مراحل دورة حياة النبات
المراحل الأساسية لدورة حياة النبات المزهر
النبات المزهر (بالإنجليزية: flowering plant) هو نبات ينتج زهرة في مرحلة ما من مراحل دورة حياته، يسمى النبات المزهر أيضًا بكاسيات البذور(بالإنجليزية: angiosperm)، وتعتبر الزهرة جزء مهم في دورة تكاثره، كما أن جميع النباتات المزهرة تنتج البذور، وقد تتحول الأزهار التي تنتجها هذه النباتات المزهرة إلى ثمار، ولذلك يشار إلى النباتات المزهرة بالنباتات الحاملة للفاكهة، إذ تعد الفاكهة من الأمثلة الشائعة على النباتات المزهرة، تمر النباتات المزهرة في عدة مراحل للنمو ، وهي كالآتي:
البذرة
تبدأ دورة حياة النبات بالبذرة، وتحتوي كل بذرة على نبات صغير يسمى الجنين داخل قشرتها الصلبة ، هذا الجنين يشبه النباتات الصغيرة، ويحتاج إلى تربة دافئة، وماء، وضوء ليبدأ نموّه وينتقل إلى المرحلة التالية.
هناك نوعان من بذور النباتات المزهرة: الثنائيات أو البذور ذات الفلقتين، ومثال عليها بذور الفاصوليا، وتتكون هذه البذور من جزأين يسميان الفلقات بالإضافة إلى الجنين، بحيث تخزن الفلقات الطعام للنبات، والنوع الثاني هو البذور ذات الفلقة الواحدة، كبذور الذرة، ويسمى الجزء الخارجي الصلب من البذرة بغلاف البذرة وهو الجزء المسؤول عن حماية الجنين.
الإنبات
الإنبات يعني النمو من البذرة، وفي هذه المرحلة تبدأ البذرة في النمو عن طريق امتصاص الماء من التربة ، فتبدأ بالتضخم تدريجيًا حتى تنقسم طبقة البذرة، وتنبت الجذور، يندفع الجذر الصغير للأسفل وينمو باحثًا عن الماء والمغذيات من التربة، وفي مرحلة الإنبات، يبدأ جذع النبات في النمو أيضًا، ومن المهم أن تُزرع البذرة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب حتى تتم عملية الإنبات.
النمو والنضج
من أجل إكمال مرحلة نمو دورة حياة النباتات الزهرية، يتعين على النباتات إنتاج غذائها، إذ تبدأ النباتات بإنتاج غذائها بمجرد ظهور الأوراق عن طريق عملية التمثيل الضوئي حيث تحتوي أوراق النباتات على البلاستيدات الخضراء التي تحول الطاقة من أشعة الشمس، وثاني أكسيد الكربون، والماء إلى سكريات تستخدمها كمصدر للغذاء، تخزن النباتات هذه السكريات في الجذور والساق، ويستمر الجذر في التطور، حيث يعمل على تثبيت النبات في الأرض كما ينمو شعر للجذور ليساعد النبات على امتصاص الماء والغذاء بشكل أفضل.
ينمو ساق النبتة لفترة طويلة باتجاه الشمس وينقل الماء والغذاء بين الجذور والأوراق، وتتحول السكريات والنشويات إلى طاقة تستخدم في نمو نباتات جديدة، تنمو الأوراق الجديدة في أعلى الساق أو في النسيج الإنشائي، وبعد فترة، تبدأ براعم الزهور بالنمو، وتزهر بعض النباتات في غضون أيام، بينما يستغرق البعض الآخر شهورًا أو حتى سنوات ليزهر.
الإزهار والتلقيح
في بداية المرحلة التناسلية، ينمو للنبات برعم صغير تبدأ زهرة صغيرة بالتكون داخله، وفي النهاية، ينفتح البرعم ليكشف عن زهرة ناضجة، والزهرة هي الجزء التناسلي للنبات، وعادةً ما تحتوي الأزهار على بتلات ذات ألوان زاهية أو روائح قوية لجذب الملقحات، ويسمى الجزء الذكري من الزهرة بالسداة، والجزء الأنثوي بالمدقة، تحتوي بعض النباتات على كلا الجزأين الذكري والأنثوي في نفس الزهرة، بينما تحتوي الزهور الأخرى على الجزء الذكري أو الأنثوي فقط.
يحدث التلقيح عندما يتم نقل حبوب اللقاح من الجزء الذكري إلى الأجزاء الأنثوية، ويمكن لبعض النباتات التلقيح ذاتيًا، ويحتاج البعض الآخر إلى الحشرات والرياح والأمطار والطيور وغيرها من العمليات الطبيعية لنقل حبوب اللقاح، تلعب الحشرات مثل النحل دورًا مهمًا في التلقيح، لأنها تنقل حبوب اللقاح أثناء البحث عن طعامها.
نشر البذور
بعد التلقيح، تصبح البذور قابلة للتكاثر، فتتكون طبقة واقية حول البذور تسمى الثمرة، وتكون بعض الثمار كبيرة وسمينة مثل التفاح، والبعض الآخر جاف مثل المظلة البيضاء لنبات الهندباء، تنتشر هذه البذور بعدة طرق لتكوين نباتات جديدة، فبمجرد وصول البذرة إلى مكان مناسب للإنبات، تكون دورة الحياة جاهزة للبدء من جديد، وطرق نشر البذور هي:
- سقوط البذور على الأرض، فتأكلها الطيور والعديد من الحيوانات وتنتقل في قنواتها الهضمية.
- الانتقال بسهولة مع الرياح مثل الهندباء، حيث إنه ينتقل بسهولة مع الريح لمسافات طويلة.
المراحل الأساسية لدورة حياة النبات غير المزهر
النباتات غير المزهرة هي تلك التي لا تنتج زهرة أبدًا في مراحل دورة حياتها، تنتج بعض النباتات غير المزهرة البذور؛ وتسمى نباتات عارية البذور، وتعتبر أشجار الصنوبر من أشهر الأمثلة على عاريات البذور، أما الطحالب والسراخس فهما النوعان الرئيسيان الآخران من النباتات غير المزهرة، وتتكاثر الطحالب والسراخس عن طريق الأبواغ بدلاً من البذور.
نمو الأبواغ
تنمو الأبواغ على الجانب السفلي من أوراق السرخس والطحالب، تجف الأبواغ وتسقط من النبات، ثم تحملها الرياح بعيدًا، وبمجرد تعرضها لبيئة رطبة تبدأ الأبواغ في النمو لتصبح نباتًا جديدًا، والبوغ هو خلية صغيرة يتم إنشاؤها بواسطة النبات، بعد سقوط الأبواغ على الأرض الرطبة، يُنتج الطور المشيجي إما بويضات أو حيوانات منوية، يسبح الحيوان المنوي لتخصيب البويضة، مكونًا زايجوت (البويضة المخصبة) ثنائي الصبغة، ينمو الزايجوت بعد ذلك إلى نبات بوغي بالغ جاهز لتكرار الدورة.
نمو جذور النبات
كما ذُكر سابقًا فإن بعض النباتات غير الزهرية تتكاثر بالبذور، تسقط هذه البذور أو تحملها الرياح إلى التربة المناسبة لنموها، ثم تبدأ هذه البذرة بالنمو، عن طريق امتصاص الماء من التربة، وتتضخم حتى تنقسم البذرة، وتنبت الجذور، يدفع الجذر الصغير للأسفل وينمو باحثًا عن الماء والمغذيات.
نمو ساق النبات وظهور أوراقه
بعد نمو الجذور تبدأ السيقان والأوراق بالنمو أيضًا، وتبدأ النباتات بإنتاج غذائها عن طريق عملية التمثيل الضوئي بمجرد ظهور الأوراق التي تحتوي على البلاستيدات الخضراء، التي تحول بدورها الطاقة من أشعة الشمس، وثاني أكسيد الكربون، والماء إلى سكريات تستخدمها كغذاء، كما ينمو ساق النبتة لفترة طويلة باتجاه الشمس وينقل الماء والغذاء بين الجذور والأوراق.
إنتاج الأبواغ بدون أزهار
بعد نمو الساق والأوراق تستمر النبتة في النمو، حتى تصبح نبات غير زهري ناضج، ويسمى أيضًا بالنبات الأم، وهو بنية الطور البوغي الذي ينتج الأبواغ، والتي يتم إطلاقها من البوغ، وتبدأ بعد ذلك الأبواغ في النمو في الجانب السفلي من أوراق النبات.
نشر البذور
تنتشر البذور كما في النباتات الزهرية، فبعضها يسقط على الأرض، والبعض الآخر يكون خفيفًا بحيث تتمكن الرياح من حمله لمسافات طويلة.
مدة دورة حياة النبات
تختلف مدة حياة النبتة باختلاف البيئة التي تُزرع فيها، ونوعها فبعض النباتات الحولية تأخد سنة واحدة لإكمال دورة حياة كاملة، إذ يُزرع معظمها في الربيع، وتزهر في الصيف، وتموت في الخريف، وتستغرق البيناليات ضعف المدة التي تستغرقها النباتات الحولية لإكمال دورة حياتها، بسبب درجات الحرارة الباردة، بين نمو النبات وتفتحه، تزرع البيناليات عادة في الربيع، وتخضر خلال الصيف، وتكون خاملة في الخريف، وتزهر في الصيف الثاني وتضع البذور.
العوامل المؤثرة في دورة حياة النبات
تتأثر دورة حياة النباتات ونموها بعدة عوامل، أهما:
- درجة الحرارة: يتسارع النمو مع زيادة درجة الحرارة.
- الضوء: تؤثر شدة الضوء، ومدته، وجودته، على العديد من العمليات الفسيولوجية التي تحدث في النبات.
- الماء: الماء عامل أساسي لنمو النباتات حيث تنمو النباتات بشكل جيد بكمية كافية من الماء.
- مغذيات التربة: تتطلب النباتات كمية كافية من العناصر الغذائية للنمو السليم، وتؤثر جودة وكمية العناصر الغذائية على نمو النبات.
- منظمات نمو النبات: يمكن أن تُضاف العديد من منظمات نمو النبات مثل الأوكسين، والسيتوكينين، والجبريلينات، إلى النباتات بهدف تنظيم نموها.
الخلاصة
يمكن تقسيم النباتات حسب وجود الأزهار في دورة حياتها إلى نباتات زهرية ونباتات لازهرية، ولكل نوع من هذه النباتات دورة حياته ومراحل نموه الخاصة، بعض هذه النباتات مثمر، وبعضها الآخر غير مثمر هدفه الزينة، لكن جميع النباتات لها أهمية كبيرة في الحياة على كوكب الأرض.
تختلف أعمار النباتات والمدة الزمنية لدورة حياة كل منها، فبعضها يستغرق عامًا أو أكثر، وبعضها الآخر لا يحتاج سوى فترة قصيرة لإكمال دورة حياته، كما يتأثر نمو هذه النباتات بعدة عوامل جوية وبيئية مختلفة كدرجة الحرارة، وتوافر الضوء والماء ونوع التربة وغيرها من العوامل.