معلومات عن تاريخ السودان
السودان
تقع جمهورية السودان في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الإفريقية؛ وتشترك بحدود مع إثيوبيا وإريتريا من الجهة الشرقية، ومع مصر وليبيا من الشمال، أما حدودها من الغرب فتأتي مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومع دولة جنوب السودان من الجهة الجنوبية عاصمتها الخرطوم.
يحتل السودان المرتبة الثالثة على مستوى أفريقيا من حيث المساحة قبل الانفصال؛ حيث تقدر مساحته بنحو 1.886.068كم، إلا أنّ ذلك تغير بعد انفصال الجنوب السوداني عن البلاد، وتشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2015م إلى أن عدد سكان الجمهورية قد تجاوز 40235000 نسمة، بكثافة سكانية قدرت بنحو 16.5 نسمة/كم.
تاريخ السودان
يعود تاريخ استقرار الإنسان في أراضي السودان إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد؛ وتعتبر السودان موطناً لعدد من الحضارات القديمة المتعاقبة عليها، كمملكة كوش، ومروي ونوباتيا والمقرة وغيرها الكثير من الحضارات التي قامت على طول نهر النيل.
معلومات عن تاريخ السودان
التاريخ القديم للسودان
يشير التاريخ إلى أن الإنسان استقر في السودان خلال الفترة الزمنية بين (8000-3200 قبل الميلاد) من العصر الحجري؛ واستُدل على ذلك من خلال ما تم العثور عليه من جماجم ذات أصول زنجية متحضرة في منطقة الخرطوم ومنطقة الشهيناب فوق الضفاف الغربية لنهيل النيل، وفي سنة 1928م تمكن الإنسان من العثور على هيكل لجمجمة إنسان في منطقة سنجة في ولاية النيل الأزرق، وأشارت بدورها على الوجود الإنساني في المنطقة من العصر الحجري البلستوسيني.
استضافت الأراضي السوادنية فوقها عدد من المماليك؛ ومن بينها أقدم الممالك السودانية وهي مملكة كوش النوبية؛ حيث أقامت في الضفة الشرقية من نهر النيل، وشهد السودان خلال تلك الفترة ازدهاراً في التجارة، ويذكر أنّ نظم الإدارة قد عُرفت في السودان خلال عهد مملكة كوش النوبية، كما تمكنوا من تشييد الأهرامات وتعدين الحديد والصناعات الحديدية خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
دخول الإسلام إلى السودان
تكشف الوثائق القديمة وتحديداً اتفاقية البقط المُبرمة بين عبدالله بن أبي السرح والنوبة سنة 31 هـ لغايات تأمين الطريق التجاري الواصل بين مصر والسودان إلى أن السودان فتحت أبوابها للإسلام خلال عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان ووالي مِصر عمرو بن العاص، وما دّل على ذلك ورود بنود في الاتفاقية على ضرورة الاعتناء بمسجد دنقلا؛ كما قد توافدت جماعات عربية جمّا إلى السودان واتخذت من المناطق الوسطى والغربية فيه مستقراً لها؛ فبدأت الثقافة العربية الإسلامية بالانتشار تدريجياً وازدادت أعداد العرب والمسلمين بالتزامن مع الفتوحات الإسلامية؛ فخرجّت السودان كوكبة من العلماء المسلمين واستقبلتهم مثلهم خلال مرحلة ازدهار الفكر الصوافي.
الغزو التركي للسودان
أقدم والي مصر العثماني محمد علي باشا عام 1821م على اتخاذ خطوة إرسال حملة عسكرية لاحتلال السودان تحت إمرة نجله إسماعيل باشا؛ وتكللت هذه الخطوة بالنجاح؛ فضُمّت السودان وكل من المناطق الاستوائية في الجنوب وكردفان في الغرب وصولاً إلى دارفور وسواحل البحر الأحمر وإريتريا في الشرق لمصر؛ ولعب خلفاء والي مصر دوراً مهماً في إقامة كيان سياسي للسودان فوق حدود مقاربة للحدود الحالية.
الثورة المهدية والاستقلال
اندلعت الثورة في الأراضي السودانية بقيادة محمد أحمد المهدي؛ ويذكر أنّه كان قد إدّعى المهدية وأنّه مُرسلُ من الله إلى الأرض ليعم العدل فيها بعد الظلم، وكانت الجموع السودانية قد التفت حوله ولاقت قبولاً كبيراً، فحقق انتصارات بفضل ذلك على الأتراك والمصرييّن؛ وأقام دولة المهدية سنة 1885م بعد تحرير الخرطوم؛ إلا أنّها انهارت بسرعة كبيرة سنة 1898م خلال معركة كرري بينها وبين القوات البريطانية المصرية، ولقي حتفه على يد الخليفة عبد الله التعايشي بعد الواقعة بقليل.
أفضى مؤتمر الخريجين المنعقد سنة 1938م إلى المناداة بالتخلص من الاستعمار في البلاد وتصفيته، ثمّ منح السوادنييّن الحق الكامل بتقرير المصير، وواصل المؤتمر جهوده إلى أن اجتمع البرلمان السوداني في التاسع عشر من شهر ديسمبر سنة 1955م، وتم الإعلان الرسمي لاستقلال البلاد، مع مطالبة دولتي الحكم الثنائي بضرورة الاعتراف بالسودان كدولة مستقلة، ورفرف العلم السوداني لأول مرة في سماء البلاد في الأول من شهر يناير سنة 1956م.