مفهوم المجتمع المسلم
المجتمع في اللغة مشتقٌّ من الجمع؛ وجمع الشيء؛ أي ضمّ أجزاءه، ويُطلق مصطلح المجتمع على مجموعة الناس الذين يعيشون على شكل جماعة منظمة تحكمها مجموعة من القوانين والأعراف والتقاليد الخاصة، بحيث يشتركون في البقعة الجغرافيّة، والاعتقادات، والدين، ولهم مصالح وأهدافٌ مشتركةٌ.
أمّا المجتمع المسلم فهو المجتمع الذي يحمل خصائص تميّزه عن باقي المجتمعات الأخرى، فهو عددٌ كبيرٌ من الأفراد الذين يرتبطون ببعضهم البعض برابطة العقيدة الإسلاميّة، وتحكمهم أحكام الإسلام، ويشتركون بنهج حياةٍ واحدٍ، ويعيشون في بقعةٍ جغرافيَّةٍ واحدةٍ.
أسس بناء المجتمع المسلم
يقوم المجتمع المسلم على جملةٍ من الأسس، منها ما يشترك فيها مع أيّ مجتمعٍ آخر، ومنها ما تميّزه، وفيما يأتي ذكرها:
- الإنسان: ويتمثّل في الفرد والأسرة، وهما أساس المجتمع، وقد أكّد الإسلام على كرامة الإنسان واحترام كيانه، أولى تنشئته وبناءها بناءً قويمًا أهميَّةً بالغةً؛ لتكون الأسرة صالحةً، ما يعني صلاح المجتمع.
- الروابط: ويُقصد بها دوائر العلاقات التي يتشارك فيها الناس، فمنها ما هو فطريٌّ؛ كرابطة الدم؛ أي القرابة، ورابطة اللغة الأمّ، ومنها ما هو مكتسبٌ؛ كالزواج والجوار وغيرها.
- المصالح المشتركة: فالناس في المجتمع الواحد يشتركون بجملةٍ من المصالح التي يحتاجونها في حياتهم؛ كاستغلا خيرات الأرض التي يعيشون عليها، والخدمات العامّة، ونحو ذلك.
- الأرض: إذ إنّه لا قيام لتجمُّعٍ دون أرضٍ تجمعهم وتضمّهم جميعًا.
سمات المجتمع المسلم
إنّ للمجتمع المسلم سماتٍ وخصائص تميزه عن غيره من المجتمعات، وفيما يأتي بيان أبرزها.
الالتزام بالإسلام عقيدةً وشريعةً
فالمجتمع المسلم ملتزمٌ بعقيدة الإسلام، ومرجعيّته هي وحي الله -تعالى- المتمثّل بالقرآن الكريم والسنة النبويّة، فيحتكم المجتمع المسلم في أفعاله وتصرّفاته لأحكام الشريعة الإسلاميّة، في شتّى المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.
الجدية في الأعمال والتصرّفات
وتتمثّل هذه الجدية بشكلٍ واضحٍ في إقبال الإنسان المسلم على العلم النافع وتعلّمه، والدليل على ذلك القدر الهائل من العلوم المختلفة التي أنتجها المجتمع المسلم في أوج حضارته، والتي بُنيت عليها العلوم الحديثة المعاصرة، كما تتمثّل جدية المجتمع المسلم أيضًا في التزامه بالأعمال الصالحة بكافَّة أشكالها وصورها؛ كالعطف على الصغير والكبير، ومساعدة الفقراء والمساكين، وبر الوالدين، والإحسان إلى الآخرين.
التسامح مع غير المسلمين
وذلك بحمايتهم، وحفظ حقوقهم، واحترام دينهم، ومنحهم حرية ممارسة شعائرهم الدينيّة دون أن يتعرّض لهم أحدٌ بأذى.
الأمن والأمان
المجتمع المسلم مجتمعٌ آمنٌ؛ إذ إنّ الأمن يلازم الإيمان؛ ويرجع سبب الأمن في المجتمع المسلم إلى التزام أفراده بالأخلاق والمُثل، واستقامة سلوكهم، وروابط الأخوّة والألفة التي تجمع بينهم، كما أنّ لنظام العقوبات الرادع الذي سنّه الإسلام دورًا في حفظ الأمن واستدامته.
الترابط والتكافل بين أفراده
ويرجع ذلك إلى التعاليم الإسلاميّة التي تحثّ على ترابط المسلمين ومحبّتهم ومودّتهم، والابتعاد عن كلّ ما يُفسد التآلف في مجتمعهم؛ كالحقد، والحسد، والغيبة، والنميمة، والقذف؛ فقد وضع الإسلام قوانين وحدود لرسم العلاقات المترابطة في المجتمع.