة في أحواض مائيّة ضخمة على سطح الارض، وتُغطّي مياه البحار والمحيطات المساحة العظمى من سطح الأرض والتي تصل إلى 71% من مساحة سطح الأرض، ممّا يجعلها تظهر بشكل واضح من الفضاء الخارجيّ، ويُشار إلى أنّ متوسّط عمق المحيطات يُقدّر بـ 3688 متر.
البحيرات
تُعّر البحيرة بأنّها جسم مائيّ محاط باليابسة ومغلق تماماً، بحيث لا يوجد أيّ منفذ مباشر منه للبحر، كما يُمكن أن تكون معزولةً عنّ أيّ مصادر تغذية مباشرة وفي بعض الحالات قد تكونّ معزولةً عن أيّ مصدر تفريغ مباشر، وعادةً ما تكون مياهها عذبة، وتوجد البحيرات في جميع القارات وفي بيئات مختلفة، مثل: الجبال، والصحاري، والسهول، وبالقرب من السواحل، إذ تظهر بأشكال غير منتظمة أو أشكال طولية ممتدّة، وفي حالات نادرة تكون دائريّة، ويُشار إلى أنّ عرض البحيرة يكون عادةً أكبر بكثير من عمقها خاصةً في البحيرات الكبيرة، أمّا البحيرات الصغيرة فغالباً ما تكون أعمق بالنسبة لعرضها من البحيرات الكبيرة.
الأنهار
يُعرّف النهر بأنّه مجرى مائيّ ينشأ في الجبال المرتفعة ويصبّ في البحار مارّاً بالوديان، والسهول، والهضاب، وتختلف غزارة مياه النهر أثناء جريانه ففي بدايته وبسبب مياه الأمطار أو ذوبان الثلوج يكون النهر غزيراً، لكن عند وصوله إلى أراضٍ مستوية كالسهول فإنّ تدفّقه يُصبح أبطأ، وعندما مواجهة النهر أيّ عوائق في مجراه فإنّه يتدفّق حولها مشكّلاً انحناءات وتعرّجات تسمّى التواءات نهرية (بالإنجليزية: Meanders)، وتُعدّ الأنهار مورداً أساسيّاً للماء للعديد من الكائنات الحية، كما تُحافظ الانهار على التنوّع الحيويّ والبيولوجيّ؛ لذا يجب حمايتها والحفاظ عليها من جميع أشكال التلوّث أو الاستنزاف.
المياه الجوفية
تُعرّف المياه الجوفيّة بأنّها المياه المتواجدة في باطن الأرض، وهي أكبر مصدر للمياه العذبة على كوكب الأرض، وتتجمّع هذه المياه داخل خزّانات جوفية، وغالباً ما تكون مياه عذبة ولا تحتاج إلى عملية معالجة، لكنّه يصعب اكتشافها والوصول إليها جميعها، فبعضها يقع على أعماق كبيرة جداً وبعضها الآخر يكون على أعماق متوسّطة يُمكن الوصول إليها وهي في الغالب أحواض جوفيّة يتجاوز عمرها 100 عام.
تصل المياه الجوفية إلى باطن الأرض من خلال تسرّبها ببطء عبر طبقات الصخور الأرضية ذات النفاذية العالية أو المتوسطة وهي ما يُسمّى بطبقات المياه الجوفية حتّى تصل إلى الخزانات الجوفية وتستقرّ داخلها، وتتكوّن طبقات المياه الجوفية من الحصى، أو الرمال، أو أنواع من الحجر الرمليّ أو الحجر الجيريّ.
الغيوم والضباب
ينتقل الماء إلى الغلاف الجويّ بشكل مستمرّ عن طريق عمليّة التبخّر، فيتصاعد بخار الماء من سطح الأرض ويرتفع تدريجياً من الطبقات الدافئة وصولاً إلى طبقات الجوّ العليا الباردة فيتكاثف البخار إلى قطرات ماء صغيرة جداً مُشكّلاً الغيوم التي تنتقل من موقع لآخر في الغلاف الجويّ، وعند انخفاض درجات الحرارة لحدّ معيّن فإنّ هذه الغيوم تُصبح محمّلةً بالمطر أو الثلج نتيجة استمرار التكاثف وتجمّع قطرات الماء الصغيرة على بعضها أو تجمّد قطرات الماء إلى بلورات ثلجية وتراكمها فوق بعضها.
تختلف أشكال وأحجام الغيوم وألوانها في السماء، فبعضها يظهر بشكل رفيع وبعضها يكون كبيراً ومتكتّلاً، أمّا بالنسبة للون فبعض الغيوم تظهر باللون الأبيض لأنّها تكون ممتلئةً بقطرات الماء الصغيرة التي تعكس معظم ضوء الشمس الساقط عليها باتجاهات مختلفة فترى العين اندماج جميع هذه الأطوال الموجية لأشعة الشمس فيظهر اللون الأبيض، وعندما تكون الغيوم على وشك الهطول فإنّ قطرات الماء تكون مندمجةً مع بخار الماء ولذلك فإنّ كمية الضوء المنعكس عبر القطرات تكون أقلّ ممّا يُظهر الغيوم بلونها الرماديّ أو الأسود.
يُعرّف الضباب بأنّه غيوم منخفضة تقترب من سطح الأرض أو تلامسه، وقد يكون الضباب خفيفاً أو كثيفاً يُسبّب صعوبةً في مدى الرؤية أحياناً، ففي بعض الظروف الجويّة يكون الضباب كثيفاً لدرجة إخفائه العديد من المعالم الضخمة؛ كالجسور والأبنية الشاهقة، ويتكوّن الضباب أثناء تكاثف بخار الماء، حيث تتحدّ جزيئات بخار الماء المتكاثفة مُشكلةً قطرات الماء الصغيرة والمعلّقة في الهواء.
المياه المتجمدة والأنهار الجليدية
توجد المياه المتجمّدة في العديد من المواقع على سطح الأرض مُشكّلةُ الغلاف الجليديّ الذي يحوي على ثلاثة أرباع المياه العذبة الموجودة على سطح الأرض، ويمكن أن تتواجد المياه المتجمّدة في فصل الشتاء فقط كما في مواقع خطوط العرض المتوسطة والعالية، حيث يطفو الجليد على سطح البحر والبرك والبحيرات في مناطق المياه الباردة القطبية مُشكّلاً صفائح متجمّدة تتحرّك ببطء على سطح الماء.
تتواجد المياه المتجمّدة في بعض المواقع على مدار العام كما في بعض القمم الشاهقة، والأنهار الجليدية، والصفائح الجليدية، والمناطق القطبية، وعادةً ما تبقى هذه المناطق مغطاةً بالجليد لعشرات آلاف السنين أو مئات آلاف السنين كما في قارة أنتاركتيكا التي يُغطّي معظمها الجليد منذ ما يُقارب مليون سنة، وفي المناطق القطبية تمتلئ التربة بالمياه المتجمدة وتسمّى بالتربة الصقيعية.
______________________________________________________________________________
- القلنسوات الجليدية: (بالإنجليزية: Ice caps)؛ غطاء جليدي يُغطّي مساحة من سطح الأرض تقل عن 50,000 كم.