مقال عن أهمية دور البكتيريا النافعة
البكتيريا النافعة
توجد البكتيريا في كل البيئات فهي أكثر أنواع الكائنات انتشاراً، لكن ليست جميعها ضارة كما يَعتقد البعض، إذ يوجد العديد منها في جسم الإنسان، وطعامه، وهي ضرورية لصحته وبقائه ومُصنفة كبكتيريا نافعة، حيث إن لها دور كبير في شتى مجالات الحياة، فهي تُساعد على نمو الأشجار، وعلى هضم الغذاء عند الحيوانات، وكما تُستخدم لإنتاج الغذاء، والطاقة، والمياه النظيفة، وذلك من خلال توظيفها في تطبيقات التكنولوجيا الحيوية، بالإضافة لدورها المهم في عملية إعادة تدوير المواد الغذائية داخل البيئة.
تُشكل البكتيريا في جسم الإنسان ما يقدر بـ 1.36كغ أي بقدر حجم الدماغ، إذ تنتشر الخلايا البكتيرية في جسم الإنسان أكثر بعشر مرات من الخلايا البشرية، حيث يبدأ الإنسان باكتساب البكتيريا منذ لحظة الولادة، ومن ثم يستمر باكتسابها من البيئة المحيطة، بعضها يَستقر على الجلد وبعضها داخل الجسم في أجهزته الحيوية كجهاز المناعة ، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي ، حيث توجد اغلب هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي.
أهمية البكتيريا النافعة
أهمية البكتيريا لجسم الإنسان
للبكتيريا النافعة دور مهم في صحة الجسم، إذ يوجد حوالي 95% من البكتيريا داخل الأمعاء، ويُطلق على البكتيريا الموجودة داخل الجهاز الهضمي البروبيوتيك، حيث تُشكل هذه البكتيريا نظاماً يعمل كخط دفاع مناعي داخل القناة الهضمية يحول دون وصول مُسببات الأمراض إلى باقي الجسم وقتلها، ويُحسن من الاستجابة المناعية الطبيعية، وكما تعمل البكتيريا النافعة على إنتاج بعض الفيتامينات المُفيدة مثل فيتامين B وK، وتقسيم الطعام الذي لا يستطيع الجسم امتصاصه، بالإضافة إلى أنها تحوّل الكربوهيدرات إلى سُكريات بسيطة، والبروتينات إلى أحماض أمينية .
نظراً لأهمية البكتيريا المُفيدة لصحة الجسم، يجب تناول نظام غذائي مُعزز لها، والابتعاد عن العادات التي قد تؤدي إلى قتلها وتقليل انتشارها، مثل تناول المُضادات الحيوية بكثرة، أو تناول الحبوب والسُّكريات والأغذية المُصنعة بشكل كبير، فهذه الأغذية تَعمل كمُحفز لنمو البكتيريا الضارة والخميرة مما يؤدي إلى العديد من المُشكلات الصحية والأمراض، مثل مُتلازمة القولون العصبي، الصداع النصفي ، والسرطان، والتعب المُزمن، والحساسية الغذائية، وزيادة الوزن، والربو ، والاكتئاب، وغيرها من المُشكلات.
للحفاظ على سلامة البكتيريا النافعة في الجسم وتَجنُب هذه المُشكلات الصحية، يُمكن تناول الأطعمة المُخمرة عالية الجودة مثل مخلل الملفوف، والكيمتشي، والثوم الأسود، وميسو، وناتو، واللاسي، والتمب، وفي حال لم تتوافر مثل هذه الأطعمة يُمكن الاستعاضة عنها بمُكملات البروبيوتيك من أجل مُضاعفة البكتيريا النافعة في جسم الانسان.
أهمية البكتيريا النافعة للنباتات
تقوم البكتيريا النافعة بعدة مهام لمُساعدة النباتات، أولى هذه المهام أنها تعمل كمُتحللات تَستهلك مُركبات الكربون البسيطة، مثل تَحليل الإفرازات من الجذر والفضلات النباتية، فتحول الطاقة في المادة العضوية إلى مواد مُفيدة للكائنات الحية في التربة، كما تقوم بحجز العناصر الغذائية في خلاياها كي لا تُفقَد، كمثال على ذلك، حِفظ النيتروجين في منطقة الجذر، كما تساعد البكتيريا في عملية تثبيت النيتروجين في البقوليات، فتُنشئ علاقة تكافلية مع جذورها، وتَقوم بتحويل النيتروجين إلى شكل يُمكن للنباتات الاستفادة منه.
أهمية البكتيريا النافعة في صناعة الغذاء
من أقدم استخدامات البكتيريا في صناعة الأطعمة هو استعمال بكتيريا حمض اللبنيك، الذي يُستخدم في عملية استخلاص مُشتقات الحليب مثل اللبن ، والجبن، واللبنة، والزبادي، والزبدة، وغيرها من مُشتقات الحليب، ويُستخدم أيضاً في عملية تخليل الخضار، والخَبز، وصنع النبيذ ، ومُعالجة اللحوم، والأسماك.
تتم عملية تصنيع مُشتقات الحليب من خلال تحويل سكر اللبن واللاكتوز إلى حمض اللبنيك، ومن ثم تَخَثُّر الحليب بفعل تراكم حمض اللبنيك، وبالتالي الحصول على القوام المُناسب للمنتج المُراد تصنيعه، وبتغيير درجة الحرارة وإضافة بعض المكونات إلى الحليب يَنتج أنواع مختلفة من مُنتجات الحليب ذات النكهات والروائح المميزة، وتُعد مُشتقات الحليب من المُنتجات ذات الاستهلاك الكبير والمُتزايد في السوق، فهو يعمل كمُكمل للبروبيوتيك في الجهاز الهضمي ، ويُعد من الأغذية المهمة للحفاظ على صحة جسم الانسان وتقويته.