مفهوم الأنثروبولوجيا الاجتماعية
مفهوم الأنثروبولوجيا الاجتماعية
كلمة الأنثروبولوجيا مكونة من مقطعين، الأول هو الأنثروبو (Anthropo) وتعني الإنسان، والثاني هو لوجي وتعني العلم أو الدراسة، وبالتالي فإن الترجمة الحرفية للأنثروبولوجيا تعني علم الإنسان، يعنى علم الأنثروبولوجيا بالدراسة الشاملة للإنسان، فهو يتناول أعمال الإنسان وكل منجزاته الفكرية والمادية، لذلك يعد علم الأنثروبولوجيا أكثر العلوم التي تدرس الإنسان وأعماله شمولًا على الإطلاق، إذ أنّه يجمع بين نظريتي العلوم الاجتماعية والعلوم البيولوجية.
أقسام الأنثروبولوجيا الاجتماعية
تُقسم الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى عدة أقسام نذكر منها الآتي:
- المنوغرافيا: وهي عبارة عن الدراسة الوصفية الخارجة للحياة الاجتماعية والمادية لشعبٍ ما.
- الأثنوجرافيا: وهي الدراسة التي تهتم في بالعادات والتقاليد الاجتماعية وعلاقتها بالانتماءات العِرقية.
- الأنثولوجيا: وهي تُعنى بتجميع الدراسات الوصفية الإثنوجرافية والمنوغرافية لثقافات متعددة مختلفة، ثم مقارنتها زمانيًا ومكانيًا، والتوصل إلى القوانين التي تحكم الحياة الاجتماعية لتلك الشعوب.
بداية الأنثروبولوجيا الاجتماعية
يُعتقد أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية قد ظهرت أول مرة في العصور القديمة، إلا أن بعض الأنثروبولوجيين الغربيين وخاصة الأوروبيين يرون أن الأصول النظرية الأساسية لعلم الأنثروبولوجيا قد ظهرت إبان عصر التنوير في أوروبا ، أي في عصر النهضة الأوروبية، حيث ظهرت اكتشافات ثقافية وجغرافية لمجتمعات مختلفة خارج قارة أوروبا.
العلاقة بين الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع
هناك علاقة وثيقة بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، حيث يدرس علماء الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع مجالات متعددة مثل:عدم المساواة، والصحة، والمرض، والانحراف، والثقافة ، والتنشئة الاجتماعية، والعلاقات العِرقية، والتغير الاجتماعي، وأنماط الأسرة.
أهداف الأنثروبولوجيا الاجتماعية
للأنثروبولوجيا الاجتماعية العديد من الأهداف المختلفة نذكر منها الآتي:
- تصنيف مظاهر الحياة البشرية والحضارية بعد القيام بدراستها: وذلك للوصول إلى أنماط إنسانية عامة، والذي مرّ بمراحل التطور الاجتماعي وهي: الإنسان البدائي، ثم الزراعي، ثم الصناعي، ثم المعرفي، ثم التكنولوجي.
- وصف مظاهر حياة الإنسان الحضارية وصفًا دقيقًا: ويكون ذلك من خلال معايشة مجتمع الدراسة، حيث يعيش الباحث في وسط الجماعة أو المجتمع الذي سيدرسه، ثم يُسجل ملاحظات دقيقة حول طبيعة حياتهم وسلوكياتهم اليومية.
- استنتاج المؤشرات والتوقعات: حيث يتم استنتاج التوقعات الخاصة بالتغيرات المحتملة في الظواهر الحضارية والإنسانية التي يهدف الباحث بدراستها، وذلك بهدف التنبؤ بمستقبل الجماعات البشرية المراد دراستها.
أبرز علماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية
هناك العديد من العلماء الذين برزوا في علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية منهم:
- إدوارد تايلور (Edward Taylor): وهو عالم أنثروبولوجيا إنجليزي، ويعتبر مؤسس الأنثروبولوجيا الثقافية، ويعد كتاب الثقافة البدائية أهم أعمال تايلور.
- جيمس فريزر (James Frazer): وهو عالم أنثروبولوجي كلاسيكي ذو أصولٍ بريطانية، وكان أحد أكبر أساتذة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وأصدر الكثير من المؤلفات أهمها: كتاب الغصن الذهبي ( The Golden Bough)
يوجد الكثير من الكتب التي أُلفت في الأنثروبولوجيا الاجتماعية أهمها:
- كتاب قصة الأنثروبولوجيا: وهو كتاب قام بتأليفه الدكتور حسين فهيم، ويدرس الكتاب نشأة وتطور علم الأنثروبولوجيا بشكلٍ عام، كما يوضح طبيعة الترابط بين النظرية والمنهج، ويبين ارتباطها بعلم الاجتماع أيضًا، بالإضافة إلى ذلك؛ فقد بيّن الكتاب الدور الذي لعبته دول العالم الثالث في وضع أساسيات الأنثروبولوجيا الجديدة، والتي تقوم على مناهضة الاستعمار.
- مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا: وهو كتاب للدكتورة علياء شكري، والدكتور محمد الجوهري، كما شارك في تأليفه مختلف أساتذة الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، ويتناول الكتاب دراسة مفهوم الأنثروبولوجيا وجميع فروعها، كما يستعرض بعض الدراسات الأنثروبولوجية في ماضيها وحاضرها.