مفهوم الازدحام في علم النفس الاجتماعي
ما المقصود بالازدحام في علم النفس الاجتماعي؟
يمكن أن يشير مفهوم الازدحام في علم النفس إلى فكرتين، فيمكن أن يعني ظاهرة يضعف فيها إدراك الهدف من قبل الأمور المشتتة للتركيز حول الهدف، مما يؤثر بصورة واضحة على الدقة البصرية أو إمكانية المرء لتحديد هدف ما أو حتى القدرة البصرية للعينين، فعلى سبيل المثال في حال كانت حروف الجملة ملاصقة ببعضها فهذا يسمى ازدحاما.
ويمكن أن يشير مفهوم الازدحام إلى معنى آخر، فيقصد به التوتر النفسي الناتج في بيئات ذات كثافة سكانية عالية، بالتحديد عندما يشعر الأفراد أن المساحة المتاحة لهم غير كافية لاحتياجاتهم مسببًا بذلك الأداء الضعيف للمهام والإجهاد الفسيولوجي للجسم .
أسباب الازدحام في علم النفس
هناك آليتان رئيسيتان ينجم عنهما الازدحام وههما:
- الافتقار إلى السيطرة على التفاعل الاجتماعي (أي فقدان الخصوصية).
- تدهور العلاقات الداعمة اجتماعيًا.
آثار الازدحام من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي
يؤثر الازدحام إلى حد بعيد على الإنسان في تصرفاته وحياته الاجتماعية وصحته أيضًا، بل غالبًا ما يُعزى انتشار الأمراض المختلفة والأمراض الاجتماعية إلى البيئة المزدحمة التي يكثر فيها أعداد المجتمع، فغالبًا ما يتم الاستشهاد بكثافة نسب السكان في أماكن انتشار الأمراض العقلية والأمراض النفسية.
وفي إحدى الدراسات التي أجريت على الازدحام الاجتماعي في عالم الحيوانات كانت تجربة الغزلان، حيث تم وضع الغزلان في مجموعة في إحدى المناطق، واستمر تكاثرها حتى أصبحت المنطقة مزدحمة بعض الشيء ليقل العدد بعدها، وتنفق مجموعة منها جراء الإجهاد الحاصل في المجتمع.
يمكن القول أن الإجهاد الاجتماعي أو التوتر الحاصل نتيجة لزيادة أعداد المجتمع في البيئة له تأثير لا يمكن السيطرة عليه فله تأثير واضح في الصحة النفسية التي تنعكس على الصحة الجسدية للأفراد مسببة بذلك انتشار الأمراض العضوية والنفسية بين فئات المجتمع.
طريق تحديد آثار الازدحام الاجتماعي
إحدى أمثل الطرق التي يعمل الباحثون من خلالها على تحديد أثر الازدحام الاجتماعي هي من خلال طرق فسيولوجية أو عضوية أو طرق في لغة الجسد :
- الطرق الفسيولوجية مثل: قياسات ضغط الدم أو هرمونات التوتر (مثل الكورتيزول والإبينفرين).
- لغة الجسد: تململ الناس، تعديل هيئة الملابس والشعر والمجوهرات، وغالبًا ما يتم تجنب ملامسة العين.
مفهوم علم النفس الاجتماعي
يقصد بعلم النفس الاجتماعي الدراسة العلمية لكيفية بناء أفكار الأشخاص في المجتمع وتنوع المشاعر والمعتقدات فضلًا عن النوايا والأهداف داخل بيئة المجتمع وذلك عن طريق التجربة والقراءة للتفاعلات الفعلية أو المتخيلة مع الآخرين في الأبحاث العلمية.
وعلى ذلك فإن علم النفس الاجتماعي ينظر إلى سلوك الإنسان على أنه متأثر بما حوله من مجتمع ومشاعر، وقد ظهرت الكتابات التي تركز على علم النفس الاجتماعي لأول مرة في بداية القرن العشرين في عام 1908 ظهر أول كتاب مهم في علم النفس الاجتماعي باللغة الإنجليزية بعنوان مقدمة في علم النفس الاجتماعي.